مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - سأصليه سقر. وما أدراك ما سقر

منذ 2019-10-08

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) } [المدثر]

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}  :

اعد الله للمستكبرين من عباده المعرضين عن شرائعه اللاهين بدنياهم عذاباً شديداً يغمرهم فيه فلا يبقى ولا يذر, تلفحهم النار حتى تبلغ أجوافهم ولا تترك فيهم شيئاً إلا لفحته, يحرسها تسعة عشر ملاكاً من ملائكة العذاب الزبانيةالشداد.

قال تعالى:

{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) } [المدثر]

قال ابن كثير في تفسيره:

أي سأغمره فيها من جميع جهاته.

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } , وهذا تهويل لأمرها وتفخيم.

{لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ}  أى تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون قاله ابن بريدة وأبو سنان وغيرهما.

وقوله : ( {لواحة للبشر } ) قال مجاهد : أي للجلد ، وقال أبو رزين : تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل . وقال زيد بن أسلم : تلوح أجسادهم عليها . وقال قتادة : ( { لواحة للبشر } ) أي : حراقة للجلد . وقال ابن عباس : تحرق بشرة الإنسان .

وقوله : ( {عليها تسعة عشر } ) أي : من مقدمي الزبانية ، عظيم خلقهم ، غليظ خلقهم .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ.فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ
المقال التالي
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً