قبل أن يغازلها الآخرون !!

منذ 2005-02-18
فتاة في مرحلة المراهقة.. طاهرة القلب.. لم تسمع بالأشرار.. أو سمعت بهم دون أن تراهم أو تحادثهم.. كانت تظنهم يلبسون لباسا خاصا بهم، أو أن لهم ملامح تميزهم عن الآخرين، كان أبوها جاف العواطف، يخاطبها بصفة رسمية، إنه يبتسم أحيانا، لكنه منذ بلغت ابنته التاسعة من عمرها بدأ يخاطبها بأسلوب الأوامر، لم تسمع منه يوما كلمة حانية ورقيقة، أما أمها فمما يحسب لها أنها حريصة جدا على تعليم ابنتها شؤون المنزل والضيافة وكذلك الحياء.

لقد كان ينتابها شعور -أحيانا- بأنها عادية الجمال، وغير لافتة للنظر، فكرت بالزواج وأنه استقلال وتربية أولاد ومشاكل، رأت مسلسلات تلفزيونية، فتعرفت على شيء اسمه ((الحب)) فتمنت أنها في بيئة غير بيئتها الصحراوية ذات الجفاف العاطفي.

دق عليها جرس الهاتف وهي تذاكر ليلا:
- نعم.
- أهلا بهذا الصوت العذب.
- من أنت؟ وماذا تريد؟!
- أنا شاب مهموم و...

أغلقت السماعة في وجهه، لكن ضميرها بدأ يؤنبها بأنها أخطأت في حقه، وبأنه هو الوحيد في العالم الذي يعرفها حق المعرفة!!
ألم أقل لكم إنها طاهرة القلب؟!!

اتصل ثانية فردت عليه ووقعت في شراكه.. إلخ القصة

نعم إنها قصة مكرورة ومعروفة، لكن هل التمسنا أسبابها من جميع الجوانب؟ وهل فكرنا في أن نطرق أسبابا أخرى غير ما نكرره من إلقاء اللوم على الشباب والفتيات؟ ألم نفكر -يوما- في دورنا نحن في القضية، وما هي الأساليب التي كانت سببا في سهولة وقوع فتيات الطهر والعفاف في شراك شياطين الإنس؟

لست أزعم هنا أنني سأتعرض للأسباب، ولكني أكتفي بذكر سبب واحد فقط.
إنه الجفاف الصحراوي في عواطفنا نحو أبنائنا.

ألم يكن من الممكن أن نتعامل مع أبنائنا ذكورا وإناثا بشيء من العاطفة والمديح في جوانب يستحقون المديح فيها، حتى لو كانت في المظهر؟

إن شيئا من الثناء على من يُنَشَّأ في الحلية (البنت) في شعرها أو قسمات وجهها أو ثوبها كفيل بأن يلبي رغبة هذه الفتاة في العاطفة، ويجعلها أكثر نفورا من الأصوات المبحوحة التي تريد إلقاءها في شرك الغزل، والشيء نفسه نقوله في التعامل مع الأولاد.

دخلت فاطمة -رضي الله عنها- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام إليها، وقبلها وأجلسها مكانه، إنها ثلاث أشياء نفتقدها في التعامل مع أبنائنا، تأمل قليلا.. (قام إليها).. (قبَّلها).. ولم يقل لها قبلي رأسي!! بل (أجلسها مكانه).

وفي موضع آخر يذكر عليه الصلاة والسلام أنها بضعة منه يريبه ما يريبها، يقوله أمام الناس.

ولما رغبت في الخادم ولم تجده عند عائشة جاء إليها بعدما علم بخبرها، وتأمل معي قليلا كيف دخل وكيف جلس: حيث جلس بينها وبين زوجها علي -رضي الله عنهما- حتى أحسا برد أصابعه، ثم قال لهما بأسلوب رقيق: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ سبِّحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وكبراه ثلاثا وثلاثين. أو كما ورد.

كما أنه -عليه الصلاة والسلام- يجعل عائشة -رضي الله عنها- تنظر إلى صبيان الحبشة في المسجد يلعبون من وراء ظهره، فلا يتركها حتى تكون هي التي تطلب ذلك.

ثم هو يقبل الصبيان، ويحملهم في الصلاة، وفي الخطبة أمام جماهير المصلين!! ويلعب معهم و...الخ.

كم نحن بحاجة إلى مثل هذه التعاملات الرقيقة التي تجعل لنا أمام أبنائنا قبولا فيما نلقي إليهم من توجيهات، وتعرفهم على مدى القرب والمحبة التي نكنها لهم. وما يجري على الفتاة يجري قريب منه على الابن.

