عيد عالمنا الإسلامي
آلام، لكنها بالفعل كما يقول د.العمر، هي "محاضن الآمال"؛ فالسهم الإسلامي قد غادر القوس كطلقة، وها هو الربيع العربي قد صار إسلامياً بجدارة، وما تطيره الأنباء من مصر وتونس وليبيا يحمل مبشرات الخير.. "والله غالب على أمره" برغم كل ما نألم له فإننا نرى المؤشر صاعداً، والأمة كلها إلى ارتفاع..
أطلَّ العيد، والمسلمون في العالم بين فرحة وابتلاء، إخفاق هنا ونجاح هناك، محنة تارة، ومنحة أخرى..
الجديد كما نلمحه في أعيادنا الأخيرة أننا لم نعدّ محلّ الهزيمة والابتلاء والاستضعاف والاستعباد.. لقد صحت أُمّتنا وتلك بشرى للمؤمنين..
في عيد الأضحى، رمز التضحية والفداء، تبذل أمتنا من دمها وأرواحها فداء لدينها.. الجديد، لم نعد نذبح كالخراف، بل نرتقي شهداء، نعبِّد الطريق، ونحمل المشاعل..
يؤلمنا في العيد ما أعلنته منظمة هيومان رايتس ووتش عن كشف الأقمار الصناعية لتحوّل تجمع سكاني للمسلمين في ميانمار إلي رماد، حيث يُحيط الغموض بمصير آلاف من المسلمين حوّلت الحرائق مساكنهم خلال أسبوع من الاعتداءات في غرب مينمار إلى رماد، وسوت أكثر من 811 من المباني ومنازل القوارب بالأرض في كياوكبيو في 24 أكتوبر مما أجبر كثيرين من الروهينجيا على النزوح شمالاً بطريق البحر إلى سيتوي عاصمة الولاية.
أمرٌ شديد الألم مع إطلالة العيد، ومثله التفجيرات المستهدفة للسُنّة في العراق، والاعتداءات في أفغانستان..
والجريمة العظمى التي ترتكب بحق أهلنا في سوريا، إذ شَهد اليوم الأول من الهدنة نحو مائة اختراق من نظام بشار الأسد، وعادت المجازر إلى الحصول مع تباشير الأضحى..
هذا كله صحيح، لكننا في المقابل نجد تتويجاً لجهاد طويل في الفلبين، توج بحكم ذاتي للمسلمين مزمع إثر توقيع الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية على اتفاق سلام، بالعاصمة الماليزية جاكرتا، ينهي 34 عاماً من الصراع من أجل استقلال إقليم "مينداناو" الذي تقطنه أغلبية مسلمة، والذي أدرك المسلمون في الأخير صعوبة تحقيق هذا الهدف فاكتفوا بإنجاز الممكن والمتاح، وهو ليس قليلاً بطبيعة الحال مع النظر إلى تعقيد قضايا الأقليات عموماً..
المَسلك نفسه فعله الأوجادينيون، ويشهدون الآن نوعاً من الاستقرار في الإقليم الصومالي المُحتلّ من قبل إثيوبيا إلى أجل، حين تتغير قواعد اللعبة ويصبح المطالبة بسقف طموحات المسلمين أكثر إتاحية.
وفي إثيوبيا نفسها؛ فإثر صلاة العيد تجمّع مئات الآلاف من المسلمين احتجاجاً على سياسات الحكومة القاضية بفرض تعاليم وأفكار فرقة الأحباش الضالة على المسلمين في التعليم وغيره.. رفعوا "الكارت الأصفر"، إنه إنذار لحكومة أديس أبابا ستتلقّاه باهتمام، وإن لم تفعل فإن مسلمي إثيوبيا قد بدؤوا يدركون مكامن قوتهم ويستلهمون نموذج الربيع العربي، ويرفضون فكرة الاستعباد وفرض القرارات بالقوة عليهم..
إنها صحوة.. حتى في قضية المسلمين الكبرى الآن، نعني سوريا الشام؛ فإن معنى قبول الهدنة من النظام المجرم في دمشق معناه أنه يفهم جيداً حجم المأزق الذي يحياه؛ فمع سقوط كل شهيد مدني يخطو المسلحون الأحرار خطوة للأمام في اتجاه دمشق، ويتحرّر شبرٌ جديد من أرض الشام الغالية على المسلمين..
آلام؛ لكنها بالفعل كما يقول د.العمر، هي "محاضن الآمال"؛ فالسهم الإسلامي قد غادر القوس كطلقة، وها هو الربيع العربي قد صار إسلامياً بجدارة، وما تطيره الأنباء من مصر وتونس وليبيا يحمل مبشرات الخير.. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ....} [يوسف:21].
برغم كل ما نألم له فإننا نرى المؤشر صاعداً، والأُمّة كلها إلى ارتفاع..
11/12/1433 هـ
- التصنيف:
- المصدر: