مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا

منذ 2019-03-21

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)} [المجادلة]

{إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} :

نداء من الله تعالى لكل مؤمن: إذا كنتم في مجلس واقتضت الظروف إفساح المجلس لبعض إخوانكم وتوسيع المجال ليسع الجميع فافسحوا لهم ووسعوا ولا تبخلوا والجزاء من جنس العمل سيوسع الله عليكم ويفسح لكم,وإذا تطلبت المصلحة أن تقوموا من المجلس لقضاء بعض مصالح المسلمين أو لانفضاض المجلس وعدم إحراج القائمين عليه أو لأي مصلحة راجحة فلا تمتنعوا عن القيام, وهذا من الأدب والعلم بمراد الله والله تعالى يرفع أهل الإيمان والعلم العاملين بعلمهم وهو سبحانه خبير بما تعملون.

قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)} [المجادلة]

قال السعدي في تفسيره:

هذا تأديب من الله لعباده المؤمنين، إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم، واحتاج بعضهم أو بعض القادمين عليهم للتفسح له في المجلس، فإن من الأدب أن يفسحوا له تحصيلا لهذا المقصود.

وليس ذلك بضار للجالس شيئا، فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه هو، والجزاء من جنس العمل، فإن من فسح فسح الله له، ومن وسع لأخيه، وسع الله عليه.

{ {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا } } أي: ارتفعوا وتنحوا عن مجالسكم لحاجة تعرض، { {فَانْشُزُوا} } أي: فبادروا للقيام لتحصيل تلك المصلحة، فإن القيام بمثل هذه الأمور من العلم والإيمان، والله تعالى يرفع أهل العلم والإيمان درجات بحسب ما خصهم الله به، من العلم والإيمان.

{ {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } } فيجازي كل عامل بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

وفي هذه الآية فضيلة العلم، وأن زينته وثمرته التأدب بآدابه والعمل بمقتضاه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا
المقال التالي
أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات