بيان في وجوب نصرة أهل البحرين وكفّ عادية (القرامطة) -أهل المظاهرات هناك- عنهم
منذ 2012-08-01
الحمد لله الذي أمر بالجهاد دفاعا عن الدين وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظم الإسلام، ورفعةً لأمّة خيرِ الأنام، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، لا سيما أمّهات المؤمنين، والخلفاء الراشدين؛ الصدّيق الأعظم، والفاروق الأفخم، وذي النورين، وأبي السبطين رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبعد :
فقد شهد العالم أجمع ما يقوم به القرامطة الجدد في البحرين هذه الأيام، من استحلال دماء المسلمين، والإغارة على نسائهم، والعدوان على ممتلكاتهم، والإمعان في العداوة، وإشاعة الإفساد، وتخريب البلاد، وقتل العباد، وذلك كلُّه بدعم لا يخفى من النظام الإيراني المجرم، الذي لم يزل منذ أن قام إلى يومنا هذا لا يدخر وسعا في إلحاق الضرر بأمة الإسلام، والتآمر عليها مع أعدائها، مما ذاع واشتهر،وبلغ الآفاق وانتشر، وقد كان ولا يزال يكرّر مطالبه بالاستيلاء على البحرين والخليج كلَّه، تحت حجة أنه خليج فارسي من ممتلكات الفرس!
وأيضا ضمن مخطط مشهور ومنشور، يستهدف الاستيلاء على المنطقة الشرقية في السعودية لاحتلال الشريط النفطي، ثمَّ الزحف إلى الحرمين، إلى مكّة العاصمة الروحية لأمة الإسلام، ثم المدينة لنبش قبور الصحابة رضي الله عنهم، وإلقائها في القمامات لتأكلها الكلاب، وإخراج جثامين أهل البيت ونقلها إلى إيران!
وذلك كله في مشروع يحلم بالسيطرة على كلِّ بلاد المسلمين، ثمَّ إعمال السيف في أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، ومسحها من الوجود، وهذا المشروع القرمطي الخبيث، الذي يبدأ تنفيذه هذه الأيام في البحرين، يتلقَّى أيضًا دعمًا أكبر من الجيب الإيراني في الكويت؛ من نواب في مجلس الأمة، ومن تجار موالين لإيران مشهورين ومعروفين، يتزعّمهم رجل أعمال لم يعد يخفى على أحد في الكويت اسمه، وما يفعله، إيراني الولاء واللسان، وهو يتلقى تغطية مريبة لا محدودة ليستمر فيما يفعله من جرائم في حقّ أهل البحرين، وسط صمت مريب!
هذا... وقد بلغ الأمر بجرائم القرامطة في البحرين هجومهم على الآمنين في بيوتهم، وإعمالهم السيوف والخناجر في عامة الناس قتلًا وطعنا وذبحًا، وإسماع أهل البحرين الوعيد بإبادتهم، وإخراجهم من بلادهم، وهتك أعراض نسائهم!
ومعلوم أنَّ مخططهم الخطير الذي يستهدف تمكين إيران من ابتلاع البحرين لن يتوقف إلى أن يبلغ مداه، ليلتقي مع كبير القرامطة طاغية ليبيا الذي يساعده في إبادة المسلمين هناك نظام بشار الأسد حليف النظام الإيراني المجرم، وفي طريقهم في هذا المشروع الشيطاني يحلمون بقتل من في طريقهم من أهل الإسلام حقدا على هذا الدين، وعلى العروبة التي حملته إلى العالمين.
ولهذا فإنَّ التصدِّي لخطرهم في البحرين من أعظم الجهاد، وأفضل القربات، وردِّهم عن مقاصدهم الخبيثة على أهل الإسلام من أهم فرائض الدين، وواجبات الموحدين؛ لأنه يقطع هذا المشروع من أوّله، وينهيه في مهده، وقبل استفحال أمره.
فالواجب الإسراع في نجدة أهل البحرين في جهادهم ضدّ هذه الطائفة المجرمة المخرّبة المفسدة، أعداء الله ورسوله وصحابته، وأعداء الأمة، كما كانوا في كلّ عصر وفي كلّ مصر.
هذا... ومن يقوم بهذا الواجب العظيم فيُقتل فيه فهو من أفضل الشهداء، ومن يبذل فيه ماله أو جهده بنية تخليص الأمة من هذا الشر العظيم فهو من أفضل الجهاد في سبيل الله تعالى.
فنهيب بأهل البحرين أن يتفقوا على كلمة سواء، وأن يلتفوا حول هدف واحد فحسب في هذه المرحلة، هو إزاحة هذا الخطر الأكبر على البحرين والأمة، وأن يتعاونوا فيما بينهم ضد هذه الطائفة القرمطية الخبيثة، وأن يدعوا خلافاتهم كلَّها جانبًا، فهذا من أوجب الواجبات عليهم اليوم، ومن يشكك فيه فهو من المخذّلين والمرجفين الذين يعينون أعداء الإسلام عليه.
ثمَّ نهيب بكم يا أمة الإسلام أن لا تدعوا أهل البحرين في محنتهم يلاقون من هؤلاء القرامطة ما يلاقونه من القتل والذبح والبغي والعدوان، ثم يميلون على أمة الإسلام فيكملون جرائمهم فيها، قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:72]، وقال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» (رواه البخاري).
وفيه أنّ المعنى في حالة الظالم منعه، وحجزه عن ظلمه، فكلّ شعب مظلوم تجب نصرته، وخذلانه إثم مبين، ومخالفة عظيمة لفرض الدين، وقال صلى الله عليه و سلم: «ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلاّ خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلاّ نصره الله في موطن يحبّ الله فيه نصرته» (رواه أحمد وأبو داود).
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (متفق عليه)، ومعنى يُسلمه: أي يتخلَّى عنه، فيراه يُظلم ولا ينصره.
وأيُّ تفريجٍ لكربة أعظم من نجدة المسلم الذي يتعرَّض لما يتعرض له أهل البحرين من البغي والعدوان، الذي يفتك بالأرواح وينتهك الأعراض، وينتهب الأموال، وفوق ذلك يستهدف الدين كله بالمحو، وأمة بالإسلام بالإبادة ؟!
فهبوا يا أبناء الإسلام إلى إخوانكم في البحرين، وأغيثوهم بما تستطيعون، حتى تنجلي عنهم الغمة، وتنكشف المُلمّة.
هذا ونحن على يقين بإذن الله تعالى أن خطر هذا النظام الإيراني سيزول وشيكًا، وأن جيوبه التي وزعها على بلاد الإسلام لإحداث الفتن فيها سيرتدَّ عليها كيدها ومكرها بإذن الله تعالى قريبًا.
والله المستعان، وهو حسبنا، عليه توكَّلنا، وعليه فليتوكّل المتوكلون.
14 مارس 2011 م
Editorial notes: وفي مبادرة طيبة في عام 2011م، قامت المملكة العربية السعودية بإرسال ألف جندي مساهمة في حفظ الأمن بدولة البحرين فجزاهم الله خيراً .
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف:
- المصدر: