مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ألم نخلقكم من ماء مهين

منذ 2019-11-10

{أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21) إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24)} [ المرسلات]

{أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ} :

ويل لمن كذب بالله وآياته وهو الذي خلقه من نطفة من ماء في منتهى المهانة , يستقذره الإنسان, ثم جعله تعالى بقدرته وحكمته في قرار مكين وهو رحم المرأة , حيث خلق تعالى الأسباب الداعية لانجذاب الرجل للمرأة وانجذابها إليه مما يدفعها دفعاً ليكونا سبباً في استمرار دورة الحياة.

ثم قدر تعالى خلق الجنين في الرحم ورعاه واكمل خلقه بمقدار محدد ودقيق ليخرج بعد زمن معلوم مكتمل الخلقة, لتظهر قدرة الله العلية ونعمته الجلية, فأي حجة للمكذبين وقد جعل الله الآية في أنفسهم

قال تعالى:

{أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21) إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (24)} [ المرسلات]

قال السعدي في تفسيره:

أي: أما خلقناكم أيها الآدميون { {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} } أي: في غاية الحقارة، خرج من بين الصلب والترائب.

حتى جعله الله { {فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } } وهو الرحم، به يستقر وينمو.

{ { إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ} } ووقت مقدر.

{ {فَقَدَرْنَا } } أي: قدرنا ودبرنا ذلك الجنين، في تلك الظلمات، ونقلناه من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى أن جعله الله جسدا، ثم نفخ فيه الروح، ومنهم من يموت قبل ذلك.
{ {فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} } حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافق للحمد .

{ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } } بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فإذا النجوم طمست
المقال التالي
ألم نجعل الأرض كفاتاً