مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فليدع ناديه سندع الزبانية

منذ 2020-03-10

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (19)} [القلم]

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)} :

فليدع هؤلاء الطغاة الذين  ينهون عباد الله عن الصلاة وإقامة شعائر الله وشرائعه أهلهم وعشيرتهم ومن يظنون أنهم مانعوهم من الله, والله سيأمر ملائكة العذاب الغلاظ الشداد بالتعامل معهم وصدهم عما هم فيه من عناد واستكبار وعداء لله وأوليائه مقتدين بأبي جهل الذي حاول منع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت النهاية أن أهلكه الله مع من هلك يوم بدر.

لذا يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمقتدين به من أمته بعدم طاعة هؤلاء الطغاة أو الاتفات لهم فلا شأن لهم ولا وزن ولينشغل المؤمن بالسجود والاقتراب من الله والإقبال عليه بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.

قال تعالى:

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (19)} [القلم]

قال ابن كثير في تفسيره:

" {فليدع ناديه} " أي قومه وعشيرته أي ليدعهم يستنصر بهم.

( {سندع الزبانية} ) وهم ملائكة العذاب ، حتى يعلم من يغلب : أحزبنا أو حزبه .
وقوله : ( {كلا لا تطعه} ) يعني : يا محمد لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها ، وصل حيث شئت ولا تباله ; فإن الله حافظك وناصرك ، وهو يعصمك من الناس ( {واسجد واقترب } ) كما ثبت في الصحيح - عند مسلم - من طريق عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عمارة بن غزية ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء "»  .
وتقدم أيضا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد في : ( {إذا السماء انشقت} ) و { اقرأ باسم ربك الذي خلق}
#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى
المقال التالي
إنا أنزلناه في ليلة القدر