حتى لا تهدر دماء جنودنا

منذ 2012-08-07

حادث الأمس كشف حالة من الفشل الإداري داخل الجيش المصري. يمكنك التأكد بنفسك من خلال أي مجند عن حجم التدريبات ونوعيتها لتدرك حجم المأساة. التجنيد تحول إلى عملية جمع للجنود بدون رؤية واضحة منهجية تخدم الصالح العام، وبدون برنامج عملي يوظف إمكانيات الجنود...



بعد حرب أكتوبر والفشل الإسرائيلي الكبير في توقع الحرب والتعامل مع بدايتها، شكل الكيان الصهيوني لجنة "أجرانات" لتقصي الحقائق ومعالجة الأخطاء. هو إجراء يتم اتباعه في العالم أجمع لاكتشاف الأخطاء و معالجتها.

حادث الأمس كشف حالة من الفشل الإداري داخل الجيش المصري. يمكنك التأكد بنفسك من خلال أي مجند عن حجم التدريبات ونوعيتها لتدرك حجم المأساة. التجنيد تحول إلى عملية جمع للجنود بدون رؤية واضحة منهجية تخدم الصالح العام، وبدون برنامج عملي يوظف إمكانيات الجنود، بل بدون تأمين الحراسة الكافية للمجندين. هذا الاستهتار أدى إلى إهدار أرواح بعض الأبرياء. وأقل ما يجب علينا تجاه هذه الدماء هو عملية إعادة الروح للجيش المصري وبعثه من جديد لتعود لمصر مكانتها الإقليمية.

الخطوة الأولى هنا هي لجنة تحقيق مستقلة تكشف الخلل الأمني المريع، والفاعل الحقيقي وتقدم الجميع للمحاسبة.


ثم تأتي مرحلة الإصلاح، وهنا يجب التركيز على اجتذاب أفضل العقول كي تتولى مسئولية التخطيط والإدرة داخل الجيش. ببساطة إذا كانت الأولوية للأمن القومي كما هو الحال في مصر، فلم لا نقوم بمحاولة لاجتذاب أفضل العقول كما فعلت ستغافورة؟ لقد قامت سنغافورة بتقديم عروض منح دراسية في كبرى الجامعات العالمية لمن يتقدم لبعض الوظائف في الجيش. هذه المنح لا تشمل فقط الدراسات العسكرية بل تمتد لمجالات مثل الإدارة و العلوم الهندسية وغيرها من الدراسات في كبرى الجامعات العالمية مثل هارفارد. فينال المتقدم مثلا دراسات إدارية في هارفارد و دراسات أركان حرب، ثم يتعهد المتقدم بالخدمة لمدة 8 سنوات في الجيش بعدها. وبعدها ينال حرية الانفصال للقيام بعمل مستقل أو الاستمرار في وظيفة معتبرة داخل الجيش. وبذلك ستتشجع أفضل الطاقات العقلية للانضمام للقوات المسلحة ثم يتم توظيفها للتخطيط والتطوير.

بتلك الرؤية ضمنت سنغافورة أن أفضل العقول يتم اجتذابها للخدمة العسكرية ويتم توظيفها في التخطيط لأمنها القومي، وتطوير رؤية الجيش وخطة عمله. وكان طبيعيا أن تقفز سنغافورة عسكريا لتتخطى بمراحل دول منطقتها. أما في حالة استمرار الأساليب الإدارية الشائخة المهترئة في جيشنا فلا مناص من الفشل.


أطالب الرئيس "مرسي" بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادث لكشف الثغرات الأمنية والاستهتار الأمني، والمنفذين الحقيقيين للحادث. يجب أن يرأس هذه اللجنة رجل مشهود له بالكفاءة والقوة مثل المستشار "زكريا عبد العزيز" أو غيره من القضاة الشرفاء، و أن يكون المتحدث الإعلامي للجنة رجل مشهود له بالقدرة على المواجهة الإعلامية مثل "عصام سلطان" أو غيره من أهل الكفاءة لتوقعي بفداحة المواجهة الإعلامية على إثر الكوارث التي سيتم الكشف عنها. يجب أن نتعلم من أخطائنا، وإلا فالنهاية خسارة سيناء بأكملها..

لن نترك دماء أبناء مصر تضيع هدرا هذه المرة. وسنقطع تلك اليد الآثمة بإذن الله.

محمد نصر
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 8
  • 0
  • 1,808

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً