مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة

منذ 2019-05-03

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة]

{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ} :

يأمر تعالى عباده المؤمنين بترك مشاغل الدنيا والمسارعة في أعمال الصلاة إذا نادى المؤذن لصلاة الجمعة , فهذا توقيت مخصص للتفرغ للعبادة وذكر الله وترك مشاغل الدنيا وتجاراتها, وما عند الله خير للأبرار.

فإذا أديتم صلاتكم وانتهيتم من عبادتكم فابتغوا من واسع فضل الله والتمسوا أسباب الرزق واشكروا المنعم على تفضله وإحسانه وواصلوا ذكره وحمده وتسبيحه فثم طريق الفلاح.

قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة]

قال السعدي في تفسيره:

يأمر تعالى عباده المؤمنين بالحضور لصلاة الجمعة والمبادرة إليها، من حين ينادى لها والسعي إليها، والمراد بالسعي هنا: المبادرة إليها والاهتمام لها، وجعلها أهم الأشغال، لا العدو الذي قد نهي عنه عند المضي إلى الصلاة، وقوله: { { وَذَرُوا الْبَيْعَ} } أي: اتركوا البيع، إذا نودي للصلاة، وامضوا إليها.

فإن { {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ} } من اشتغالكم بالبيع، وتفويتكم الصلاة الفريضة، التي هي من آكد الفروض.
{ {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} } أن ما عند الله خير وأبقى، وأن من آثر الدنيا على الدين، فقد خسر الخسارة الحقيقية، من حيث ظن أنه يربح، وهذا الأمر بترك البيع مؤقت مدة الصلاة.

{ {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} } لطلب المكاسب والتجارات ولما كان الاشتغال في التجارة، مظنة الغفلة عن ذكر الله، أمر الله بالإكثار من ذكره، فقال: { {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا } } أي في حال قيامكم وقعودكم وعلى جنوبكم، { {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } } فإن الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت
المقال التالي
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها