مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً

منذ 2019-04-17

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)} [الممتحنة]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} :

الآية تتحدث عن بيعة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام والالتزام بالتوحيد الخالص دون شرك واجتناب المحرمات كالسرقة والزنا وقتل الأولاد والكذب والبهتان واختلاط الأنساب وعدم معصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به.

فإن قبلن شروط البيعة وبايعنك على الإسلام والطاعة فاقبل بيعتهن واستغفر لهن وأدخلهن في زمرة المسلمين, والله غفور رحيم يغفر للمسلم الجديد كل ما قدمت يداه قبل إسلامه فالإسلام يجب ما قبله.

قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12)} [الممتحنة]

قال السعدي في تفسيره:

هذه الشروط المذكورة في هذه الآية، تسمى "مبايعة النساء" اللاتي كن يبايعن على إقامة الواجبات المشتركة، التي تجب على الذكور والنساء في جميع الأوقات.

وأما الرجال، فيتفاوت ما يلزمهم بحسب أحوالهم ومراتبهم وما يتعين عليهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ما أمره الله به، فكان إذا جاءته النساء يبايعنه، والتزمن بهذه الشروط بايعهن، وجبر قلوبهن، واستغفر لهن الله، فيما يحصل منهن من التقصير وأدخلهن في جملة المؤمنين بأن { {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا } } بأن يفردن الله وحده بالعبادة.

{ {وَلَا يَزْنِينَ} } كما كان ذلك موجودا كثيرا في البغايا وذوات الأخدان، { {وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ} } كما يجري لنساء الجاهلية الجهلاء.

{ {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ } } والبهتان: الافتراء على الغير أي: لا يفترين بكل حالة، سواء تعلقت بهن وأزواجهن أو سواء تعلق ذلك بغيرهم،{ {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} } أي: لا يعصينك في كل أمر تأمرهن به، لأن أمرك لا يكون إلا بمعروف، ومن ذلك طاعتهن في النهي عن النياحة، وشق الثياب، وخمش الوجوه، والدعاء بدعاء الجاهلية.

{ {فَبَايِعْهُنَّ} } إذا التزمن بجميع ما ذكر.

{ {وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ} } عن تقصيرهن، وتطييبا لخواطرهن، { {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } } أي: كثير المغفرة للعاصين، والإحسان إلى المذنبين التائبين، { { رَحِيمٌ} } وسعت رحمته كل شيء، وعم إحسانه البرايا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم
المقال التالي
يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم