مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إن للمتقين مفازاً

منذ 2019-11-28

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)} [النبأ]

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} :

أعد الله تعالى لمن اتقاه من عباده فعمل بطاعته واجتنب محرماته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

أنجاهم الله من عذاب الخزي ورزقهم في الجنة من ألوان النعيم ما لا يخطر على بال, من الحدائق الملتفة متنوعة الثمار والرائحة والطعوم وفيها من الأعناب الشهية المتنوعة والكؤوس المترعة بالشراب الطيب, والحور الحسان باهرات الجمال والحسن والشباب  في مجالس طيبة هنيئة لا يشوبها سماع منكر ولا سيء من القول, راحة أبدية وسلام لا ينقطع ونعيم لا ينفد, جزاء من الجواد الكريم لعباده الصالحين بما قدمت أيديهم من طاعات.

قال تعالى:

{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)} [النبأ]

قال السعدي في تفسيره:

{ {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا } } أي: الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار.

وفي ذلك المفاز لهم { {حَدَائِقَ} } وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.

ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس { {كَوَاعِبَ} } وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
{ {والأَتْرَاب } } اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .

{ {وَكَأْسًا دِهَاقًا} } أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،

{ {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا } } أي: كلاما لا فائدة فيه { { وَلَا كِذَّابًا } } أي: إثما.
كما قال تعالى: { { لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} }

وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل [من فضله وإحسانه]. { {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} } لهم { {عَطَاءً حِسَابًا} } أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إنهم كانوا لا يرجون حساباً
المقال التالي
يوم يقوم الروح والملائكة صفاً