مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (19) } [المزمل]
{ إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا } :
وما الشرع كله وما الرسالات ومن أرسلوا وما الآيات وما فيها من مواعظ وعبر وبينات وما الحديث عن الآخرة وما فيها من أهوال ونعيم مقيم إلا تذكرة للعباد, ليحيا الناس على بينة من أمرهم وما ينتظرهم يستقبلهم بعد موتهم, فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
وسبيل الإيمان واضح مبين ورسالته الخاتمة فيها كل الخير لمن آمن واتبع وكل التحذير لمن أعرض وابتعد فما بالنا بمن عادى الشريعة وعادى أهلها وبدل وغير واتخذ لنفسه سبيلاً غير سبيل الله ودعا الناس إليه وحاول أن يجبر أتباع الرسل على ترك ما هم فيه من خير والدخول في دين الشيطان أفواجاً.
قال تعالى:
{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (19) } [المزمل]
قال السعدي في تفسيره:
إن هذه الموعظة التي نبأ الله بها من أحوال يوم القيامة وأهواله ، تذكرة يتذكر بها المتقون، وينزجر بها المؤمنون، { {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا } } أي: طريقا موصلا إليه، وذلك باتباع شرعه، فإنه قد أبانه كل البيان، وأوضحه غاية الإيضاح، وفي هذا دليل على أن الله تعالى أقدر العباد على أفعالهم، ومكنهم منها، لا كما يقوله الجبرية: إن أفعالهم تقع بغير مشيئتهم، فإن هذا خلاف النقل والعقل.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: