شيعة العراق يذبحون الفلسطينيين.. ويزورون غزة لماذا؟!
لقد استغل (ملالي) إيران القضية الفلسطينية عبر سنين من حكمهم، ورفعوا شعارات يوم القدس العالمي، وادعوا ظلمًا وبهتانًا نصرة قضية فلسطين، كل هذا التطبيل والتزمير لتمرير مشروعها التبشيري بالدين الرافضي المغلف بنصرة المستضعفين الفلسطينيين.
هنالك مثل تستعمله العرب ألا وهو: "رفع قميص عثمان" لكل من يريد أن يمرر مشروعًا منكرًا لكن بشعار وراية حسنة ومقبولة! وهذا المثل (قميص عثمان) هو عين ما قاله علي رضي الله عنه للخوارج: "كلمة حق أريد بها باطل".
وقضية فلسطين في عصرنا الراهن يمكن تطبيق هذا المثل عليها، فقد تمت المتاجرة بها واستغلت إستغلالاً سيئًا للكثير ممن يريدون تنفيذ أجنداتهم من الماركسيين والقوميين، وأهل النفوذ من الرؤساء والوجهاء، وأصحاب الأحزاب المختلفة وآخرهم الشيعة!
لقد استغل (ملالي) إيران القضية الفلسطينية عبر سنين من حكمهم، ورفعوا شعارات يوم القدس العالمي، وادعوا ظلمًا وبهتانًا نصرة قضية فلسطين، وكثير من خطابات نجاد تتضمن تهديد (إسرائيل) وأنه سوف يزيلها من الخريطة، كما تتبجح إيران بدعم المنظمات الفلسطينية المقاومة، بل وعموم قضية فلسطين، كل هذا التطبيل والتزمير لتمرير مشروعها التبشيري بالدين الرافضي المغلف بنصرة المستضعفين الفلسطينيين.
وفي المقابل فإن جل المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين كانت على يد المليشيات التي تدعمها إيران، فعلى سبيل المثال: مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان كانت على يد حركة أمل، ومذابح فلسطيني العراق على يد جيش المهدي وفيلق بدر وقوات المالكي، ومذابح فلسطيني سوريا على يد حليفهم بشار، حيث قتل في سوريا حتى الآن قرابة 700 فلسطيني، لكن رغم كل هذه الجرائم تصر حكومة ملالي إيران على التمسح بقضية فلسطين وادعاء دعمها.
المفاجيء والجديد في الأمر والذي لم يكن أحد يتوقعه: هو دخول عراق الملالي الجديد على الخط في دعوى دعم القضية الفلسطينية، بالرغم من أن القاصي والداني قد اطلع على مجازر الحكومات الشيعية المتعاقبة بحق فلسطيني العراق حتى أصبح يضرب بها المثل.
فبعد الإعلان عن عقد مؤتمر لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، يعقد في بغداد برعاية الجامعة العربية، نشِرَ خبر عن توجه رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي [1]، إلى القاهرة هذا الأسبوع متوجهًا إلى قطاع غزة على رأس وفد برلماني كبير حاملا مساعدات مالية قيمتها مليونين ونصف المليون دولار.
وسيجتمع الوفد مع رئيس الحكومة المقالة في غزة (إسماعيل هنية) ويتفقد آثار العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له غزة، كما يزور جرحى ومصابي الاعتداءات، وقال مصدر برلماني: "إن الزيارة تهدف إلى التواصل مع الشعب الفلسطيني وإيصال رسالة إلى البرلمانات العربية؛ للتحرك وبشكل رسمي للوقوف مع الشعب الفلسطيني" -موقع إيلاف-، وخلال الحرب الأخيرة على غزة أعلن (مقتدى الصدر) عن فتح باب التطوع للقتال في غزة دفاعًا عن الشعب الفلسطيني!
ورب سائل يسأل: لمَ كل هذا الغزل لقضية ومأساة فلسطين من قبل شيعة العراق، الملطخة أيديهم بدماء إخواننا وأهلنا فلسطيني العراق؟! أليس الأولى بهم نصرة الفلسطينين الذين هم تحت كنفهم ومقيمين في أرضهم؟
لقد لاقى فلسطينيو العراق أبشع المجازر منذ احتلال العراق على يد الأمريكان، فقد كان يُخطفْ شبابهم وتمزق وتحرق أجسادهم، ويهجرون من بيوتهم، ويقصف مجمع البلديات الذي يعد أكبر مجمع للفسطينيين في العراق بالهاونات من قبل المناطق الشيعية المجاورة، ويهاجم جامع القدس في مجمع البلديات من قبل المليشيات والقوات الحكومية، حتى اعتقل وهُجرَ مُعظمْ خطباء هذا المسجد وأئمته، وبعد أن كان يعج بالمصلين الفلسطينين صار لا يرتاده إلا القليل من كبار السن وغيرهم.