وإن مثل تلك الفتاة التي تحدثنا عنها آنفا كثير، ممن تعيش في بيتٍ أهلُه صالحون، لكن لها رفيقات يزيِّنّ لها محادثة الشباب، ثم إذا سمعت صوت الشاب فرحت بذلك، لأنها لم تسمع يوماً كلمةً عاطفيةً من أبيها، واستساغت سماعها من الغريب قبل القريب.
المصدر: موقع المسلم
  • 8
  • 0
  • 16,073
  • ام زيد عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] rien هذا المقال هام جدا للنا جميعا في هذه الايام يجب على الاباء يهتموا بالاولاد فراغ اولادهم وبناتهم وجزاكم الله كل خير
  • عطاردشمس

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات فكم نحتاج لمثل هذه المقالات التي تحثناعلى اشياء يراها البعض تقليلا من شأن الاب اذا تكلم اولعب اوسامر ابنته او ابنائه لكن يكفيه فخرا انه يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • karim

      منذ
    [[أعجبني:]] vous avez raison m fahde
  • ابو البراء

      منذ
    [[أعجبني:]] الموضوع رائع ومهم ولا بد من الاكثار من طرح مثل هذه الماضيع لما لها من اهمية بالغة جزاكم الله خيرا.
  • maro

      منذ
    [[أعجبني:]] akid lezim niktedi bi akhla2 ilrasoul salla allah 3alayh wa alih we nheb we nezher il mahaba li wledna [[لم يعجبني:]] inno helo ino il benit theb we tba3din tekhtob we tetzawaj il mochkli laysat bil hob bal fi il chabab illi yetkhato ilhdoud il char3iyabil hob aw bikounou 3am yel3abou we ma newyin yetzawajou 3anjad
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] أتفق مع كاتب المقالة وأتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كان الرفق في شىء إلا زانه ومانزع من شىء إلا شانه) وجزاك الله خيرا
  • nada

      منذ
    [[أعجبني:]] أولا أشكرك يا شيخ فهد على هذه المقالة ، فهى عبرت بكل ما فيها عما يشعرن به فتيات كثيرات أنا منهن وأضيف لكلامك أن بُعد الأب والأم عن الفتاة يشعرها بوحدة رهيبة وعزلة وحزن وبذلك يدفعوا تفكير البنت رغما عنها إلى التفكير فى من يستمع لها ويحس بها وبالطبع تفتح قلبها لأول طارق يطرق بابها وهذه نقطة للأسف يجهلها الأب والأم ولو فكروا قليلا ما كانوا يغفلوا بناتهم ثم بعد ذلك يلوموا البنت ويتناسوا كونهم مشتركين فى جعلها تستمع للكلام المعسول
  • شحته  ندا

      منذ
    [[أعجبني:]] كل الموضوع اعجبنى 1ذكر ماكان يفعله سيدى محمد مع ابته السيدة فاطمه2والمقارنه مع ما يفعله الاباء الان مع اولادهم وخصوصا الاتى ينشاءن فى الحلية وندعو الله ان يرزقك الاباء حسن معملة الابناء وان يرزق الابناء حسن برالوالدين
  • BARBI

      منذ
    [[أعجبني:]] about this issue...it may be in asimple words but it touched my heart alot...because i was one of those girls who grow up in ahouse like this one and i was shocked with love meaning but thank GOD who saved me before time is out and beore i got lost...at least now i know exactly it is real meaning now..i mean the beautiful meanng...it is love of GOD..not love of aperson..love of aperson and appreciating him may be away for love of GOD also.. [[لم يعجبني:]] it didnt include all its items supposed to include...it was so short...liike the role of parents and how they can hange their selfs...how can girls avoid this problem of false love..how to protect theirselves not only by their religion but through their behaviour in our ordinary day because they r not trained enough to do this by themselves..
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجنى ان علينا ان ناخذ رسولنا الحبيب محمد صلى الله علية وسلم قدوة وهو خير القدوة الحسنة التى يجب ان نقتضى بهافى معامله مع اهل بيته الكريم. ومع ذلك فكثير من الاباء والامهات يتعاملون مع الفتيات كانهن شىء ثقيل لديهم ويريدون التخلص منه فى اقرب فرصة بجانب الاوامر التى يامرها الوالدين لابنته ان تفعل كذا وكذا بدون مساعدة وفى بعض الاحيان بدون رافة وشفقة من بعض الاباء والامهات وليس كل الاباء والامهات. وكذلك وصية الوالد لابنه ان يحكم اخته الفتاه وان ترضخ لاوامرة , كل ذلك ينهى الاسلام عنه. فكما قال الله تعالى عن الزوجات ( وعاشرونهن بالمعروف ) فما بالنا ببناتنا واخواتنا لابد ان نتقى الله فيهن وان نعاملهن بالمعروف ايضا لانهن امهات المستقبل، وبناء اجيال الامه القادمة على ايديهن فلنتقى الله فيهن. ادعو الله عز وجل ان يهدى بنات وشباب المؤمنين جميعا ويهدينا الى الصراط المستقيم. واخر دعوانا ان الحمد لله ب العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً