شام العجائب

منذ 2012-07-25

ما أجملَ الموتَ، ما أَحلاهُ أمنيةً *** يهفُو لها في لَيالي القَصفِ ثوَّارُ يشدُو بها الطفلُ والأحشاءُ بارزةٌ *** يُصغي لها الشيخُ والآلامُ إعصارُ

 

ما أجملَ الموتَ، ما أَحلاهُ أمنيةً *** يهفُو لها في لَيالي القَصفِ ثوَّارُ
يشدُو بها الطفلُ والأحشاءُ بارزةٌ *** يُصغي لها الشيخُ والآلامُ إعصارُ
تَرنو مِن الغيمِ كفُّ الغيبِ باسمةً *** تستعرضُ الناسَ مَن للحُورِ تختارُ
الله يا شامُ! كم أبطلتِ مِن عجَبٍ *** حتَّى تألَّقَ في عينَيكِ إبهارُ
صبرٌ على القتلِ والترويعِ قد عَجَزتْ *** عنه الحَكايا فما تكفيهِ أَسفارُ
ضِحكٌ مِن الموتِ والداناتُ مُقبلةٌ *** كأنها في ظلامِ الليلِ أقمارُ!
يستنشقُ الناسُ عِطرَ الموتِ في فرحٍ *** تستعذبُ النارَ والبارودَ أزهارُ

ما زالَ يرقصُ في عَينيكِ محضُ لظَى *** يُحكى فتُوقَدُ للتاريخِ أَسرارُ
سبحانَ ربِّي أَللآلامِ بُوصلةٌ *** تَهدي الحيارى، وللأحزانِ أنوارُ؟!
كيف اصطفتكَ عيونُ المجدِ فانطلقَتْ *** فوقَ المنابرِ أشواقٌ وأفكارُ
نهرٌ تدفَّقَ بالأخلاقِ، فاضَ بهِ *** بينَ الخلائقِ إصرارٌ وإيثارُ
يا فجأةَ الغيثِ، إنَّ الشامَ ليس لهُ *** سُقْيا سِوى الطُّهرِ، هل تكفيهِ أمطارُ؟
ما بينَ روحٍ ودارِ الخلدِ قنبلةٌ *** ما بينَ عدْنٍ وأرضِ الشامِ أمتارُ
قد نشتهيها ولكنْ لا نعانقُها *** والشامُ تمنحها الأحلامَ أخطارُ

يا حمصُ قولي لأقوامٍ بَلادتهُمْ *** نحتُ الثلوجِ: أنا مِن بَردكمْ نارُ
هذي حَماةُ تدلَّى مِن ضفائرها *** فَجرٌ، وأنبتَ في العينينِ صَبَّارُ
ما كلُّ ما يبتغِي الشَّبِّيحُ يُدركهُ *** لَن يكسرَ الماردَ الجبارَ بشارُ
إنَّ الأمانيَّ تُحْيينا، سنغرسُها *** حتماً ستُورقُ، فالإيمانُ أنهارُ
في كلِّ شبرٍ من الأشلاءِ مزرعةٌ *** تنمُو فتُثمرُ للأجيالِ أشجارُ

لَن تهزمونا بخُذلانٍ، فإنَّ لنا *** ربًّا يقدِّرُ أقداراً ويَختارُ
حقٌّ على اللهِ نصري، لنْ تروِّعَنا *** روسْيا ولا الصينُ، همْ باللهِ كفَّارُ
فلتستجيبي -شُموسَ النصرِ- ليسَ لنا *** غيرَ الكرامةِ في الأيامِ أعمارُ



خالد الطبلاوي
 

  • 2
  • 0
  • 1,537

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً