مرسي ونجاد.. خطاب صاعد وآخر إلى الهاوية
منذ 2012-10-04
الخطابان اللذان ألقاهما (مرسي، ونجاد) أمام قادة العالم حظيا باهتمام دولى بالغ، خاصة خطاب الرئيس المصري الذي قام رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بإيقاف الجلسة احتراما له وترك المنصة ونزل خصيصًا لتحية مرسي بعد أن ألقى كلمته، في موقف يدل على تقدير قادة العالم لمصر ورئيسها المدني المنتخب.
خطاب صعد بصاحبه لأعلى وآخر هبط بصاحبه للهاوية، كان هذا هو حال خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي تحدث فيها بصلابة مستعيدًا دور مصر المحوري في القضايا العالمية والإقليمية، والذي غاب كثيرًا في عهد سابقه، وذلك في مقابل خطاب نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كان حديثه ضعيفًا خاويًا إلا من جعجعة تجاه (إسرائيل).
الخطابان اللذان ألقاهما (مرسي، ونجاد) أمام قادة العالم حظيا باهتمام دولى بالغ، خاصة خطاب الرئيس المصري الذي قام رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بإيقاف الجلسة احتراما له وترك المنصة ونزل خصيصًا لتحية مرسي بعد أن ألقى كلمته، في موقف يدل على تقدير قادة العالم لمصر ورئيسها المدني المنتخب.
وتحدث مرسي بوصفه أول رئيس منتخب لدولة عربية بقوة وصلابة عن معاناة الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تقديمه رؤية وخارطة طريق واضحة لكيفية التوصل إلى سلام في سوريا، وتأنيبه بشكل ضمني كل من (إسرائيل، وإيران)، بسبب مواقفهما من الأسلحة النووية.
واعتبرت صحف أمريكية أن خطاب مرسي كان بمثابة إعلان عن سعيه للقيام بدور كبير في الشرق الأوسط حيث تناول في كلمته جميع القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة، كما انتقد بناء المستوطنات (الإسرائيلية) على الأراضي الفلسطينية، وأدان الفيلم المسيء للرسول، ودعا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمشاركة في محاولة إنهاء ماوصفه بـالكارثة في سوريا، وإنهاء 40 عامًا من الديكتاتورية مطالبًا الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.
وبحسب خبراء فقد أوضح مرسي في كلمته خطوط السياسة الداخلية والخارجية أمام زعماء العالم، وكان هذا بمثابة رسالة تطمين لمن تخوفوا من فكرة وصول رئيس ذو مرجعية إسلامية، وخاصة (إسرائيل) رغم أنه لم ينطق باسمها في خطابه على غرار خطاباته السابقة.
في المقابل تحدث الرئيس نجاد، في ثامن وربما آخر ظهور له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حديثا -فارغا- حول ما سماه (بنظام عالمي جديد) غابت عنه الحيوية والزخم، وأخذ يكيل الاتهامات للغرب و(إسرائيل) بـ(ترهيب) بلاده بواسطة الأسلحة النووية، وتحدث عن تهديد ما وصفهم بـ"الصهاينة الهمج، والجهلة".
وعزت مجلة التايم الأمريكية ذلك التحول في خطابات نجاد إلى أن -الرئيس الإيراني بات أشبه بـ(البطة العرجاء)-، مشيرة إلى أن الفترة الرئاسية الثانية لنجاد ستنتهى العام المقبل، ولا يحق له أن يتولى فترة ثالثة، فضلاً عن الخلافات التى باتت تشق طريقها بينه وبين القوى المعارضة في بلاده، والتى ضاقت ذرعًا من أسلوبه الاستعراضي.
ولفتت المجلة إلى أن تحدي نجاد الصارخ للعقوبات الدولية المفروضة على بلاده، على خلفية برنامجها النووي، تسبب في وقوع أزمات ومصادمات سياسية في الداخل حاصرت الرئيس الإيراني طيلة أشهر.
وبينما شدد مرسي في خطابه على سوريا وضرورة التخلص من الديكتاتور، تجاهل نجاد في خطابه الهزيل الأزمة السورية وكيف له ذلك وهو متورط بشكل فج مع حليفه بشار الأسد في قتل وذبح الشعب السوري، ونشر المشروع العلوي ليستحق عن جدارة أن يسقط في الهاوية.
إيمان الشرقاوي
- التصنيف:
- المصدر: