لا‭ ‬تخافوا‭ ‬الضَيْعة‭...!‬

منذ 2019-02-24

وفي‭ ‬معاني‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‭ ‬ودروس‭ ‬السيرة‭ ‬ومسارات‭ ‬السلف‭ ‬والدعاة،‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والثبات‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الله  ‬ {فاقصص‭ ‬القصص‭ ‬لعلهم‭ ‬يتفكرون}

•‭ ‬إنما‭ ‬ينتفي‭ ‬الخوف‭ ‬حينما‭ ‬يفيض‭ ‬القلب‭ ‬إيمانا،‭ ‬ويصب‭ ‬صبرا،‭ ‬ويتراقص‭ ‬تحديا‭ ‬ويقينا،‭ ‬يجعله‭ ‬يأوي‭ ‬إلى‭ ‬ركن‭ ‬شديد،‭ ‬وموثق‭ ‬أمين،‭ ‬وقد‭ ‬تجلله‭ ‬البهاء،‭ ‬وأشرقت‭ ‬عليه‭ ‬منائر‭ ‬البهجة‭ ‬والانشراح‭ .‬

•‭ ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬الضَّيعة،‭ ‬مقولة‭ ‬تثبيتية‭ ‬إشراقية‭ ‬تورث‭ ‬الإيمان‭ ‬والصبر‭ ‬وحسن‭ ‬الظن‭ ‬بالله‭ ‬تعالى،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬أولياءه‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬أحبابه،‭ ‬وأنه‭ ‬كريم‭ ‬رقيب‭ ‬محيط‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ". ‬إن‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬يبنيه‭ ‬هذا‭ ‬الغلام‭ ‬وأبوه"‭ .‬

•‭ ‬وكذا‭ ‬طمأن‭ ‬الملك‭ ‬جِبْرِيل‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬أم‭ ‬اسماعيل‭ ‬هاجر‭ ‬عليها‭ ‬السلام،‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬ولا‭ ‬تحزنوا‭ ‬من‭ ‬الهلكة‭ ‬والضياع،‭ ‬بنَفاد‭ ‬الماء‭ ‬والطعام،‭ ‬وووحشة‭ ‬المكان،‭ ‬وبعد‭ ‬الصاحب‭ ‬والرفيق،‭ ‬فالله‭ ‬خير‭ ‬حافظا‭ ‬وهو‭ ‬أرحم‭ ‬الراحمين‭ .‬

•‭ ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬الضيعة‭.. ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬حاميكم‭ ‬وحافظكم‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ناصر‭ ‬أولياءه،‭ ‬ومدافع‭ ‬عن‭ ‬عباده‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أذى‭ ‬وخطر‭ .‬

•‭ ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬الضيعة،‭ ‬فأنتم‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬أكيد،‭ ‬ومحرز‭ ‬عتيد،‭ ‬لا‭ ‬يحله‭ ‬مخترق،‭ ‬ولا‭ ‬يناله‭ ‬متسلط‭‬ {ولله‭ ‬جنود‭ ‬السموات‭ ‬والأرض}  [سورة‭ ‬الفتح] ‭ .‬

•‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الوادي‭ ‬الذي‭ ‬دون‭ ‬زرع‭ ‬وشيء‭ ‬مؤنس،‭ ‬لن‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬أذيات‭ ‬وهوام‭ ‬ومروّعات،‭ ‬أو‭ ‬قطاع‭ ‬طرق،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬أذهب‭ ‬الله‭ ‬حزنها‭ ‬وخوفها،‭ ‬وخفف‭ ‬عنها‭ ‬ببشارة‭ ‬الملَك‭ ‬وتفجر‭ ‬بئر‭ ‬زمزم‭..!‬

•‭ ‬والخوف‭ ‬حالة‭ ‬نفسية‭ ‬تعتري‭ ‬الإنسان‭ ‬فتورث‭ ‬له‭ ‬الحزن‭ ‬والانقباض‭ ‬والتشكك‭ ‬،‭ ‬فيختل‭ ‬سلوكه،‭ ‬وتظهر‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬الارتباك،‭ ‬وفي‭ ‬أوقات‭ ‬ينهار‭ ‬تماما،‭ ‬فيصبح‭ ‬أسير‭ ‬الغم‭ ‬والنصب‭.‬

