زواج المدنيّ من الريفية

منذ 2016-05-03
السؤال:

تعرَّفتُ على فتاةٍ ريفية الأصْل عن طريق عمتي، فأخبرْتُ أمي بالأمْر، فرفضتْ؛ بدعوى أنها ريفيَّة الأصل، وأنني لن أعيشَ سعيدًا معها، تقول أيضًا: إنَّ الريفيين أشداء، وسوف تَجِد مشاكل معهم.حُكمُها هذا صدَر دون أن تعطيَ لنفسها فُرصة لكي ترى أسرة الفتاة المعنية بالأمر، ودون المرور بفترة الخطوبة، والتي من المفترض أن تكونَ الركيزة التي على أساسها يُمكن إصدار حُكم من هذا النوع!

سؤالي: ما هو شرْع الله ورسوله في هذا الأمر؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فإذا كانتْ تلك الفتاة الريفيَّة مِن أصلٍ طيبٍ، وكانتْ تتميَّز بالأخلاق الحميدة، وبالالتزام بطاعة الله ورسوله - فلا حرج منَ الارتباط بها كزوجة، بعد اتِّخاذ السبُل اللازمة لإقناع والدتك، والتي ذكرنا بعضًا منها في الفتاوى:"الكفاءة في التعليم بين الزوجين"، و"الكفاءة النَّسَبيَّة في النكاح".

ولا شك في خطأ موقف والدتك من تلك الفتاة، وحكمُها العام على جميع الريفيَّات يُجانب العدل، وقد رأيْنا كثيرًا من أهل المدن تزوَّجوا من أهل الريف وكانت حياتُهم طيبة، وزواجهم سعيدًا، رغم اختلاف الأعْراف والتقاليد؛ وذلك لأنَّ كلا الزوجَيْن تعرَّف على عادات الآخر فراعاها واحترمها، بل بعد مدَّة من الزمان إن حدَث الوئام، تنصهر العادات، ويأخذ كل منهما من الآخر، حتى يتقاربا فكريًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا.

أمَّا إذا أصرتْ والدتُك على الرفْض رغم اتِّخاذ كل المحاولات في إقناعها، فالواجب عليك طاعة والدتك؛ لأن طاعتها واجبة، أمَّا الزواج مِن امرأة بعينها، فليس بواجب، وقد بَّيَّنا ذلك في فتوى: "حكم الزواج بدون مُوافقة الوالدَيْن"، فلتراجع،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام