الحرب في ذاكرة ممرضة - 6

منذ 2020-02-13

إنها السادسة مساء الآن الناس تملأ الشوارع وكل في بيته أو عمله يقضي تكاليف الحياة اليومية المعتادة ولكن! إن للحرب كلاما آخر

لم يكن يوما عاديا تعيشه قريتنا الصغيرة

كان يوما مختلفا عن كل ماعرفته القرية

إنها السادسة مساء الآن الناس تملأ الشوارع وكل في بيته أو عمله يقضي تكاليف الحياة اليومية المعتادة

ولكن!

إن للحرب كلاما آخر

فهاهي طائرات الحقد تصر على ارتكاب مجزرة لم تُعهد عندنا من قبل

قصف أقل مايقال عنه أنه مروع

لم تأتي قسوته من كونها صواريخ عديدة فقط

وإنما لأنه طال هذه المرة مخيمات النزوح

مخيمات لاتكاد تلمح فيها حجرا

أماكن لا تليق أن يعيش فيها إنسان

وحل وطين وبرد وفقر

وكل ماتتخيلونه من قسوة الحياة

رضينا بها لنحافظ على أولادنا وأنفسنا من حقد طائراته التي لاتعرف الرحمة

فإذا به يلاحقنا حتى هنا. 

مشاهد لا أحتمل حتى  أن أتذكرها. ترى من أين أبدأ! 

أمن أصوات الإسعاف التي تجعل دموعك تنهمر دون إذن؟

أم من منظر النيران التي تخلع قلبك من مكانه؟

أو ربما الأفضل أن أبدأ من توسلات الناس واستغاثتهم وقلقلهم

وكل هذا لم تعد لتذكره بعد أن تلمح عيناك قاعات المشافي

لن أقول كانت أسرة المشفى ممتلئة

بل كانت أروقة المشفى ممتلئة بأطفال صغار يتلقون إسعافهم على الأرض

بكاء وصريخ وتوسل يتطلب منك قوة هائلة للتحكم في ذاتك في هذا الموقف العصيب. لقد رحل يومها الكثر الكثير من الناس والأطفال

تاركين وراءهم دموعا تدعوا الله ألا يمكن الظالم منا

وهانحن هنا نوجه رسالة لعدونا المحتل:

أردت أن تنغص عيشتنا حتى داخل الخيم وسكت لك كل العالم 

ولكن الله لن يرضى الظلم وسينتقم منك كلنا ثقة بذالك

فنحن سنبقى هنا نعيش ونعيش ونعيش

ولو فتحت لنا ألف معبر لن تجدنا نرمي أنفسنا بين أحضان  مجرم قاتل يروم ذلنا

فاطمة عبود