•‭ ‬وهو‭ ‬طبيعي‭ ‬مع‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكن‭ ‬الإيمان‭ ‬والتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬يهذبه‭ ‬ويمحوه،‭ ‬حيث‭ ‬يتعلق‭ ‬القلب‭ ‬بالواحد‭ ‬الأحد‭ ‬وليس‭ ‬بمعاليق‭ ‬البشر،‭ ‬فهم‭ ‬خائفون‭ ‬زائلون‭ ‬ { {فلا‭ ‬تخافوهم‭ ‬وَخَافُون‭ ‬إن‭ ‬كُنتُم‭ ‬مؤمنين} ‭]   ‬سورة‭ ‬آل‭ ‬عمران] ‭ .‬

•‭ ‬وضعها‭ ‬إبراهيم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬هلكة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العقلية،‭ ‬وقول‭ ‬الملك‭( ‬لا‭ ‬تخافوا‭ ‬الضيعة‭ ) ‬وحي‭ ‬منقول‭ ‬باعث‭ ‬على‭ ‬الراحة‭ ‬واليقين‭ ‬بالسلامة‭ ‬والنجاة،‭ ‬ولذلك‭ ‬ركنت‭ ‬إليه‭" ‬إذن‭ ‬لا‭ ‬يضيعنا‭ ‬الله‭" ‬فحصل‭ ‬الفرح‭ ‬والفرج‭ ‬والانتشاء‭ .  ‬وما‭ ‬بكم‭ ‬من‭ ‬نعمة‭ ‬فمن‭ ‬الله‭ ) ‬سورة‭ ‬النحل‭.‬

•‭ ‬والقلب‭ ‬مصدر‭ ‬الخوف‭ ‬والشجاعة‭ ‬والقوة‭ ‬والضعف‭ ‬والسرور‭ ‬والحزن،‭ ‬وكل‭ ‬تأثير‭ ‬فيه‭ ‬ينقلب‭ ‬على‭ ‬الجوارح‭ ‬والسلوك،‭ ‬وإن‭ ‬مما‭ ‬يقويه‭ ‬الذكر‭ ‬والإيمان‭ ‬وحسن‭ ‬العمل‭ .‬

•‭ ‬وإذا‭ ‬قوي‭ ‬القلب‭ ‬اطمأن‭ ‬المرء،‭ ‬وعاش‭ ‬سعيدا‭ ‬قنوعاً‭ ‬صابرا‭ ‬راضيا‭ ‬بحكم‭ ‬الله‭ ‬وتدبيره‭  ‬ {وربطنا‭ ‬على‭ ‬قلوبهم} ‭ ‬ [سورة‭ ‬الكهف] ‭ .‬

•‭ ‬وفي‭ ‬الحياة‭ ‬المدنية‭ ‬ومع‭ ‬تعقيداتها،‭ ‬يخاف‭ ‬بعضنا‭ ‬على‭ ‬ماله‭ ‬أو‭ ‬بنيه‭ ‬أو‭ ‬تجارته‭ ‬أو‭ ‬منصبه،‭ ‬ولا‭ ‬يكاد‭ ‬يخاف‭ ‬على‭ ‬دينه‭ ‬إلا‭ ‬القليل،،،‭!‬

•‭ ‬وهاجر‭ ‬صحابة‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬وضحوا‭ ‬بآمالهم‭ ‬وأموالهم‭  ‬ {للفقراء‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬أُخرجوا‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭ ‬وأموالهم‭ ‬يبتغون‭ ‬فضلا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ورضوانا‭ ‬وينصرون‭ ‬الله‭ ‬ورسوله} ‭  ‬ [سورة‭ ‬الحشر] ‭ .‬

•‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخانقة‭ ‬يشتد‭ ‬خوف‭ ‬كثير‭ ‬منا‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الله،‭ ‬ويطالع‭ ‬الأسباب‭ ‬المادية‭ ‬وينسى‭ ‬الأسباب‭ ‬المعنوية‭ ‬،‭ ‬الموصلة‭ ‬بالله‭ ‬تعالى‭ ‬ووعده‭ ‬وقدره،‭ ‬وكفالته‭ ‬الأرزاق‭ ‬بغير‭ ‬شك‭ ‬او‭ ‬وهن‭..! ‬ {وفي‭ ‬السماء‭ ‬رزقكم‭ ‬وما‭ ‬توعدون} ‭ ‬ [سورة‭ ‬الذاريات] ‭ .‬

•‭ ‬وفي‭ ‬أزمات‭ ‬الدعوة‭ ‬المردية‭ ‬وتوالي‭ ‬الأذى‭ ‬والبليات،‭ ‬يتخوف‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬،‭ ‬وينسى‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬لدينه‭ ‬ووعده‭ ‬بالتمكين‭ ‬والظهور‭ ‬ {كتب‭ ‬الله‭ ‬لأغلبن‭ ‬أنا‭ ‬ورسلي} ‭‬ [سورة‭ ‬المجادلة] ‭ .‬وفي‭ ‬الحديث‭ ‬ «والله‭ ‬ليُتمنّ‭ ‬الله‭ ‬ُ‭ ‬هذا‭ ‬الأمر»

•‭ ‬لديك‭ ‬أبناء‭ ‬تتفكر‭ ‬في‭ ‬أرزاقهم‭ ‬ومستقبلهم،‭ ‬وتتخوف‭ ‬من‭ ‬غياب‭ ‬العائل،‭ ‬وهجران‭ ‬الحميم،‭ ‬وتنسى‭ ‬أن‭ ‬الآجال‭ ‬حُسمت‭ ‬والأرزاق‭ ‬انقضت،‭ ‬ولا‭ ‬يظلم‭ ‬ربك‭ ‬أحدا‭..!‬

•‭ ‬بتوالد‭ ‬شعور‭ ‬الضيعة‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الإيمان،‭ ‬وفردانية‭ ‬المرء،‭ ‬وشعوره‭ ‬بالخذلان‭ ‬،‭ ‬وفرار‭ ‬الأصحاب‭ ‬عنه،‭ ‬وانغماسه‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬وعدم‭ ‬تطلعه‭ ‬للآخرة‭ .‬

•‭ ‬وتلك‭ ‬الضَّيعة‭ ‬والتخوف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ذريعة‭ ‬للأعادي‭ ‬والمنافقين‭ ‬في‭ ‬صب‭ ‬جام‭ ‬غضبهم‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬والعلماء،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استخراج‭ ‬مواقف‭ ‬سلبية‭ ‬ظاهرها‭ ‬التفقه،‭ ‬وباطنها‭ ‬الاسترزاق‭ ‬والتلاعب‭ ‬بآيات‭ ‬الله،‭ ‬والله‭ ‬المستعان‭ .‬

•‭ ‬المستقبل‭ ‬بيد‭ ‬الله‭ ‬رزقا‭ ‬وعملا‭ ‬وتوفيقا‭ ‬ونهاية،‭ ‬ولا‭ ‬يحوزه‭ ‬بشر،‭ ‬ولا‭ ‬يملكه‭ ‬مخلوق‭ ‬قد‭ ‬امتلأ‭ ‬ضعفا‭ ‬وهوانا،‭ ‬وهذه‭ ‬عقيدة‭ ‬رسخها‭ ‬الإسلام‭ ‬،‭ ‬ «وإن‭ ‬اجتمعوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يضروك‭ ‬بشيء‭ ‬لم‭ ‬يضروك‭ ‬إلا‭ ‬بشيء‭ ‬قد‭ ‬كتبه‭ ‬الله‭ ‬عليك» ‭ .‬

•‭ ‬عاش‭ ‬الأنبياء‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬وبعضها‭ ‬يستحيل‭ ‬عقلا‭ ‬بلوغ‭ ‬دعواتهم‭ ‬وانتصارهم‭ ‬على‭ ‬أعدائهم،‭ ‬فانتصروا‭ ‬وسقط‭ ‬الأعداء‭ ‬وبلغت‭ ‬الدعوات‭ ‬منتهاها‭‬‭ ‬ {وكان‭ ‬حقا‭ ‬علينا‭ ‬نصر‭ ‬المؤمنين}   [سورة‭ ‬الروم] ‭ .‬

•‭ ‬وفي‭ ‬رسولنا‭ ‬العظيم‭ ‬قدوة‭ ‬لكل‭ ‬مبتلى‭ ‬ومتخوف‭ ‬ومبتلى‭ ‬ومطارد،‭ ‬فلقد‭ ‬ضُيق‭ ‬عليه،‭ ‬وأوذي‭ ‬وأخرج،‭ ‬واختبأ‭ ‬في‭ ‬الغار،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجاه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬القوم‭ ‬الظالمين‭ ‬وظهرت‭ ‬دعوته‭ ‬للعالمين‭  ‬ «ليُبلغنَّ‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ما‭ ‬بلغ‭ ‬الليل‭ ‬والنهار» ‭ .‬

