مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) } [ نوح]
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} :
رغب نوح قومه في التوبة من الشرك ومن الإعراض عن رسالة السماء وشرائع الرحمن, والمسارعة إلى الاستغفار بتوضيح ثمرات الاستغفار العاجلة والآجلة , والتي منها نزول الخير والبركات من السماء والبركة في النسل والذرية والأموال والثمار والزروع والتجارات ثم حسن المآل في الآخرة بدخول الجنة .
وبدأ ببيان أن الله تعالى غفار لعباده يقبل توبتهم إن صدقت مهما كانت ذنوبهم.
قال تعالى:
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) } [ نوح]
قال السعدي في تفسيره:
{ {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ } } أي: اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب، واستغفروا الله منها.
{ {إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} } كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب.
ورغبهم أيضا، بخير الدنيا العاجل، فقال: { {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} } أي: مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد، ويحيي البلاد والعباد.
{ {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } } أي: يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم، { {وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } } وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: