مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ذلك يوم التغابن

منذ 2019-05-20

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [التغابن]

{ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} :

سيجمع الله جميع الخلائق في يوم يحدث فيه التفاوت الكبير بين أهل الجنة بدرجاتهم وأهل النار بدركاتهم, وينتصر الله للمؤمنين انتصاراً عظيماً , وهنا يتحقق النصر المبين والفوز الكبير للمؤمنين وتتحقق أعظم الخسائر والخزي للكافرين.

وطريق الفوز واضح جلي وهو الإيمان بالله تعالى إيماناً صحيحاً خالصاً والعمل الصالح ومداومة الطاعات , وفيهما تكفير للسيئات ونيل الدرجات والفوز بالجنات.

قال تعالى :

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9)} [التغابن]

قال السعدي في تفسيره:

يعني: اذكروا يوم الجمع الذي يجمع الله به الأولين والآخرين، ويقفهم موقفًا هائلاً عظيمًا، وينبئهم بما عملوا، فحينئذ يظهر الفرق والتفاوت بين الخلائق، ويرفع أقوام إلى أعلى عليين، في الغرف العاليات، والمنازل المرتفعات، المشتملة على جميع اللذات والشهوات، ويخفض أقوام إلى أسفل سافلين، محل الهم والغم، والحزن، والعذاب الشديد، وذلك نتيجة ما قدموه لأنفسهم، وأسلفوه أيام حياتهم، ولهذا قال: { { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } } .

أي: يظهر فيه التغابن والتفاوت بين الخلائق، ويغبن المؤمنون الفاسقين، ويعرف المجرمون أنهم على غير شيء، وأنهم هم الخاسرون، فكأنه قيل: بأي شيء يحصل الفلاح والشقاء والنعيم والعذاب؟

فذكر تعالى أسباب ذلك بقوله: { {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّه} } أي: إيمانًا تامًا، شاملاً لجميع ما أمر الله بالإيمان به،{ {وَيَعْمَلْ صَالِحًا } } من الفرائض والنوافل، من أداء حقوق الله وحقوق عباده. { {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } } فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وتختاره الأرواح، وتحن إليه القلوب، ويكون نهاية كل مرغوب، { {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } } .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا
المقال التالي
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