سمية العصر
| ياطيفَ فاطمةَ الرزانِ سلامُ | يبكي عليك الطُهرُ والإسلام ُ | |
| يا درّة الأخلاقِ، يا نعش الندىُ | تفديكِ منّا الروحُ والأجسامُ | |
| الصَبرُ في جَنْبِ العقيدةِ بلسمٌُ | والجرحُ دون حياضها يلتامُ | |
| ولقد يموتُ الخائبون على الهوىُ | ومصارعُ الهِمَمِ الجِسامِ جسامُ | |
| ها قد وُلدتِ من البلاءِ زكيّةًُ | إن البلاءَ طهارةٌ ووسامُ | |
| أضحى هُتافُكِ يقظةً دينيةًُ | فأُولو الصبابةِ سُجّدٌ و قيامُ | |
| وكأنَّ صوتَكِ نفثةٌ روحيّةٌُ | تُحيي عظامَ المجدِ وهي رِمامُ | |
| سالتْ بأوردةِ الإباءِ فحُطِّمَتُْ | هامُ الضلالِ، وزُلْزلتْ أقدامُ | |
| أسميّةَ العصرِ انتصرتِ، وإنماُ | عُمْرُ الذين تجبّروا أيامُ | |
| جسدُ المجاهدِ للشظيّةِ واللَّظىُ | وجسومُنا لقذى القبورِ طعامُ | |
| والقيدُ والسجنُ المؤجَجُ رفعةٌ | فكلاهما لكِ حليةٌ و مقامُ | |
| وكتابُكِ الدامي بشارةُ نفرةٍُ | فكأن سَبْكَ حروفِهِ ألغامُ | |
| ودموعكِ الحمراءُ موجٌ عاصفٌُ | ونشيجُ صدرِكِ ثورةٌ وضِرامُ | |
| ودعاؤكِ المبحوحِ في غسقِ الدُّجىُ | فوقَ العدوِ صواعقٌ و سهامُ | |
| هي أمّةٌ سقطت مبادئُها، وقدُْ | أذِنَتْ بوَشْكِ هلاكِها الأيامُة | |
| جاءوا بثوب الكبرياء كأنهمُ | زُمُرُ الملائكِ والشعوبُ سوامُ!! | |
| خرجوا رئاء الناسِ، حلفاً أبتراُ | فهووا بوثبات الجهادِ وهاموا | |
| جاءوا لتحرير العبادِ من الهدى!! | وهمُ عبيدُ الشهوةِ الأقزامُ | |
| جاءوا لتحقيق العدالةِ والرَّخا!!ُ | وعلى يديهم تُنقضُ الأحكام!! | |
| جاءوا -فواعجبي- لحقنِ دمائنا!!ُ | فجَرَتْ بها الأغوارُ والآكامُ!! | |
| وأتوا لإطلاقِ القيود فأُصمِتَتُْ | فكأن يومَ أبي غريبٍ عامُ!! | |
| علموا بأنّكِ في عفافِكِ آيةٌُ | جُلّى، يُضامُ الدينُ حينَ تُضامُ | |
| ففضَحْتِ مبدأهم، ودُسْتِ قناعَهمُ | حتى اشمأزّتْ منهمُ الأنعامُ | |
| وأقمتِ في دربِ الكرامةِ والفداُ | جيلاً عن الثارات ليسَ ينامُ | |
| في كلِّ رابيةٍ تَرَصّدُ ضيغمٍُ | وبكلِّ فج ٍّ هجمةٌ وقَتامُ | |
| ورحلتِ والتأريخُ صاغكِ قدوةًُ | يرنو لها الصوّامُ و القُوّام ُ | |
| والمسكُ يعبقُ من دمائكِ عاطراًُ | وعليكِ من شجنِ القلوب زحامُ | |
| وقفتْ تُشيّعكِ المحاجرُ والحشاُ | فكأن نعشكِ في السماءِ غمامُ | |
| والمرجفونُ تلفّعوا رُقعَ الونىُ | وكساكِ فينا الصبرُ والإقدامُ | |
| أرأيتِ وجهَ الكفرِ فظّاً حينماُ | يُهجا التُّقى، وتُقدّسُ الآثامُ !! | |
| أرأيتِ كيف الأرض يُسرقُ خيرُهاُ | والطفلُ يوءدُ والقتيلُ يُلامُ | |
| أرأيتِ كيف العرض يُهتكُ جهرةًُ | والجُرمُ عُرفٌ واللصوصُ كرامُ!! | |
| أرأيتِ حين تعطّلت خيلُ الفِداُ | كيف استطال البغيُ والإجرامُ!! | |
| أرأيتِ قطعان النِّفاق تقاطرتُ | وعمائمَ "الآياتِ" كيف تُسَامُ!! | |
| يا أمتي لن تبْلُغي قممَ العُلاُ | إلا بشرعِ اللهِ حينَ يُقامُ | |
| هذي شعوبُكِ في العراءِ طريدةًُ | يتضورونَ، كأنهمْ أيتامُ | |
| أسفي على أنّات ألفِ عفيفةٍُ | والكونُ ينصتُ والمُنى أوهامُ!! | |
| أسفي على صرخاتهنّ ولم يُجبُْ | إلاّ الصدى واللهوُ والأنغامُ!! | |
| أسفي على عرضٍ تدنّسَ طُهرهُُ | وتمزّقتْ عن نوره الأكمامُ | |
| أسفي على هارونَ فوقَ جوادِهُِ | وعُرى السياسةِ مصحفٌ وحُسامُ | |
| يتراعدُ النقفورُ من عزماتِهُِ | والهندُ تشمخُ عزّةً والشامُ | |
| أسفي على المجدِ الذي دالتْ بهُ | بعد التلاحمِ فُرْقةٌ و خِصامُ | |
| في ذمّة الرَّحمن آسية الرِّضاُ | فبطيبِ ذكركِ طابتْ الأقلام ُ | |
| في ذمة الله الفؤادُ وأعظمٌُ | وحشا بكل فضيلةٍ مُلْتامُ | |
| وترابها في الكرخِ روضٌ عابقُُ | بردٌ على جُثمانها وسلامُ | |
| سيظلُ صوتُكِ للزمانِ، كأنماُ | نادى بلالٌ فانتخى الضرغامُ | |
| فترقّبي ميلادَ فَجْرِكِ، إنماُ | هذا المخاضُ ودونه الآلامُ | |
| كم فارسٍ هزَّ الوجودَ بموتهُِ | لتقومَ مِنْ أشلائِهِ أقوامُُ!! | 
- التصنيف:
 
                            