مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أما من استغنى

منذ 2019-12-12

{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)}   [عبس]

{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ . فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ} :

درس عظيم للرسول صلى الله عليه وسلم ولسائر الأمة معه:

من أقبل على الله وطلب تعلم أمور دينه وظهرت عليه الاستجابة فهو الأحق بالاهتمام ممن استغنى عن الحق وكرهه وأعرض عن سماعه , فالأول في الاهتمام به وتعليمه وتوجيهه مصلحة متحققة, أما المستغني عن الله المغرور بهواه, فالمصلحة من وراء أمثاله سراب موهوم.

قال تعالى:

{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)}   [عبس]

قال السعدي في تفسيره:

وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.
فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
عبس وتولى
المقال التالي
كلا إنها تذكرة