إلى ولاة الأمور والسدنة والكهان.. السكوت في موضع الحاجة بيان

منذ 2005-05-22
قال الله تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا } [البقرة:200] ، فجعل انتصار المرء لحظ نفسه وأبيه وعشيرته حداً أدنى لا يقل عنه ذكره وانتصاره لأمر الله عز وجل ولله تعالى المثل الأعلى، فمن كان انتصاره لنفسه أو لأبيه أو لقومه أشد من انتصاره لله تعالى ولأمر الله تعالى فقد باء بالخسران المبين، وخرج عن زمرة العقلاء إلى زريبة البهائم إن أُطعمت سكتت وأن جاعت هاجت، ليس لها وراء ذلك من غاية، فلا ترفع بالحق صوتاً ولا تأخذ على الباطل بيد، ولكن لا غرابة في ذلك فهذه إنما هي بهائم إن عقلها أصحابها لم تدر فيما أُعقلت، وإن أرسلها أصحابها لم تدرِ فيما أُرسلت، فالخزي كل الخزي والعار كل العار أن يتحول الإنسان إلى تلك البهيمة البكماء الصماء لا ترفع رأساً ولا صوتاً إلا لحاجة بطنها وفرجها ليس إلا...

فإذا علمت ما تقدم وتأملت أحوالاً من انتصار ما يسمى حكومات الدول الإسلامية لحظوظ أنفسها عندما "تنتهك" دولة من الدول حرمة رمزٍ من رموزها السامية أو تتجرأ على الذات السامية لرأس الأمر فيها، فإذا بهذه الدولة تثور وتفور وتضطرب وتمور؛ استدعاء للسفراء وقطع للعلاقات وطلبات الاعتذار وشن الهجوم الكلامي والتهديد بالحرب والحصار، قطع للعلاقات الدبلوماسية وتهديد بالانسحاب من المعاهدات الرسمية، فلا يهدأ لهذه الحكومة المعتدى عليها بال حتى يعاد الاعتبار للذات السامية التي تُكُلِّم فيها بالاعتذار والبيانات والتصريحات التي تمجد تلك الذات وتسبح بحمدها، وإذا بأقلام الأمة وأصحاب المنابر ومشايخ السلطة وعلماء التدجين يحشدون كل آيات الطاعة العمياء لولي الأمر انتصاراً لذاته العظيمة التي تجرأت يد الحقد الآثمة بالتطاول عليها، ولو أن الأمر كان بهذا القدر حداً أدنى لا يقل انتصار حكومات المسلمين لدين الله تعالى عنه لكان حسناً، ولكن تأمل مدى الخزي والعار عندما تتفجر صدور القيح الصليبي عن نتن تشمئز منه النفوس والفطر السليمة فتتطاول على كتاب الله عز وجل وتدنسه فيما تحسب خابوا وخسئوا فهو رغم أنف كل حقيرٍ كتابٌ مكنونٌ مطهرٌ محفوظ، فإذا تطاير الخبر وعلمت به الناس في أقاصي المعمورة وتحركت بعض القلوب الغيورة من العامة والدهماء تتفجر غضباً لكتاب ربها، تأملت عند ذاك منتظراً زمجرة الحكومات المسلمة ومتربصاً كم من السفارات ستغلق، وكم من العلاقات الدبلوماسية ستقطع، وكم من الجيوش ستستنفر، وكم من الدول المسلمة ستقطع إمداداتها النفطية وثرواتها الطبيعية وعلاقاتها الثقافية وتعاوناتها الأمنية مع رأس الصليبية الحقود، وإذا بالانتظار يطول، وإذا بالناطقين الرسميين للحكومات صمٌ بكمٌ لا يعقلون، وإذا بمنابر الجمعة خافتة هزيلة مشغولة بالتمجيد والتقديس لغير رب العالمين، وإذا بالعلماء والمفتين مشغولون بالإنكار على من لم ينساقوا في الطاعة العمياء لولاة الأمر المعطلين لحكم رب السماء، وإذا بحشود الفتوى التي تشن بها الغارة على الشعوب المسلمة المغلوبة تتراجع وتتخافت وتضمحل أمام جريمة الكفر التي تتفطر لها السموات وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، اللهم إلا بعض البيانات الفردية المتفلتة من سراديب التدجين ومصانع الفتوى الرسمية، ولكن أين العجب...

أين العجب من كل هذا، ونحن أول من دنس المصحف الشريف عندما طرحناه جانباً وتحاكمنا إلى شريعة الغاب وقانون العلمانية والكفر، وأين العجب ونحن الذين عطلنا حكم كتاب الله ووضعنا الحدود جانباً وأخذنا نزحف على إستانا متمتمين بحقوق الإنسان وهمجية حدود القرآن (حاشاه)، وأين العجب ونحن الذين ما رضينا حكم الله وحكم رسوله الذي نطق به القرآن فإذا بنا نجد في صدورنا حاجة مما قضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأين العجب ونحن الذين جعلنا القرآن عضين نحذف من مناهجنا آيات البراء والجهاد ونكرر مراراً وتكراراً ما تشابه من الذكر الحكيم عساه يسعف مواقف المنافقين المنبطحين تحت أقدام الشياطين، أين العجب...

