مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام

منذ 2019-04-23

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) } [الصف]

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ} ۚ:

أكبر الناس ظلماً هؤلاء الذين تبين لهم الحق ببراهينه فأصروا على مقابلة الحق ونصرة الباطل ورفض النور والدخول في الظلمات والدفاع عنها وعن أهلها بل وتبني الباطل ورفع أهله فوق الناس ورفع مناهج الباطل وكلماته ونشرها وتبنيها والرفع من شأنها وشأن قائليها.

والله من ورائهم محيط , فمهما فعلوا ومهما نافقوا فالله عز وجل متم نوره وناصر شريعته ولو كرهها من كرهها , فنور الله غالب على كل ظلمة , والله غالب كل ظالم.

قال تعالى:

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) } [الصف]

قال السعدي في تفسيره:

{ { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} } بهذا وغيره، والحال أنه لا عذر له، وقد انقطعت حجته، لأنه { {يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ } } ويبين له ببراهينه وبيناته، { {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} } الذين لا يزالون على ظلمهم مستقيمين، لا تردهم عنه موعظة، ولا يزجرهم بيان ولا برهان، خصوصا هؤلاء الظلمة القائمين بمقابلة الحق ليردوه، ولينصروا الباطل.

{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } أي: بما يصدر منهم من المقالات الفاسدة، التي يردون بها الحق، وهي لا حقيقة لها، بل تزيد البصير معرفة بما هم عليه من الباطل، { {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} } أي: قد تكفل الله بنصر دينه، وإتمام الحق الذي أرسل به رسله، وإشاعة نوره على سائر الأقطار، ولو كره الكافرون، وبذلوا بسبب كراهتهم كل سبب يتوصلون به إلى إطفاء نور الله فإنهم مغلوبون.

وصاروا بمنزلة من ينفخ عين الشمس بفيه ليطفئها، فلا على مرادهم حصلوا، ولا سلمت عقولهم من النقص والقدح فيها.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد
المقال التالي
يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم