مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - تبت يدا أبي لهب وتب

منذ 2020-03-28

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) } [المسد]

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } :

شقي وخسر أبو لهب , هذا الكافر الذي لم يدله قلبه على إيمان بالله ولم تقده حميته إلى تعصب لابن أخيه ,بل عادى الله وعادى الرسول أشد العداء ولم يقم حتى بحقوق القرابة.

ما أغنى عنه ماله شيئاً ولا نفعه اغتراره بما آتاه الله بل هو وبال عليه يوم القيامة إذ قابل نعمة الله بالكفر والنكران والعداء.

سيصلى ناراً ذات لهب تحيط به من كل جانب, ومعه امرأته الكافرة تحمل عليه الحطب في جهنم ليزداد عذاباً متقلدة في عنقها حبلاً من نار مفتول عياذاً بالله من مصيرها ومصير زوجها.

قال تعالى:

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) } [المسد]

قال السعدي في تفسيره:

أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: { { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} } أي: خسرت يداه، وشقى { {وَتَبَّ} } فلم يربح.

{ {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ } } الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به.

{ {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} } أي: ستحيط به النار من كل جانب.

هو { {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } } .
وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم،وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلًا { {مِنْ مَسَدٍ} } أي: من ليف.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إذا جاء نصر الله والفتح
المقال التالي
قل هو الله أحد