الجنوبيون حاصروا الدعاة وقتلوا بعضهم... ميدان الدعوة فسيح بالسودان الشمالي لكن الدعاة قليلون...
استبعد فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف نائب رئيس هيئة علماء السودان أن تترك القوى الصليبية والدوائر والصهيونية السودان ليتعافى بعد سنوات الحرب الطويلة، مُؤكدًا سعيها لإشغاله بحروب داخلية تنهك اقتصاده وتشتت جهود أبنائه، وليسَ ما يجري الآن على الساحة السودانية إلا دليلٌ على ذلك.
وأكد في الوقت نفسه أن مهمة تلك القوى سوف تكون عسيرة إن حاولت تكرار سيناريو الجنوب مع دارفور وشرق السودان, مُبيناً أن الجنوب ما كان يجمعه مع الشمال دين ولا عرق ولا لغة ولا أخلاق ولا تقاليد.
وانتقد موقف الدول العربية المتخاذل تجاه السودان في مفاوضاته مع الجنوب, ومن قبل حين تركوه يواجه وحده حربه الشرسة معه، في الوقت الذي كان الجنوب مُمولًا من الصليبية العالمية واليهودية الحاقدة, مضيفًا أن بعض الأنظمة العربية البائدة كانت تقف إلى جانب الجنوب نكاية بحكومة الإنقاذ.
وحذر من أن الوضع السياسي بدأ يزداد سوءًا في ظل انعدام الثقة في القيادات السياسية بسبب تنازعها على الكرسي وتنافسها على الجاه على حساب قيمها ووطنيتها, وأيضًا في ظل الخلافات الدنيوية والانقسامات التي طالت حتى الجماعات الدعوية وأصحاب الفكر الواحد!
وقد كان لـ"المسلم" لقاء مع الدكتور عبد الحي يوسف لدى زياراته الرياض، فكانت فرصة سانحة لكي يسلط الضوء على ما يجري الآن على الساحة السودانية، وما يواجه السودان من تحديات, ومرئياته حول المرحلة المقبلة.
وهذا نص الحوار:
ما هي رؤيتكم للوضع في السودان بعد انفصال الجنوب؟
انفصال الجنوب كان نتاجاً لعوامل عدة:
أولها: الاستعمار الإنجليزي البغيض، الذي اتبع سياسة المناطق المقفولة، وحال بين أهل الشمال وأهل الجنوب، وحرص على إيجاد فجوة ثقافية، حتى منع أهل الجنوب من الحديث باللغة العربية أو ارتداء الزي العربي (الجلباب والعمامة)، ونفخ في أهل الجنوب نار العنصرية والحقد، وصوَّر لهم أن العرب هم تجار الرقيق، وفي الوقت نفسه فتح الأبواب أمام المنصِّرين، وقسم المناطق في الجنوب بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة البروتستانية.
ثانيها: الدولة الصهيونية التي حرصت على رعاية التمرد في مهده، وقامت على إمداده والترويج له، وقد كان هذا الكلام يضحك منه بعض الناس حين يسمعونه، لكنهم رأوا في يوم إعلان الانفصال الأعلام "الإسرائيلية" يلوِّح بها أهل الجنوب، وفي اليوم التالي لإعلان الانفصال أعلنت الدولة الصهيونية اعترافها بالدولة الوليدة، تبع ذلك إعلان افتتاح السفارة الصهيونية في جوبا، وأخيراً في زيارة الرئيس الجنوبي (سلفاكير) لليهود أعلن رئيسهم (بيريز) أن علاقاتهم مع تمرد الجنوب قديمة ترجع إلى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي!! ورد عليه سلفاكير بأنه لولا الدعم اليهودي لما نال الجنوب (استقلاله)!!
ثالثها: تقصير الحكومات الشمالية المتعاقبة في حل مشكلة الجنوب حلًّا واقعيًّا صحيحًا، وذلك بنشر الدعوة وبث العلم وإشعار الناس أنهم منهم وإليهم، لكن -للأسف- اتبعت الحكومات المتعاقبة الحل العسكري المحض، أو رشوة بعض النُّخَب الجنوبية بالمال والمناصب من أجل استبقاء الوحدة الهشة التي ما كانت لها مقومات تحرسها.
رابعها: الجيل الجنوبي الذي صُنِع على عين الاستعمار ورُبِّي في محاضنه، ونشأ على الولاء الكامل للغرب -ثقافة وأخلاقا- وهؤلاء كانوا أحرص الناس على انفصال الجنوب؛ تحقيقًا لمراد السادة الذين رعوهم ودعموهم.
خامسها: تخاذل الدول العربية عن دعم السودان؛ بل تركوه يواجه وحده تلك الحرب الشرسة التي كانت مموَّلة من الصليبية العالمية واليهودية الحاقدة، بل إن بعض حكام العرب -مثل القذافي- كان من أول الداعمين لتمرد الجنوب بالمال والسلاح نكاية في النميري ومن جاء بعده، وبعضهم -كحسني مبارك- كان يستقبل قائد التمرد – قرنق- كأحد الفاتحين، كل ذلك نكاية بحكومة الإنقاذ، ثم لما انتقلت المعركة إلى ميدان التفاوض تُرك المفاوض السوداني وحده دون أن يكون له ظهر يحميه، وكان المشرفون على مسار التفاوض أمريكان وبريطانيين ونرويجيين وبعض الأفارقة الصليبيين.
فكان الانفصال نتاجاً لهذا كله، ولا بد من التذكير في هذا المقام بقوله تعالى {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [النور:11]، فلعل الانفصال يسوق الله به خيرًا من حيث انتباه الناس إلى خطورة ما حصل، ومحاولتهم تلافي الآثار السالبة، والتأهب لإصلاح الخلل في معالجة القضية، وذلك ببذل ما يستطيعون في دعوة القوم إلى الإسلام، مع مخاطبة الشرفاء من أهل الجنوب .
إلى ماذا تتوقعون أن تؤول إليه الأمور من حيث الحرب أو التسوية؟
يا ليت الذين قادوا تلك المفاوضات وأوصلوا الأمور إلى ما وصلت إليه قد أحكموا صنعتهم؛ بل على العكس تركوا كثيرًا من القضايا معلقًا؛ وقد كان العقلاء يقولون: لا تسمحوا بالاستفتاء حتى تحسموا سائر المسائل؛ فلا بد من ترسيم الحدود ومعرفة ما يئول إليه أمر النفط، ولا بد من تحديد كيفية تسديد الديون التي ذهب بعضها في تنمية الجنوب أو إقامة مشروعات يعود نفعها إليه، ولا بد من حسم أمر الجنسية وتنظيم الإقامة، وكذلك قضايا العملة والمناطق المتنازع عليها، إلى غير ذلك من القضايا التي ربما تكون مثار نزاع في مستقبل الأيام.
لكن القوم لم ينتبهوا لهذا كله؛ ولذلك بدأت نُذُر الحرب تلوح من جديد؛ من حيث كون الدولة الوليدة من مصلحتها أن تثير حرباً مع الشمال من أجل إيجاد عدو مشترك بدلاً من أن تتنازع القبائل الجنوبية فيما بينها ويفني بعضهم بعضا، كما أنهم تبنوا بواسطة عملائهم في الشمال قضايا المناطق المهمَّشة -كما يسمونها- في النيل الأزرق وجنوب كردفان ليثيروا القلاقل حيناً بعد حين.
ولا نتوقع أن الدوائر الصليبية والصهيونية سيتركون السودان ليتعافى بعد تلك الحرب الطويلة، بل لا بد من شغله بحروب داخلية تنهك اقتصاده وتشتت جهود أبنائه، وهذا ما نراه الآن باديًا للعيان.
ما هو تقييمكم للعمل الدعوي في السودان الشمالي؟
السودان أبواب الدعوة فيه مفتوحة على مصاريعها؛ والمساجد لا رقابة عليها؛ بل الدعاة ينتشرون في كل مكان في العاصمة والأقاليم، وتستطيع أن تبلغ دعوتك حتى في الشارع والطريق العام؛ وتستطيع أن تقيم محاضرة في مؤسسة عسكرية أو أمنية أو شرطية، بَل المدارس والجامعات والمؤسسات المدنية الرسمية، وفي الوقت نفسه نجد قصورًا واضحًا في استغلال هذا الجو المُوَاتي؛ نظرًا لقلة الدعاة الذين يبلغون دين الله على بصيرة، وسبب ذلك أن دول الخليج والسعودية وماليزيا وغيرها قد استوعبت في مؤسساتها الدعوية والتعليمية كثيرًا من الطاقات التي كان يرجى الاستفادة منها في السودان؛ ولا يكون تأثيرها -مهما قيل- في تلك البلاد كتأثيرها في موطنها الأصلي، وقد قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4]، ومن الأسباب كذلك أن بعض الدعاة قد استوعب وقته العمل السياسي أو الإداري فما عاد يعطي للدعوة إلا فضول وقته؛ لكن من فضل الله علينا أن الوسائط الإعلامية التي تيسرت أخيرًا قد سهَّل الله بها إبلاغ الدعوة إلى الآفاق؛ من ذلك قناة طيبة وإذاعتها وهي التي كاد أن يُجمع الناس على نفعها وفضلها وتنوع مادتها، وعلى موجات الأثير كذلك إذاعتان تعملان بالليل والنهار في نشر التلاوات القرآنية لمشاهير القراء، بالإضافة إلى إذاعة الفرقان التي تحوي كثيراً من البرامج الماتعة.
وخلاصة القول أنه للنهوض بالدعوة لا بد من خطوات:
أولها: استرداد الأوقاف الإسلامية المسلوبة، والتي حُبس ريعها على الدعوة والدعاة، لكنها مصروفة إلى غير أغراضها من زمان بعيد.
ثانيها: العمل على عودة الكفاءات الدعوية العاملة في الخارج وضمان العيش الكريم لهم.
ثالثها: تفعيل الطاقات الموجودة في الداخل بإيجاد البرامج التي تستوعب جهودهم وتؤلف بين قلوبهم، وذلك بأن تكون تلك البرامج مشتركة بين اتجاهات شتى لإزالة الحواجز النفسية ونفي الفُرقة والاختلاف.
رابعها: النهوض بأئمة المساجد وخطباء الجمعة عن طريق الدورات التدريبية واللقاءات العلمية، مع إمدادهم بما يحتاجون إليه من الكتب ووسائط التلقي الحديثة، وقبل ذلك كفالتهم ماديًّا بما يغنيهم عن السعي على لقمة العيش، وأن تكون الدولة ضامنة لذلك؛ لا أن يوكل الأمر إلى لجان المساجد التي يتحكم في أغلبها عوام الناس، بل قد يتحكم فيها أقوام لا خَلاق لهم!!
خامسها: تغيير الصورة النمطية لخلاوي القرآن (كتاتيب التحفيظ)، والتي يقتصر دورها في الغالب على حفظ القرآن، دون أن يتبع ذلك تفقيه في الدين أو تبصير بسنن المرسلين.
سادسها: العمل على إنشاء معهد لإعداد الدعاة ينتسب إليه كل من شاء من حملة الشهادات الجامعية، دون نظر إلى التخصص وذلك وفق شروط معينة كحفظ أجزاء من القرآن أو نصوص من السنة، مع الحصول على تزكية من إمام مسجد الحي، وذلك لتلافي القصور الحاصل في الكليات الشرعية التي يتخرج فيها فئام من الناس في كل عام دون أن يكون لهم أثر ملموس.
كيف هي عملية الدعوة إلى الإسلام في جنوب السودان خاصة مع الجهود التنصيرية الكبيرة هناك بعد الانفصال؟
قد تعجب لو ذكرت لك أنه في أيام التنازع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية -قبل الانفصال- هدد الجنوبيون من الحركة الشعبية بأنهم سيفتحون أبواب بلادهم أمام دعاة التشيع!!
فالقوم لا يدعون سبيلاً يكيدون به للإسلام ويحولون دون انتشار دعوته إلا سلكوها؛ وكذلك هم يتيحون الفرصة للتنصير بكل أنواعه، وفي الوقت نفسه أغلقوا فرع جامعة القرآن وديوان الزكاة ومنعوا نشاط البنوك الإسلامية، وروَّعوا الدعاة من المسلمين، بل قتلوا بعضهم -منهم الداعية فؤاد ريتشارد رحمه الله- واعتقلوا آخرين، وللأسف لما وقعت اتفاقية نيفاشا كان ثمة سؤال قد طرح: ما هو وضع المسلمين في الجنوب حال الوحدة أو الانفصال؟ وقد قيل يومها: بأن الدعوة سيُبذل في سبيلها كل غال ونفيس، ولكن أثبتت الأيام أن شيئًا من ذلك لم يكن؛ بل المؤسسات الدعوية التي كانت ناشطة في الجنوب أيام الحرب -كمنظمة الدعوة الإسلامية- حيل بينها وبين ما كانت تمارسه قبل هذه الاتفاقية المشئومة.
ومع ذلك نسمع أن دعاةً من إخواننا من أوغندا والصومال ينشطون هذه الأيام في الجنوب، ونسأل الله أن يحقق على أيديهم ما عجزنا نحن عنه.
هل لكم أن تحدثونا عن الأوضاع الاقتصادية في السودان بعد الانفصال؟
لا شك أن الانفصال كانت له آثار سالبة على مجمل الأوضاع الاقتصادية في الشمال؛ حيث ارتفعت نسبة التضخم بصورة مخيفة، وصار سعر الدولار مضاعفًا تقريبًا، وسبب ذلك أن السودان فقد 36% من ميزانيته بسبب ذهاب البترول؛ كما أن دولة الجنوب قد مَرَدت على التهرب من التزاماتها؛ حيث تنقل صادراتها منذ الانفصال دون أن تدفع مقابلاً لذلك!!
وتجد الخلاف بين الجنوب والشمال قد بَعُدت شُقته حيث يطالب الشمال باثنين وثلاثين دولارًا لكل برميل منقول، ويقول ساسة الجنوب إنهم لن يدفعوا سوى اثنين وستين سنتا!!!
بالإضافة إلى أن ميزانية الحرب قد عادت لتنفق في مواجهة المتمردين الشماليين من أتباع الحركة الشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان، فعاد ذلك كله بظلال قاتمة على أحوال المواطنين المتردية أساسًا صحة وتعليمًا وغذاء ومواصلات.
لكن نسمع عن اكتشافات بترولية في الشمال تحتاج لبعض الوقت من أجل أن تؤتي أكلها؛ كما أن الذهب موجود بكميات كبيرة، وبعض آحاد الناس يقوم على استخراجه بواسطة أجهزة يمكن أن يقال عنها إنها بدائية، كما إن كميات الحديد المكتشفة تبشر بخير كثير، وفوق هذا كله الثروة الزراعية والحيوانية لو وجدت سياسات حكيمة مستدامة لأثمرت حالًا أفضل للمواطنين جميعا.
ما هو تقييمكم للوضع السياسي في الشمال؟
الوضع السياسي في الشمال هو من السوء بمكان بعيد؛ حيث فقد الناس الثقة في أغلب القيادات السياسية -قديمها وحديثها- بعدما رأوا أنه لا هم له إلا التنازع على الكرسي والتنافس على الجاه، وأنه لا مانع لدى كثير منهم أن يبيعوا القيم والمبادئ بل الدين والأخلاق من أجل الوصول إلى السلطة، فلربما حرَّضوا على وطنهم!! ولربما وضعوا أيديهم في أيدي أعداء الملة والوطن!!
ولا مانع من أن يتطوعوا بإمدادهم بالمعلومات وتزويدهم بالتقارير؛ وبالمقابل فلا إجراء يُتخَذ ضد هؤلاء بل قد يؤتى بمن ثبتت عمالته ليتبوأ أرفع المناصب، ثم إن الخلافات الدنيوية تعصف حتى بأصحاب الفكر الواحد؛ فقلَّ أن تجد حزباً إلا وقد انشطر إلى جزئين أحدها (الإصلاح والتجديد)، بل حتى الجماعات الدعوية لم تسلم من هذا الداء، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كمابسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم» (صححه الألباني).
هل صحيح ما تنبأ به البعض من أن انفصال الجنوب سيؤدي إلى مساعٍ أخرى للانفصال في الغرب أو الشرق مثلا؟
لا شك أن استراتيجية الصهاينة ومن وراءهم تقوم على مبدأ (شد الأطراف ثم بترها)، وقد جربوا هذا مرارًا منذ أسقطوا الخلافة الإسلامية التي كانت تمثل جامعة المسلمين؛ فحصل انفصال باكستان الشرقية (بنجلاديش) عن الباكستان الأم، وكذلك فصلوا تيمورعن أندونيسيا، وسنغافورة عن ماليزيا، وحصل كذلك في العراق حين اعتزل الأكراد بشئونهم -بتمكين من الأمريكان- ويوشك أن تكون للروافض دولة في العراق كلها؛ فإن لم يستطيعوا ذلك انفصلوا بجنوبه، وكذلك نسمع دعوات لانفصال الأقباط بجنوب مصر، وفصلوا جنوب السودان، وهناك مساعٍ لتكرار السيناريو نفسه في دارفور وشرق السودان، لكن أحسب أن المهمة ستكون عسيرة، وذلك لأن الجنوب ما كان يجمعنا بأهله دين ولا عرق ولا لغة ولا أخلاق ولا تقاليد؛ بل عداوة مستحكمة وحروب متتابعة ودماء وأشلاء؛ ويكفي أن نذكر في هذا المقام أن الحرب الأولى مع الجنوب كانت في سنة 1955 قبل خروج المستعمر الإنجليزي، واستمرت إلى عام 2005 حين وقعوا اتفاقية نيفاشا؛ سوى فترات يسيرة تحصل فيها هدنة كالفترة بين 1972 حين وقعوا اتفاقية أديس أبابا إلى سنة 1883 حين انطلق التمرد ثانية بقيادة قرنق، أما دارفور وشرق وشمال ووسط السودان فالدين واحد، واللغة واحدة، بل التمازج حاصل بالمصاهرات والعلاقات، ويمكن بنشر الدعوة وبسط العدل والتنمية المتوازنة بين المناطق كلها أن نقضي على الفتنة ونقطع الطريق على الفتانين، ولك أن تتصور أن ناساً يتحدثون عن المناطق المهمشة ولو زار أحدهم شمال السودان أو وسطه يجد أن الحالة ليست بأفضل مما هي عليه في شرقه أو غربه بل الفقر قد أصاب الجميع، وغياب أبسط صور التنمية لم ينج منه أحد، لكن الدعاية الآثمة والنفخ في نار العنصرية البغيضة قد يدفع ببعض الناس إلى مغامرات لا تحمد عقباها.
محمد لافي
- التصنيف:
- المصدر: