فقاعة حزب الله في (إسرائيل)
منذ 2012-10-22
إن حزب الله يعيش أزمة شديدة تعرض كيانه للزوال كليا، فالنظام السوري الذي يترنح الآن لم يعد قادرا على دعمه أو التركيز لما يجري في الساحة السياسية اللبنانية، الذي كان يمسك بخيوطها لسنوات طويلة وكان يدفع حزب الله وأنصاره إلى الأمام وأعطاهم أكثر بكثير من شعبيتهم على الأرض.
قبل سنوات قام تنظيم حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظامين الإيراني والسوري بعملية عسكرية خطف فيها جنديين صهيونيين مما أدى إلى حرب شعواء ضد لبنان، استخدم فيها الكيان الصهيوني عتاده الحديث لتدمير البنية التحتية للبنان وقتل وشرد الآلاف، وخرج حزب الله واهما العالم بأنه انتصر في حربه، ثم تراجع ووافق على نشر قوات دولية على الحدود مع بقاء منطقة شبعا محتلة واحتفاظ حزب الله بسلاحه بحجة مواجهه العدوان الصهيوني، والآن ومع تعرض نظام الأسد لضغوط من الداخل والخارج وكثافة هجمات المقاومة ضده وتصاعد خسائره، واجتماع الشرق والغرب على ضرورة تنحيه عن السلطة، وتورط حزب الله في دعمه بالأقوال والأفعال، حتى أنه أرسل عددا كبيرا من عناصره للوقوف معه وقتل الشعب السوري الثائر على حكم الأسد والمطالب بحريته..
وعندما انتشرت الأخبار عن قتل عدد من عناصر الحزب على أيدي المقاومة السورية وأسر البعض الآخر ونشر فيديوهات تؤكد ذلك وإرسال جثث لقادة في الحزب لدفنها في لبنان دون التصريح بمكان قتلهم، ومع تزايد المطالبات داخل لبنان بنزع سلاح حزب الله الذي لم يعد يقاوم إسرائيل، بل يقاوم للدفاع عن سوريا وإيران داخل وخارج لبنان، ووسط انهيار شعبية الحزب في الداخل والخارج وفضح نواياه الحقيقية الطائفية، وانهيار الاقتصاد الإيراني بسبب العقوات الغربية والمخاوف من اندلاع ثورة شعبية على (حكم الملالي)، أضف إلى ذلك الكشف عن وثائق تؤكد مسؤولية مخابرات الأسد وحلفائها في لبنان عن عمليات اغتيال لمعارضين وهو الملف الذي زاد اشتعال الصراع السياسي الطائفي في لبنان، وكان الحديث يدور سابقا عن اتهامات وقرائن، أما الآن وبعد ظهور وثائق فالأمر مرشح للتصعيد..
هنا تحرك (المغوار) نصرالله لكي يتذكر بعد نسيان طويل أن هناك عدوا هناك في الجنوب يحتل جزءا من أراضي لبنان يدعى (إسرائيل) فأرسل طائرة استطلاع إيرانية بدون طيار -للتجسس على المواقع الأمنية الحساسة- كما يدعي زعيم الحزب حسن نصرالله عندما خرج متباهيا ليصرف الأنظار عن الورطة التي ألبسته الخزي والعار بمساعدته لمجرم حرب سوريا الذي يذبح شعبه ليل نهار..
إن حزب الله يعيش أزمة شديدة تعرض كيانه للزوال كليا، فالنظام السوري الذي يترنح الآن لم يعد قادرا على دعمه أو التركيز لما يجري في الساحة السياسية اللبنانية، الذي كان يمسك بخيوطها لسنوات طويلة وكان يدفع حزب الله وأنصاره إلى الأمام وأعطاهم أكثر بكثير من شعبيتهم على الأرض، كما أن إيران تعيش على شفا انهيار اقتصادي بعد تدهور عملتها ووجود صراع سياسي بين أجنحتها وحزب الله يجد نفسه مضطرا لإنقاذ الاثنين معا ليحافظ على وجوده..
حزب الله فضح نفسه تماما في هذا التوقيت الذي إن دل على شيء فإنما يدل على أن حزب الله فقد ترمومتره السياسي، ومصداقيته التي كان يراهن عليها بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل؛ فالكيان الصهيوني ضرب بقوة العديد من الأهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واخترق مرارا الأجواء اللبنانية دون أن يتحرك حزب الله أو يضرب رصاصة واحدة في اتجاهه، والآن يرسل طائرة استطلاع بل ويصرح علانية أنها إيرانية الصنع تم جمعها في لبنان..
في الوقت الذي تُتهم فيه طهران بتسليح الشيعة في عدد من الدول العربية ودعمهم للقيام باضطرابات ضد الأنظمة الحاكمة يأتي أحد أوليائها ليؤكد ذلك ضمنا، طبعا هو لا يهدف لذلك من وراء تصريحه ولكن يهدف إلى الإعلان عن دعم إيران لما يسميه: "المقاومة" ولكنه لم يخبرنا -فض فوه- لماذا قل دعم إيران للمقاومة الحقيقية في فلسطين بعد مواقفها الأخيرة من نظام الأسد كما صرح خالد مشعل؟ ولماذا يعد الدعم الإيراني لحزب الله أضعاف أضعاف الدعم لحماس وغيرها، وهم من يعيشون على خط النار ويعانون الأمرين؟
المتاجرة بالصراع مع إسرائيل ورقة تاريخية استخدمتها العديد من الأنظمة العربية ومنها النظام السوري الذي ترك أراضيه محتلة منذ عام 1967 حتى الآن، وأخذ يتباهى بأنه: (يحتضن قادة المقاومة الفلسطينية على أراضيه) حبا في المقاومة وبغضا لإسرائيل، وها هو حزب الله يمارس نفس الدجل مصاحبا بصخب إعلامي مبالغ فيه لصرف الأنظار عن صفقاته المشبوهة.
خالد مصطفى
- التصنيف:
- المصدر: