تزوجت فتاة وعند الدخول بها وجدتها غير بكر!!
"وإذا زنت المرأة لم يَحِل لمن يعلم ذلك نكاحها إلا بشرطين: أحدهما: انقضاء عدتها.. والشرط الثاني: أن تتوب من الزنا".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة انا شاب متزوج من 6 أشهر و زوجتى حامل فى الشهر الرابع واكتشفت مؤخراً أن زوجتى لم تكن بكر لقد حدث علاقة بينها وبين خطيبها الأول لم يتزوجها وعندما قالت لوالدتها ما حدث فقالت لها لا تقلقى سوف نجرى لكى عملية ولن يعرف زوجك حاجه و بفعل تم الزواج بينا ولم أعلم أنها ليست بكرا أثناء الكشف عليها الدكتورة عرفت بأمر العمليه و بمواجهتها قالت لى الحقيقة ما حكم عقد الزواج بينا صحيح ولا لأ انا فى حيرة من أمرى أكمل زواجى و لا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت أن زوجتك أقرت لك بالزنا مع خطيبها السابق، فإن صحة عقد الزواج يتوقف على شرطين:
الأول: التوبة النصوح إلى الله تعالى قبل العقد، فإذا كانت قد تابت فالعقد صحشح؛ قال تعالى - بعد ذِكْر الوعيد لأهْلِ الزِّنا -: {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 70، 71].
قال ابنُ كثير: "قالوا: فأمَّا إذا حصلتْ توبةٌ، فإنَّه يَحلُّ التَّزويج ... ..عن شُعبة مولى ابن عبَّاس - رضي الله عنه - قال: سَمعتُ ابنَ عبَّاس، وسأله رجلٌ، فقال: إنِّي كنتُ أُلِمُّ بامرأةٍ، آتِي منها ما حرَّم الله - عزَّ وجلَّ - عليَّ، فرزقنِي الله - عزَّ وجلَّ - من ذلك توبةً، فأردتُ أن أتزوَّجَها، فقال أُناسٌ: إنَّ الزَّانيَ لا يَنكِحُ إلا زانيةً أو مُشركة، فقال ابن عباس: ليس هذا في هذا، انكِحْها، فما كان من إثْمٍ فعليَّ" اهـ.
الشرط الثاني: استبراء الرحم، ويكون ذلك بحيضة واحدة قبل عقد الزواج.
قال ابن قدامة في" المغني" (7/ 140): "وإذا زنت المرأة لم يَحِل لمن يعلم ذلك نكاحها إلا بشرطين: أحدهما: انقضاء عدتها.. والشرط الثاني: أن تتوب من الزنا".
إذا تقرر هذا؛ فإن كانت زوجتك قد استبرأت بحيضة قبل العقد، وتابت إلى الله فالعقد صحيح، وإلا فالعقد فاسد.
هذا؛ فإن كنت قد لمست من زوجتك ندمًا على ما اقترفته من ذنب الزنا، وذنب الغش والخديعة، فاستر عليها، ولا مانع من الاستمرار في الحياة معها، ولكن كن متيقظًا لتصرفاتها حتى تتيقن من استقامتها.
فالزنا وإن كان من كبائر الذنوب، إلا أن من تاب إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، تاب الله عليه، وغَفَرَ له ما كان، كما قال سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى:25]، وقال تعالى بعد أن تَوَعَّد من ارتكب أكبر الكبائر: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [الفرقان:70]، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"؛ حسنه ابن حجر،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: