مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون

منذ 2020-01-08

{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} [المطففين]

{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} :

المشهد في الآخرة مغاير تماماً لمشاهد الدنيا, فهاهم المؤمنون تكسو وجوههم الضحكات المطمئنة وتغشاهم السكينة ويعلوهم الفرح الذي لا يزول, وهاهم يضحكون ممن سخروا منهم واستهزؤوا بهم في الدنيا, ولسان حالهم هذا جزاء المجرمين قد حل وهذا القصاص العادل قد حضر ولا يظلم ربك أحداً.

قال تعالى:

{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)} [المطففين]

قال السعدي في تفسيره:

 قال تعالى: {فَالْيَوْمَ}  أي: يوم القيامة،  {الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ }  حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون، وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون، والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة, {عَلَى الْأَرَائِكِ}  وهي السرر المزينة،  {يُنْظَرُونَ }  إلى ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون إلى وجه ربهم الكريم.

{هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}  أي: هل جوزوا من جنس عملهم؟
فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموهم بالضلال، ضحك المؤمنون منهم في الآخرة، ورأوهم في العذاب والنكال، الذي هو عقوبة الغي والضلال.
نعم، ثوبوا ما كانوا يفعلون، عدلًا من الله وحكمة، والله عليم حكيم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

المقال السابق
إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون
المقال التالي
إذا السماء انشقت