لقد كان محرمًا على الفلسطيني مراجعة أي مستشفى في بغداد؛ لأنه معرض للاختطاف ومن ثم تعذيبه حتى الموت من قبل ميلشيات الصدر التي كانت تسيطر على المستشفيات في ذلك الوقت، أما القوات الحكومية فكانت وما زالت تعتقل الفلسطينيين وتظهرهم على شاشات التلفاز على أنهم مجرمون وإرهابيون لكي يرفضهم المجتمع ويحاربهم، فصارت كلمة فلسطيني تعادل (إرهابي) عند شيعة العراق، كل هذا الاضطهاد كان نتيجته أن هجر معظم الفلسطينين في العراق إلى الشتات الجديد بعد معاناة أشد الظروف القاسية، وحصل ذلك بفعل اضطهاد شيعة العراق لهم ممثلة بالحكومة والمليشيات الطائفية. وكل ذلك موثق بالصورة والصوت والوئائق التي تثبت كل هذا الإجرام..، ومن شاء الاطلاع فليعود إلى موقع (فلسطينيو العراق) ليرى أبشع المجازر والتي يترفع عنها أكثر الناس سادية في هذا العالم.
كل هذا الزلزال الذي حارب به الشعوبيون الجدد في العراق كل ما ينتمي للعروبة، نجدهم الآن يتباكون على جراح غزة ويريدون مساعدة الأردن بالنفط المجاني، ويعقدون المؤتمرات لدعم الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال الصهيوني، في حين أن معتقلاتهم تغص بالأسرى الفلسطينين، ومن كافة الجنسيات العربية، وجل هؤلاء إما يكونوا أبرياء أو ممن قدم العراق لمقاتلة القوات الأمريكية، وفيهم من حُكِم بالإعدام وينتظر تنفيذه، بينما نرى أن هذه الحكومة الطائفية تفرج عن أعتى المجرمين مثل (قيس الخزعلي، والزاملي، ودقوق الذي ينتمي إلى حزب الله اللبناني).
لقد عرضت القناة العراقية في 16/ 5/2012 صورًا لأربعة معتقلين فلسطينين من مجمع البلديات وهم بحالة يرثى لها، والتهمة الموجهة إليهم هي: الإرهاب والتفجير، كما أن في شهر رمضان وحده تمت مداهة هذا المجمع قرابة 4 مرات وبصورة همجية، بينما تنعم الأحياء الشيعية المجاورة لهذا المجمع بالأمان.
لقد قتل في العراق بعد الاحتلال أكثر من 400 فلسطيني، وعذب قسم منهم بأبشع ما يتخيله المرء من الأساليب.
لم يكن أحد يتصور من حكومة العراق الطائفية برئاسة المالكي وزعماء المليشيات الشيعية الوصول إلى هذا الحد من الصفاقة، وفقدان الحياء والجرأة في أن يدعو نصرة قضايا فلسطين، وهم أكثر من حاربها وقتل أصحابها ولكن كما يقال: "عش رجبًا ترى عجبا".
فمن ضمن الوفد الذي زار غزة النائب عن التيار الصدري (بهاء الأعرجي) وهو المتهم بإرتكاب أفظع المجازر بحق سنة العراق، كما أنه ينتمي للتيار الصدري الذي ارتكب الفظائع بالفلسطينين، وهو أخو (حازم الأعرجي) صاحب المقولة الشهيرة عند تفجير مرقدي سامراء: "اقتلوا كل وهابي وبعثي نجس"، بعدها ارتكبت المجازر بأهل السنة ومنهم الفلسطينيون، حيث دخلت ميلشيات الصدر إلى جامع القدس في البلديات وكتبت على المحراب الموت للوهابية وهذا موثق بالصور، إذًا الوهابية الذين يقصدهم حازم الأعرجي هم فلسطينيو العراق مع إخوانهم أهل السنة.
إن هذا التحول المفاجيء خلفه الكثير من الأسباب، فالشيعة وخاصة بعد ما حدث في سوريا من ترنح وقرب سقوط أقوى أعمدتهم وهو النظام السوري يكونون قد فقدوا أهم حلفاء مشروعهم الصفوي، وأصبح أهل السنة على حدود لبنان والعراق أهم معاقل بقية الجوقة الشيعية، لذا كان لزامًا عليهم التحرك السريع لإزالة كل ما تعلق بشيعة العراق من أوساخ بشأن جرائمهم بحق الفلسطينيين خصوصًا وبقية العرب عمومًا، ولا توجد سوى قضية فلسطين (قميص عثمان) يمكن استعمالها للقيام بهذا الدور.
ثم هنالك سبب آخر وهو: عزم إيران على تعويض ما فقدته في سوريا عن طريق إنشاء قوة ممانعة ومقاومة أخرى تكون بديلاً عن النظام السوري، وإلا بماذا يفسر دعوى مقتدى الصدر جزار الفلسطينيين بالتطوع للدفاع عن غزة، لكن اللافت للنظر ما علاقة الشيعة بغزة، بل وبفلسطين وهذا (أحمدي نجاد) يكرم عالم شيعي يثبت من خلال أحد كتبه بأن المسجد الأقصى ليس بفلسطين. ومن أراد معرفة قيمة المسجد الأقصى عند الشيعة فليراجع كتاب: (الشيعة والمسجد الأقصى) من إصدارات (موقع الحقيقة).
فقد جاء في كتاب بحار الأنوار: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التي له الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، إليه أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت إن الناس يقولون إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه" (بحار الأنوار للمجلسي (22/90)، وجاء في تفسير الصافي (للفيض الكاشاني) في تفسير قول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} [الاسراء:1]. "أي إلى ملكوت المسجد الأقصى الذي هو في السَماءِ كما يظهر من الأخبار".
وعن قيمة الشام التي بها فلسطين في أدبيات الشيعة: "عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله: أهل الشام شر أم أهل الروم؟ فقال: إن الروم كفروا ولم يعادونا، وإن أهل الشام كفروا وعادونا" [2]، وعن أبي عبد الله: "أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة يكفرون بالله جهرة" [3].
ويقول المجلسي في كتابه ( بحار الانوار ص208 )عن أبي عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم قال: "لما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أمر معاويه وأنة في مائه ألف قال: "من أي القوم؟ قالوا: من أهل الشام، قال: لا تقولوا من أهل الشام، ولكن قولوا: من أهل الشوم، هم وأبناء مصر لعنوا علي لسان داود عليه السلام فجعل الله منهم القرده والخنازير".
هذه هي عقيدة القوم في أهل الشام وأن أفضل الشام هو بيت المقدس وإلا فليتبرأ الصدر وغيره من العمائم التي زارت غزة من هذه الروايات فضلا عن مجازرهم التي ارتكبوها بحق فلسطيني العراق. إذا كل فعلهم هذا وهو التمسح بقضية فلسطين وراءه أهداف شريرة ونفعية خالصة، أما موقفهم الحقيقي هو أننا أشر من الروم أي الأمريكان، بعبارة أخرى وهذا ما طبق حرفيًا حيث أنهم استقبلوا الأمريكان والبريطانيين الغزاة للعراق بالورود والرياحين والعصير والتحيات بينما موقفهم من فلسطيني العراق فهو القصف والحرق وتثقيب الأجساد بالدريل! فلا يُخدع إخواننا الفلسطينيين في غزة مرتين مرة: من قبل شيعة إيران، والمرة الثانية: من قبل شيعة العراق، فإن (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)، ويجب أن لا يكونوا سلعة للتجارة بيد كل خسيس ومتآمر.
وأقول لشيعة العراق: إن مياه البحر لن تطهركم من جرائمكم بحق فلسطين، وخاصة فلسطيني العراق فلا تتعبوا أنفسكم فإن الأمة قد لفظت أسيادكم ملالي طهران، فقد جئتم متأخرين وفاتكم القطار..
وأخيرًا لا نقول إلا بقول ربنا: {{C}إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال36].
ــــــــــــــــــ
[1] رئيس البرلمان سني لكنه لا يزور غزة بصفته السنية بل يمثل الأن دولة الشيعة في العراق علما أن من ضمن الوفد الكثير من البرلمانيين الشيعة .
[2] الكافي 2/301 كتاب الإيمان والكفر باب في صنوف أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة وأهل البلدان
[3] الكافي 2/301 كتاب الإيمان والكفر باب في صنوف أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة وأهل البلدان.
عبد الملك الشامي
- التصنيف: