شهادة السلطان

منذ 2004-12-30

نحن الآن في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني ( بايزيد) ,الملقب بـ (الصاعقة) . الفاتح الكبير .
فاتح بلاد (البلغار) و (البوسنة) و (سلانيك) و (ألبانيا) .

السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية ، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيغا جيوش الرابع) ، لطرد المسلمين من أوروبا ، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت (إنجلترا) و (فرنسا) و (المجر) من بينها ، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة ، والدامية . معركة (نيغبولي) سنة 1396م.

هذا السلطان الفاتح اقتضى حضوره للإدلاء بشهادة في أمر من الأمور أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري).

دخل السلطان المحكمة . ووقف أمام القاضي ، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد اعتيادي.

رفع القاضي بصره إلى السلطان ، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة ، قبل أن يقول له : (إن شهادتك لا يمكن قبولها ، ذلك لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة ، والشخص الذي لا يؤدي صلاته جماعة ، دون عذر شرعي يمكن أن يكذب في شهادته).

نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة .

كان هذا اتهاماً كبيراً ، بل إهانة كبيرة للسلطان (بايزيد) ، تسمر الحاضرون في أماكنهم ، وقد أمسكوا بأنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان .. لكن السلطان لم يقل شيئاً ، بل استدار وخرج من المحكمة بكل هدوء.

أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره ، وعندما تم تشييد الجامع ، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة.

هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه : (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين..
عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين.
  • 5
  • 0
  • 15,449
  • أبو ضيف الله

      منذ
    [[أعجبني:]] فعـلاً "عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين" أسأل الله ان يجـعل في الامة من العلماء من ينصح السلاطين ولا يخاف إلا الله
  • أبو ضيف الله

      منذ
    [[أعجبني:]] فعـلاً "عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين" أسأل الله ان يجـعل في الامة من العلماء من ينصح السلاطين ولا يخاف إلا الله
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى ثقة هذا العالم بربة وكيف انة لم يهاب من ذوى السلطان والجاة وتذكر وقوفة امام رب العالمين
  • ابو عبدالله

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم ارزق امتنا مثل هذا القاضي ومثل هذا الوالي

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً