وا حسرتاه على الصفوة

منذ 2012-11-17

أصاب رأسي الثقل الشديد فأصبحت أغمض عيني وأفتحها وأحرك أصبعي في أذني؛ حدث كل هذا من جراء ذلك الخبر عندما جاءني صوت المذياع بحكم البراءة على متهمين موقعة الجمل..


أصاب رأسي الثقل الشديد فأصبحت أغمض عيني وأفتحها وأحرك أصبعي في أذني؛ حدث كل هذا من جراء ذلك الخبر عندما جاءني صوت المذياع بحكم البراءة على متهمين موقعة الجمل.

أسندت رأسي إلي الكرسي الذي كنت أجلس عليه من هول المفاجأة ودارت بها تساؤلات عديدة سريعة جدا حتى ظننت أن عقلي كاد أن يتوقف من سرعته.

الأسئلة التي يطرحها عليّ ولم أجد لها إجابة .. بداية هل أنا في حلم؟؟!

هل ما أسمعه حقيقة واضحة؟ هل حكم بالبراءة؟

ثم جاء دور السؤال التالي:

هل وقعت فعلا موقعة الجمل؟ هل هناك موقعة بهذا الاسم؟؟...

عادت ذاكرتي إلى الوراء حيث( حرب علي ومعاوية رضي الله عنهما ) ثم فكرت قليلا، وتريثت وأيقنت أنها البراءة فعلا وأنه.. لا شهداء و...لا ثورة ولا ...شهر يسمى يناير...فالأمر أصبح لا يخص هذه الموقعة أو غيرها بل أمورنا كلها أصبحت تشبه تلك المعركة التي حدثت ولم تحدث.

أردنا جميعا أن نتناسى ذلك بل وأصبحت ردود أفعالنا من سيئة إلى أسوأ كنا وسنظل نبحث عن مطامعنا وعن أن نختلف لنُعرف ونتواجد ولن نختلف لكي نكون أفضل وأصلح....

فتباينت ردود أفعال الصفوة ...( وااااه حسرتاه عليها من صفوة) .... نجد أن أولهم يريد المنصب فقط وثانيهم يقضي وقته على تويتر وثالثهم يتاقضى الآلاف للظهور في الفضائيات للتشهير بهذا أو ذاك..و..و..إلخ.

ألم يشعر هؤلاء جميعا بنا نحن الشعب الفقير؟!

نحن الذين ضاع منا شهداء في كل المواقع حتى في نزاعاتهم ...سقطنا فيما تسمى بثورة يناير، وأظنها لم تحدث وسقطنا في"محمد محمود" وسقطنا أبرياء في بورسعيد وسقطنا مدافعين مغرر بنا في رفح

وها نحن نسقط كل يوم أمام ضحل العيش الذي نعيش فيه.

عفوا أيها السادة جميعا

انتهى زمنكم معنا ...انتهى زمن أن تقولوا أنتم ونسمع ....انتهى زمن أن توجهوننا ...انتهى زمن سمعكم وطاعتكم

كل هذا انتهى...

الكلام لكل السادة ومن سمو أنفسهم بالصفوة الذين لا يريدون خيرا لبلادنا بل كلهم يبحث عن ذاته عن تحقيق مأرب في نفسه وصرنا جميعنا ندافع عن الباطل وخلطناه بالحق.

كل يوم تتساقط أقنعتكم لتظهروا على حقيقتكم مجردين ومحملين بثياب الخزي والعار، ولم ولن يعجبكم شيء ..

ولماذا نريد جميعنا أن نولي وجوهنا إلى شعبنا ؟؟؟

هل يستحق هذا الشعب الضعيف -الذي لم يختار أحدا ولكنه اختار لقمة العيش- هل يستحق من الجميع هذا؟؟

هل أصبح الحصول على الأمن والحب والتفاهم والإخاء والمساواة حلم بعيد المنال؟ هل يحتاج إلى جهد فردي؟

أم أنه لا بد وأن يكون نتاج لعمل مشترك بين كل الذين يدعون محبة هذا الوطن؟

عفوا سادتنا انظروا إلينا فالوقت يمر وساعاتكم بيننا قليلة، فاتركوا لأنفسكم شيء يذكركم به التاريخ .....


محمد رمضان

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 19
  • 0
  • 1,163

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً