بعض النساء لا تحس قوة الرجل كزوج إلا حين يقهرها عضلياً!
انا متزوج من 12سنة كانت زوجتى معي من 8 سنوات مسافر فى السعودية زوجتي علي خلاف مع والدي ووالدتي مع اهلي نزلتهم من السعودية من20يوم وهي الان علي خلاف معي علي الطلاق ونسكن في نفس المنزل فيه الوالد حاولت اني اتكلم معها بهدوء التعامل مع الاهل لكن هي مصرة أنه لا يوجد اي تعامل التعامل فقط مع اهلها ماذا افعل؟
سلام عليكم
انا متزوج من 12سنة كانت زوجتى معي من 8 سنوات مسافر فى السعودية زوجتي علي خلاف مع والدي ووالدتي مع اهلي نزلتهم من السعودية من20يوم وهي الان علي خلاف معي علي الطلاق ونسكن في نفس المنزل فيه الوالد حاولت اني اتكلم معها بهدوء التعامل مع الاهل لكن هي مصرة أنه لا يوجد اي تعامل التعامل فقط مع اهلها ماذا افعل وانا امس حاولت بكل الطرق وقمت بضربها والبيت الان مهدد بالطلاق مع العلم معي بنت وولد وهي حامل
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعد:
لا يخفى أن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها غايةٌ كُبرى، حرَص الإسلامُ عليها، وحثَّ كلا الزوجين على المحافظة على الأسرة ودعم استقرارها، وتقوية أواصرها، خصوصًا الرجل؛ لأنه رئيسُ البيت والمسؤول الأول عنه، ومن ثم أعطاه الله درجة القوامة على البيت، وحباه بالصفات التي تعينه على تلك الوظيفة العالية، من قوة النفس وضبط المشاعر وشدة التحمل وغير ذلك.
والذي يظهر أن سبب المشكلة هو السكن في بيت الأسرة، فهذه مسألة مشهورة في مجتمعاتنا، ولا تعني أن أحدهما مخطئ والآخر مصيب، ولكن اختلاف الطبائع، ونزغ الشيطان وعدم الصبر كل هذا وغيره، له دور كبير في المشكلات، ولذلك في كثير من الأحيان لا يستطيع الإنسان أن يجزم أين المخطئ.
غير أن جميع المشكلات تحل بالحوار الهادئ الصريح البعيد عن الغضب، فضلاً عن الضرب الذي كثيرًا ما يزيد الأمر سوء!، فالشارع الحكيم لما أذن في الضرب كحل أخير، لا يعني هذا أنه يصلح لكل امرأة، أعني الضر، وإنما يصلح لمن يصلحها الضرب كغيره من الأدوية تكون سببًا لحياة إنسان وسببًا لموت الآخر، ويظهر هذا من تأمل قوله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]، هذه الإجراءات كلها لا موضع لها في حالة الوفاق بين الشريكين في المؤسسة الخطيرة، وإنما هي لمواجهة خطر الفساد والتصدع، فهي لا تكون إلا وهناك انحراف ما هو الذي تعالجه هذه الإجراءات.
وحين لا تجدي الموعظة، ولا يجدي الهجر في المضاجع، لا بد أن يكون هذا الانحراف من نوع آخر، ومن مستوى آخر، لا تجدي فيه الوسائل الأخرى.
وقد تجدي فيه هذه الوسيلة! وشواهد الواقع، والملاحظات النفسية، على بعض أنواع الانحراف، تقول: إن هذه الوسيلة تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته! على أنه من غير أن يكون هناك هذا الانحراف المرضي، فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب نفسها أن تجعله قيماً وترضى به زوجاً، إلا حين يقهرها عضلياً! وليست هذه طبيعة كل امرأة، ولكن هذا الصنف من النساء موجود، وهو الذي قد يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة؛ ليستقيم، ويبقي على المؤسسة الخطيرة في سلم وطمأنينة! قاله صاحب الظلال(2/654).
وأكثر ما يعين الزوج على رأب الصدع أن يضع نصب عينه قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، والآيةُ الكريمةُ تشمل حسن العشرة القولية والفعلية والمالية؛ مِن الصحبة الجميلة، وكف الأذى، وبذل الإحسان، والمروءة، والنبل، والتجمل، والاحتمال، مع احتساب الأجر الجزيل والثواب العظيم عند الله تعالى، وأن يغلب مصلحة الأبناء، حتى لو وصل الأمر لترك بيت الأسرة إن استشعر صعوبة التوفيق بينهما، فمن التعقل الإقرار بالأمر الواقع، والإنسان أحيانًا لا ينتفع بمن حوله إلا مع وجود مسافات حسية!
والصبر على الزوجة مع تذكيرها الدائم بالله عز وجل، وما أوجب عليها مِن طاعة الزوج في المعروف، وشيئًا فشيئًا بكثرة العشرة والإحسان، وقبول العذر ستتخلى الزوجة عن العناد.
والحاصل أنه يجب عليك النَّظر في الأمْر بتجرُّد وإنصاف، وصبر وتؤدة وتحمل المسؤولية، وتغليب مصلحة الأسرة والأبناء؛ فهذا شأن الزوج الكامل الرجولة الذي يخشى الله تعالى، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»؛ متفق عليه.
ولتستمع لشكواها، وإن كان لها حق فأنصفها، وتعرُّف على أوْجُه التَّقصير منها لإصْلاحِه، مع توسيط أهل الخير من الأقارِب وغيرِهم، من ذوي الخبرة الحياتية، ليفصل بينكما ففي كثير من الأحيان يعجز الزوجان بمفردهما على حل المشكلة، فيتعين حينها السماح لذوي الخبرة ليُصْلِحوا بينهما؛ قال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 35]،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: