مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ونيسرك لليسرى

منذ 2020-01-30

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ (8) فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ (9) } [الأعلى]

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ (8) فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ} :

يبشر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أنه سييسر له أموره ويجعل شرعه ودينه يسراً.

ومع هذا التيسير فلابد من قلوب ستقبل وتستجيب وهي تلك المواطن المقصودة بالدعوة والمنتفعة بالشريعة, فذكرهم بالله وأحكامه فهم أحرى بالاستجابة والاتباع, أما مواطن الكبر والتعالي على الله وشرائعه فهي مواطن خربة مظنة الحرب على الشرائع والعداء لله ورسله وأوليائه.

قال تعالى:

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ (8) فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ (9) } [الأعلى]

قال السعدي في تفسيره:

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى }  وهذه أيضًا بشارة كبيرة ، أن الله ييسر رسوله صلى الله عليه وسلم لليسرى في جميع أموره، ويجعل شرعه ودينه يسرا .

{فَذَكِّرْ} بشرع الله وآياته {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة، سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها، فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: منتفعون وغير منتفعين.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
سنقرئك فلا تنسى
المقال التالي
سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى