مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين

منذ 2019-11-14

{هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ(39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (40)} [المرسلات]

{هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ } :

خطاب من الله تعالى لعباده : هذا يوم فصل القضاء يوم يجمع الله الأولين والآخرين ليجازي كل عامل بعمله,فمن كان لديه كيد أو أدنى قدرة أو يسطيع أن ينجو من قدر الله وقبضته المحكمة فليفعل, وهيهات هيهات, فالكل خلقه والكل عبيده والكل محكوم بقدرته وقوته وقدره, لا مفر منه إلا إليه.

ويل يومئذ لكل مكذب مجرم عدو لله ورسله وأوليائه.

قال تعالى:

{هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ(39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (40)} [المرسلات]

قال ابن كثير في تفسيره:

وهذه مخاطبة من الخالق تعالى لعباده يقول لهم " {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين} " يعني أنه جمعهم بقدرته في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر.

وقوله : ( {فإن كان لكم كيد فكيدون } ) تهديد شديد ووعيد أكيد ، أي : إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي ، وتنجوا من حكمي فافعلوا ، فإنكم لا تقدرون على ذلك ، كما قال تعالى ( {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } ) [ الرحمن : 33 ] ، وقال تعالى : ( {ولا تضرونه شيئا } ) [ هود : 57 ] وفي الحديث : " يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، ولن تبلغوا ضري فتضروني " .

{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} :أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
هذا يوم لا ينطقون
المقال التالي
إن المتقين في ظلال وعيون