مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب

منذ 2019-11-12

{انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (34)} [المرسلات]

{انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30)} :

يقال لأهل النار يوم القيامة انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون , أليست هذه جهنم التي حذركم منها المرسلون؟؟

انطلقوا إلى ظلها ذي الثلاث شعب الذي لا ظل فيه حقيقي ولا يغني عن حر اللهيب.

ثم يخبر تعالى عن لهب جهنم وصفته وأنه في حجم القصور الكبيرة وصفة الجمال السيارة.

ويل ساعتها لكل مكذب بالله وآياته, ويل لم عادى الله ورسله وأوليائه.

قال تعالى:

{انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (34)} [المرسلات]

قال ابن كثير في تفسيره:

يقول تعالى مخبرا عن الكفار المكذبين بالمعاد والجزاء والجنة والنار أنهم يقال لهم يوم القيامة " {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون} ".

{انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} : يعني لهب النار إذا ارتفع وصعد معه دخان فمن شدته وقوته أن له ثلاث شعب.

{لَّا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} : أي ظل الدخان المقابل للهب لا ظليل هو في نفسه ولا يغني من اللهب يعني ولا يقيهم حر اللهب.

{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ } : أي يتطاير الشرر من لهبها كالقصر قال ابن مسعود كالحصون وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة ومالك عن زيد بن أسلم وغيرهم يعني أصول الشجر.

{ كأنه جمالة صفر }أي : كالإبل السود . قاله مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك . واختاره ابن جرير .
وعن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير :{جمالة صفر} يعني : حبال السفن . وعنه - أعني ابن عباس - : {جمالة صفر }قطع نحاس .
وقال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، أخبرنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس : ( إنها ترمي بشرر كالقصر ) قال : كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك ، فنرفعه للشتاء ، فنسميه القصر ، ( كأنه جمالة صفر ) حبال السفن ، تجمع حتى تكون كأوساط الرجال.

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ :أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ألم نجعل الأرض كفاتاً
المقال التالي
هذا يوم لا ينطقون