يقول أهل القرار وولاة الأمور نحن لا نستطيع مجابهة دول الكفر والطغيان، ونقول حسناً لا نريد منكم إلا أن تنتصروا لكتاب الله بمثل ما تنتصرون به لأنفسكم وهو بقدرتكم وباستطاعتكم وقد فعلتموه قريباً ولا تزالون، فإن لم تفعلوا وأنتم عليه قادرون فذلك منكم بيان بأنكم بفعل أعداء الله راضون، فالسكوت في موضع الحاجة بيان، والحاجة متمحضة ملحَّة، والبيان الهزيل الذين صدر عن بعضكم على خجل لا يرقى إلى مستوى أفعالكم وبطولاتكم حين تنتصرون لأنفسكم وذواتكم السامية، فإما أن تنتصروا الساعة لكتاب الله تعالى ونحن حينها لكم جندٌ مطيعون نمضي في هذا الأمر حتى تنقطع سالفتنا أو ننتصر لكتاب الله، وإما أن نخلع لكم من رقابنا كل شبهة ولاء أو طاعة أو بيعة أو ما شاء علماؤكم ومفتوكم من مصطلحات التدجين هذه حتى يفتح الله تعالى بيننا وبينكم وهو خير الفاتحين، إذ قد علمنا من صمتكم القاتل أنكم لستم بشيء، ولن نبرح داعين إلى الله تعالى مبتهلين : اللهم أعز أولياءك وأظهرهم وأذل أعداءك واطمسهم في غير فتنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما أولئك القردة والخنازير الذين سولت لهم أنفسهم الحقيرة الاجتراء على كتاب الله فإن كتاب الله في صدورنا في صدور مليار مسلم يسفكون دماءهم دفعةً واحدة في سبيل الله ولا يأبهون، فأنى لكم أن تنالوا من كتاب الله شيئاً ...

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
Editorial notes: (وليس معنى ذلك خلو الأمة من العلماء الربانيين , وإنما هم موجودون , نسأل الله تعالى أن يمكنهم من قيادة الأمة إلى بر النجاة )
المصدر: موقع صيد الفوائد
  • 4
  • 1
  • 14,003
  • ahmed ibrahem

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم و رحمه الله و بركاته بارك الله فيكم و عليكم يا خيره شباب الاسلام انكم مكنتونى من تحميل سورم الرحمن التى كنت اريد تحميلها اشكركم على ذلك الموقع البناء و اعدكم بان اكون من الذوار المستديمين و ارجو منكم طرح موضوع فى غايه الاهمبه للشباب و هو موضوع العاده السريه انه موضوع شائك ولكن لا حياء فى الدين ارجوكم طرح الاتى حكم الشرع فى العاده السريه و اضرارها الجسمانيه و كيفيه الاقلاع عنها نحن يا رجال الاسلام نريد مواجه الفساد و ماحربه العاده السريه و ارجو منكم الاهتمام و لو ارسلتم اليه بريد الكترونى حكون فى غايه الغاده و السلام عليكم [[لم يعجبني:]] لا شئ يا خيره شباب المه انا كنت فى غايه الاده عندما رائيت هذا الموقع احسست ان الاسلام بخير
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] الله يكرمك من فضله اخى الكريم مقالك والله فى محلة وهذا حالنا [[لم يعجبني:]] ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ان لله وان اليه راجعون
  • المقهور

      منذ
    [[أعجبني:]] الأخ وسيم حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن أعداء الله من الصليبين واليهود والمشركين والعلمانيين إنما يتطاولون على ورق المصحف الشريف أما غالبيتنا نحن من ننتمي إلى الإسلام ونسمى بالمسلمين أقول غالبيتنااتخذنا كتاب الله ظهريالا نحكمه في أمر لايوافق فيه هوانا ولا نقيم أحكامه إلا بما يوافق هوانا وبهذا وأعوذ بمنزل القرآن فقد قارب حال معظم المسلمين أن يؤلهواهواهم لي قريب قاطع أخاه منذ سنوات طويلة وأرغم أولاده أن يقاطعوا أولاد أخيه وذلك لخلاف على إرث ، والأخوان يسكنان في عمارة واحدة ، ولهما جار نصراني أحدهما أرسل في عيد الأضحى الماضي قطعة من لحم أضحيته لجاره النصراني وكنت أعلم أنه لم يرسل لأخيه مثل ذلك ورغم علمي سألته : هل أرسلتم لحما إلى بيت فلان؟؟ فرمقني بغضب وقال ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل بيتك إلا مؤمن ولا يأكل طعامك إلا تقي ؟ فقلت : وهل جارك النصراني مؤمن وتقي ؟ فاستشاط غضبا وصاح : هو خير من ذلك المنافق الذي تدافع عنه أين نحن وإلى أين نسير؟؟؟ اللهم إنا نسألك اللطف فلو أنزلنا كتاب ربنا منزلته اللائقة به في حياتنا لما تجرأ أشر طغاة الأرض على التعرض له أو لنا ولكن وكما قال ألشهيد السعيد سيد: من يأبى أن يكون عبا لله يجعله الله تعالى عبدا لأحط عبيده جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم مع أخلص دعواتي لكم بخير الدارين المقهور
  • Sayad

      منذ
    [[أعجبني:]] It expreesses what is in the heart and the behaves of of ARAB GOVERNMENTS
  • براء

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهجة الصادقة نحسبه والله حسيبه والله لو وجد قلة أمثال هؤلاء الرجال لإنتصر المسلمون ولكننا مكبلون .

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً