مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ.فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ

منذ 2019-10-07

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} [المدثر]

{إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ .فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} :

مثال واضح لأصحاب الفكر المنتكس , إذ يعرض عليهم كلام الله فلا تستوعبه عقولهم القاصرة على معناه الحقيقي , بل وتقلب المعنى وتقلل من شأن المبنى, وتستعلي تلك العقلية على كلام الله فتتهمه وتشوه مضامينه وما أكثر أصحاب تلك العقليات قديماً وحديثاً, هؤلاء الذين يتلقون شرائع الله ورسالاته بالنفور والاستهزاء والإعراض والاتهام والتشويه والادعاء بانها سحر أو تطرف أو انحراف أو أنها ليست كلام الله وشرائعه وإنما هي من صنع بشر, ورميها من ثم بالضلال والإضلال.

أمثال هؤلاء ليس لهم مستقر إلا في قعر جهنم, أعد الله لهم مواضعهم فيها تنتظرهم على شوق.

قال تعالى:

  {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18)فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)} [المدثر]

قال السعدي في تفسيره:

{ إِ {نَّهُ فَكَّرَ } }  في نفسه { {وَقَدَّرَ } } ما فكر فيه، ليقول قولا يبطل به القرآن.

{ {فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ} } لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و أمثاله, { { ثُمَّ نَظَرَ} } ما يقول,{ {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} } في وجهه، وظاهره نفرة عن الحق وبغضا له,{ {ثُمَّ أَدْبَرَ} } أي: تولى { {وَاسْتَكْبَرَ } } نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي أن قال:{ { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } } أي: ما هذا كلام الله، بل كلام البشر، وليس أيضا كلام البشر الأخيار، بل كلام الفجار منهم والأشرار، من كل كاذب سحار.
فتبا له، ما أبعده من الصواب، وأحراه بالخسارة والتباب!!
كيف يدور في الأذهان، أو يتصوره ضمير كل إنسان، أن يكون أعلى الكلام وأعظمه، كلام الرب العظيم، الماجد الكريم، يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين؟!
أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه كلام المبدئ المعيد .فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال، ولهذا قال تعالى:
{ { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ } } أي: لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا
المقال التالي
سأصليه سقر. وما أدراك ما سقر