ما صحة حديث ”من صلى أربعين كتبت له براءتان” ؟

منذ 2015-02-15
السؤال:

ما صحة حديث من صلى أربعين يوم كتب له براءة؟

 

الإجابة:

هذا الحديث رواه الترمذي من حديث أنس (1)،

من رواية حبيب ابن أبي حبيب البجلي عنه، وهو ليس بالمشهور، وجاء عند أحمد تقييده بمسجد النبي عليه الصلاة والسلام،(2) والاختلاف في ألفاظه، والعمل به حسن، واختلف العلماء في ثبوته، منهم من جود ومنهم من ضعف، فإذا عمل به الإنسان فكان عون على الطاعة فلا بأس به كما تقدم في الإشارة إلى الأخبار الضعيفة التي تروى، وتتوفر فيها شروط رواية الخبر الضعيف،  «من صلى لله أربعين صلاة يدرك التكبيرة الأولى وصلى جماعة تدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار، وبراءة من النفاق»، وهذا يذكر بحديث أبي سعيد الخدري، مرفوعاً: «إذا رأيتم الرجل اعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»، سبق الكلام عليه وعلى علته(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حديث أنس رضي الله عنه: ”مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى.. الحديث أخرجه الترمذي (241) من طريق سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وهذا إسناد ضعيف، تفرد برفعه سلم بن قتيبة، وقد أعله الترمذي بالوقف، فقال: وقد رُوي هذا الحديث عن أنس موقوفاً، ولا أعلم أحداً رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، وإنما يُروي هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله.

(2) أخرجه أحمد (12583)، والطبراني في “الأوسط” (5440) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجال، عن نبيط بن عمر، عن أنس بن مالك مرفوعاً، ولفظه: «مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاةً لا يَفُوتُهُ صَلاةٌ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَنَجَاةٌ مِنْ الْعَذَابِ وَبَرِئَ مِنْ النِّفَاقِ».وإسناده ضعيف لجهالة نبيط بن عمر، تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي الرجال، وللحديث طرق وألفاظ أخرى لا يصح منها شيء، انظر “تلخيص الحبير” (2/27).

(3) هذا الحديث أخرجه الترمذي في سننه (3093) وقال حديث حسن، وابن ماجه في سننه (802) والإمام أحمد في مسنده (11651) والدارمي في سننه (1259)، وابن خزيمة في صحيحه (1502) وابن حبان في صحيحه (1721) والحاكم في مستدركه (770) والبيهقي في السنن الكبرى (4988)، كلهم من طريق دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به، وهذا إسناد ضعيف؛ آفته دراج فقد وثقه ابن معين وضعفه آخرون، وفي روايته عن أبي الهيثم ضعف كما قال أبو داود: ” أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد”، وقد تعقب الذهبيُ الحاكمَ في تصحيحه للحديث فقال في التلخيص على المستدرك : دراج كثير المناكير أهـ.  وقد ضعف الحديث الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي (3093) وضعيف ابن ماجه (154) وضعيف الترغيب (203) وضعيف الجامع (509).

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود