لا لغزو اللئام بلاد الشام

منذ 2012-12-10

الناشطون اختاروا لمظاهرات يوم الجمعة الماضي اسم: لا لقوات السلام في بلاد الشام!! ولعل حديثهم عنها باسمها المخادع ( قوات حفظ السلام) ليس نتيجة انطلاء اللعبة عليهم بدليل رفضهم هذه الخطة الصهيونية التي حملها الأخضر الإبراهيمي..


بينما الائتلاف الوطني مشغول بالتوصل إلى طريقة لتسويق انخراطه –عرف أم لم يعرف-في مؤامرة الأمم على الثورة السورية النبيلة، جاءت المفاجأة من الشارع السوري الداخلي الذي ما زال يدهش الجميع بارتفاع مستوى وعيه وقدرته على قراءة الخبايا ما بين السطور. فالناشطون اختاروا لمظاهرات يوم الجمعة الماضي اسم: لا لقوات السلام في بلاد الشام!! ولعل حديثهم عنها باسمها المخادع ( قوات حفظ السلام) ليس نتيجة انطلاء اللعبة عليهم بدليل رفضهم هذه الخطة الصهيونية التي حملها الأخضر الإبراهيمي في ثنايا ما يحمله من أسفار في أسفاره، ثم أراد المخرجون وراء المهزلة إقناعنا أن هذا الممثل التائه الباحث عن سوء الخاتمة، تمكن أخيراً من اقتياد لافروف وكلنتون ليختليا في دبلن والإبراهيمي ثالثهما، للتوصل إلى حل عبقري –يسميه هو: خلاقاً، أستغفر الله- للأزمة السورية. والحل السحري السري المفضوح : إدخال قوات حفظ سلام على سوريا!! وقد ترك المهرجون الكبار في واشنطن تركوا للكهنة الصغار ترف التحدث عن توقيت الاقتراح الدنيء بحيث يتفرق دمه بين الأفهام، فغاية مرادهم هو تهيئة الحمقى للقرار المؤامرة متوهمين أن سرهم ما زال خافياً فهم يزدروننا ويظنون أننا مغفلون.


فمن قائل: ليكن التدخل بعد سقوط بشار، فيستطرد كومبارس آخر من الكواليس: أجل!! لحماية الطائفة العلوية من الانتقام السني!! -ويا لها من "مصادفة" أن هذا الممثل الهامشي كان سفيراً للعم سام عند آل الأسد!!
يقترح ثالث: هنالك إشارات على اعتزام بشار وبطانته على استعمال السلاح الكيميائي فلنكن على أهبة الاستعداد لكي نتدخل!! وهنا يستاء القوم من رئيس المجلس الوطني السوري الذي "تطفل" على المائدة فطرح عليهم سؤالاً " إرهابياً" هو: ما دمتم متأكدين من أن المجرم يوشك أن يستعمل أسلحة الفتك الشامل ضد الشعب الأعزل، فلماذا لا تتدخلون لمنع مأساة لن تفيدونا شيئاً إذا تدخلتم بعدها!! !
ولعصابات بشار دور مهم في المهزلة الفاضحة المفضوحة، فقد كلفه سادته الأمريكيون بمهمتين، الأولى: تجهيز أسلحته الكيميائية للاستعمال والثانية اتهام الجيش الحر منذ الآن بانه قد يستعمل السلاح الكيميائي!!


إن مشكلة النظام الأسدي هي ذاتها معضلة سادته الصليبيين والصهاينة، فهم جميعاً يتخيلون أنهم الأذكياء الوحيدون وأن الآخرين كافة أغبياء!! فقصة أوباما والخط الأحمر –الكيميائي- الذي وضعه لمنح القتلة خطوطاً خضراء مفتوحة، أوهن من بيت العنكبوت، ومسرحية تلفيق الاتهام مسبقاً للجيش الحر تثير ضحك الثكالى، لاستحالتها أخلاقياً وعملياً!!


وأما فرية حماية العلويين من انتقام سني مزعوم، فقد دحضها نفر من العلويين العقلاء المؤيدين للثورة، ونسفوا الستار الذي يريد الأمريكيون التخفي وراءه لغزو بلاد الشام!!

والمضحك المبكي أننا لو سلمنا جدلاً باحتمال وقوع أعمال ثأرية ضد المجرمين الأسديين-بصرف النظر عن طوائفهم-فإن واشنطن فضحت صفاقتها بنفسها، لأن معنى تسريباتها الأخيرة أنها جاهزة للعمل العسكري لمنع انتقام ربما يقع، ولم تكن مستعدة لوقف حمام دماء السوريين المستمر فعلياً منذ نحو سنتين، ما دامت أكثريتها من دماء أهل السنة!!
إن السوريين كشفوا المعادلة منذ شهور، ولذلك طالبوا الجميع يومئذ بعدم التدخل عسكرياً، لأنهم أدركوا أن الغرب سوف يتدخل عندما ترجح كفة الثوار على كفة العميل بشار!!


لقد قلنا في كلمات سابقة أكثر من مرة : إن العنصر اليهودي هو الذي يفسر الحماية الأممية العجيبة لجرائم بشار وعصاباته!! واستشهدنا بحقائق تاريخية وراهنة، ثم جاء الإرهابي عاموس جلعاد-رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الحرب الصهيونية-ليوفر على المكابرين عناء التفكير في الوقائع واستنباط النتائج المنطقية لها، فقد قال بصدق نادر: إن « سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة « الإخوان المسلمين » في مصر والأردن وسوريا ».


ونقلت الإذاعة "الإسرائيلية" عن جلعاد قوله إن « إسرائيل ستواجه كارثة وستصبح مهددة دائماً بالحرب مع الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن، إذا نجحت الثورة السورية الجارية منذ أسابيع متواصلة في الإطاحة بنظام الأسد الذي يمثل وجوده مصلحة لإسرائيل ».


وأضاف جلعاد أن « الفكر المعلن الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا، يهدف إلى محو إسرائيل، وإقامة إمبراطورية إسلامية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط »، مؤكداً أن « إسرائيل شعرت بالأخطار التي تواجهها من عدة جهات، خاصة في مصر، لهذا قررت أن تحسن علاقاتها مع تركيا، وتتحاشى القطيعة الدبلوماسية معها، حتى لا تضطر تل أبيب إلى محاربة المسلمين في عدة جبهات مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى خسارتها بالتأكيد »!!


26/1/1434 هـ
 

  • 1
  • 0
  • 1,568

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً