مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فلينظر الإنسان إلى طعامه

منذ 2019-12-15

{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) } [عبس]

  {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}  :

قبل أن ينكر الإنسان البعث والنشور وقبل أن يكفر بالله وآياته عليه فقط أن ينظر ويتفكر في آلاء الله والتي منها هذا الطعام الذي يأكله.

من الذي أنزل المطر إلى السماء فصبه على تلك الأراضي الجرداء صباً حتى سقاها, ومن الذي شقها ليخرج منها هذا النبات وهذه الألوان المختلفة من الثمار, منها الحب ومنها الطعام والفاكهة والزيوت والحدائق وارفة الظلال, لتكفي طعام الإنسان وطعام الأنعام والتي بدورها توفر له مآكله من اللحوم وتضمن له مراكبه في السفر.

قال تعالى:

  {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) } [عبس]

قال السعدي في تفسيره:

ثم أرشده تعالى إلى النظر والتفكر في طعامه، وكيف وصل إليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة، ويسره له فقال: { {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} }

 { أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} أي: أنزلنا المطر على الأرض بكثرة,{ { ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ} } للنبات { {شَقًّا} }[ {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا } } أصنافا مصنفة من أنواع الأطعمة اللذيذة، والأقوات الشهية { {حبًّا } } وهذا شامل لسائر الحبوب على اختلاف أصنافها.

قال ابن كثير في تفسيره:

وَعِنَبًا وَقَضْبًا:والعنب معروف والقضب هو الفصفصة التي تأكلها الدواب رطبة ويقال لها القت أيضا قال ذلك ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي
وقال الحسن البصري القضب العلف .

"وزيتونا" وهو معروف وهو أدم وعصيره أدم ويستصبح به ويدهن به "ونخلا" يؤكل بلحا بسرا ورطبا وتمرا ونيئا ومطبوخا ويعتصر منه رب وخل.

( {وحدائق غلبا } ) أي بساتين قال الحسن وقتادة : ( {غلبا } ) نخل غلاظ كرام وقال ابن عباس ومجاهد الحدائق كل ما التف واجتمع وقال ابن عباس أيضا : ( {غلبا} ) الشجر الذي يستظل به.

وقوله ( {وفاكهة وأبا} ) أما الفاكهة فهو ما يتفكه به من الثمار قال ابن عباس الفاكهة كل ما أكل رطبا والأب ما أنبتت الأرض مما تأكله الدواب ولا يأكله الناس وفي رواية عنه هو الحشيش للبهائم.

وقوله ( {متاعا لكم ولأنعامكم } ) أي عيشة لكم ولأنعامكم في هذه الدار إلى يوم القيامة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
قتل الإنسان ما أكفره
المقال التالي
فإذا جاءت الصاخة