•‭ ‬وأسلافنا‭ ‬عاشوا‭ ‬ظروفا‭ ‬مأساوية‭ ‬رزقا‭ ‬وعلما‭ ‬ومسكنا‭ ‬وسفرا‭ ‬وكتبا‭ ‬وتدريسا،‭ ‬ويُستغرب‭ ‬وصول‭ ‬إنتاجهم‭ ‬وما‭ ‬سطرته‭ ‬تلك‭ ‬الأيادي‭ ‬الإيمانية‭ ‬المباركة‭ ‬فيها‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬عصمنا‭ ‬الله‭ ‬منها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬أفلحوا‭ ‬وأنجحوا‭..! ‬وفضل‭ ‬الله‭ ‬واسع،‭ ‬ورحماته‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لها‭   ‬ {ما‭ ‬يفتحِ‭ ‬اللهُ‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬رحمة‭ ‬فلا‭ ‬ممسكَ‭ ‬لها} ‭  ‬ [سورة‭ ‬فاطر] ‭ .‬

•‭ ‬ويخاف‭ ‬بنو‭ ‬آدم‭ ‬الظلم‭ ‬والفقر‭ ‬ومن‭ ‬الأذى‭ ‬والتضييق‭ ‬وقهر‭ ‬الرجال،‭ ‬وتبدل‭ ‬الأحوال،‭ ‬ولكنهم‭ ‬بإيمانهم‭ ‬يفكون‭ ‬عقد‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬ويزداد‭ ‬عدوهم‭ ‬خوفا‭ ‬وهلعا‭ ‬من‭ ‬قوتهم‭ ‬وثباتهم‭.‬

•‭ ‬كان‭ ‬الصحابة‭ ‬في‭ ‬بدر‭ ‬أقل‭ ‬عددا‭ ‬وعدةً،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬إيمانهم‭ ‬وصبرهم‭ ‬وثباتهم‭ ‬كافيا‭ ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬قلوب‭ ‬الذين‭ ‬أشركوا،‭ ‬وإدخال‭ ‬الرعب‭ ‬فيهم‭ ‬حتى‭ ‬قال‭ ‬عُمير‭ ‬بن‭ ‬وهب‭ ‬لما‭ ‬شاهدهم‭ ‬قبيل‭ ‬المعركة‭ ‬هم‭ ‬ثلاثمائة‭ ‬رجل،‭ ‬يزيدون‭ ‬قليلاً،‭ ‬أو‭ ‬ينقصون،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬ولكني‭ ‬رأيت‭ ‬يا‭ ‬معشر‭ ‬قريش‭: ‬البلايا‭ ‬تحمل‭ ‬المنايا،‭ ‬نواضح‭ ‬يثرب‭ ‬تحمل‭ ‬الموت‭ ‬الناقع،‭ ‬قوم‭ ‬ليس‭ ‬معهم‭ ‬منَعة‭ ‬ولا‭ ‬ملجأ‭ ‬إلا‭ ‬سيوفهم،‭ ‬والله‭ ‬ما‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬يُقتل‭ ‬رجل‭ ‬منهم،‭ ‬حتى‭ ‬يقتل‭ ‬رجلاً‭ ‬منكم،‭ ‬فإذا‭ ‬أصابوا‭ ‬منكم‭ ‬أعدادهم‭ ‬،‭ ‬فما‭ ‬خير‭ ‬العيش‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬؟‭!‬

•‭ ‬وفي‭ ‬معاني‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‭ ‬ودروس‭ ‬السيرة‭ ‬ومسارات‭ ‬السلف‭ ‬والدعاة،‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والثبات‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الله  ‬ {فاقصص‭ ‬القصص‭ ‬لعلهم‭ ‬يتفكرون} ‭   ‬ [سورة‭ ‬الأعراف] ‭.‬

•‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬أم‭ ‬إسماعيل‭ ‬عليهما‭ ‬السلام‭ ‬تعلمنا‭ ‬درسا‭ ‬في‭ ‬اليقين‭ ‬والتوكل‭ ‬وحسن‭ ‬الظن‭ ‬والصبر‭ ‬،‭ ‬وتنتهج‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬خالية‭ ‬خاوية‭ ‬موحشة،‭ ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬بليغة،‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬عزيزة‭ ‬منيعة،،‭ ‬والسلام‭....!‬

‮١٤٣٩‬‭/‬‮٥‬‭/‬‮١٤‬

حمزة بن فايع الفتحي

رئيس قسم الشريعة بجامعة الملك خالد فرع تهامة، وخطيب جامع الفهد بمحايل عسير