النخبة ... والبلطجة الإعلامية

منذ 2012-12-17

أين القانون الرادع لمن يفسد أمّة؟!، لماذا لا نضع عقوبة مالية رادعة لمن يكذب أو يضلل؟ ماذا تكون عقوبة الكذب على الأمة أو التكريس للأحقاد تحت مسمى كراهية كل ماهو إسلامي بحقد وهوى أسود ينضح من بين مداد الأقلام أو ثنايا اللسان؟

 

أتفهَّمُ الواقع التاريخي الذي مرت به مصر منذ الاحتلال الإنجليزي، وسياسة دنلوب في التعليم وبالتالي الغزو الفكري المر الذي غيَّر وعكَّر القلوب والعقول بشكل ممنهج بطيء، ولكنه أكيد المفعول!!

وبالتالى فإن أمامك نماذج بشرية عجيبة غريبة اتصفت بادئ ذي بدء بعدائها للنموذج الإسلامي على أي وضع!! إنها تربت في مستنقع فكري بعيد كل البعد بأسسه وقوائمه عن التربة المصرية حتى في مصطلحاتها وبالتأكيد في منطلقاتها، وصارت مُسَلَّمات الرجعية والتخلف والسذاجة الفكرية وخلافه من نصيب ذلك الشخص الذي ينتمي للتيار الإسلامي ولأول وهلة وبدون استئذان!! ومهما حاورت حتى وإن قدمت شيئاً من التنازل فلا جدوى من ذلك!! فأنت أمام حائط نفسي موصد بفعل الأهواء والأغلاط والمنشأ الخرب!!

كما أنها اتصفت أيضاً بالإسهاب والكلام واللغو بلا شواطئ .. إنهم فلاسفة علم الكلام كأنهم سحرة قلب الحقائق، "قيل وقال" آناء الليل وأطراف النهار، أمواج متلاطمة ومتناحرة من الكلام بهوى بيِّن وحقد أسود!!

فالتفسير دائماً حاضر ... والانفعال الموجه أبداً موجود ...

والخلاصة أنهم لن يرضوا عنك أبداً حتى تتبع رايتهم وتسير خلف أهوائهم وتتنصل ليس فقط من أصول معتقدك بل ربما من ملابسك!

والذى يزيد الطين بلة أن هذه الأجواء المسمومة تباع بملايين الجنيهات على حساب ملاليم يحتسيها أبناء الوطن المنهك المكلوم.

أليست رواتب معظم رموز وقامات الإعلام الموغل في الفساد والإفساد تقدر بالملايين من إعلانات سلع تبث على هذه الشاشات وتحمل تكلفتها على ثمن السلعة؟ أي أن الكارثة أنك تفسدني وتضلل أفكاري عمداً مع سبق الإصرار والترصد، ثم تأخذ من جيبي ومن قوت أولادي دون أن أشعر وكأنه السحر!

إن الذى يكب الناس على وجوههم إنما هي حصائد ألسنتهم، فما بالك إن كانت هذه الكلمة يشاهدها الملايين.

صحيح أن هناك قلة ذات موضوعية مهنية محترمة حتى وإن تبنت أفكاراً مغايرة ... ولكنها تبقى قلة ... أين يا سادة "وثيقة الشرف" الإعلامية المحايدة للرأي والرأي الآخر؟! وأين المرجعية العامة للإعلام الذي ينبغي ألا تخرج عن هوية الأمة ومعتقداتها؟!

أين القانون الرادع لمن يفسد أمّة؟!، أيكون تحصين من أجرم في حق الأمة من العقاب هو الحل تحت مسمى حرية النشر وخلافه؟ لماذا لا نضع عقوبة مالية رادعة لمن يكذب أو يضلل؟ ماذا تكون عقوبة الكذب على الأمة أو التكريس للأحقاد تحت مسمى كراهية كل ماهو إسلامي بحقد وهوى أسود ينضح من بين مداد الأقلام أو ثنايا اللسان؟ كيف ننشر الفضيلة في شاشات حاقدة كاذبة وجرائد مضلة مضللة حتى وإن وجد الحق يسطع أحياناً وكاد يتوارى خجلاً من قلته وضآلة حجمه!

وأين هم إعلاميو الإسلاميين؟ لماذا لا يعدون ما استطاعوا من قوة؟ أين الكوادر البشرية المدربة مهنياً والتى تمتلك طاقات وإبداعات وخرجت من محضن بيئة نيَرة عقلاً ونقلاً بمرجعية الله ورسوله؟

إنهم موجودون ولكنهم قلة، وقنواتهم موجودة ولكنها تشكو إلى الله ضعفها وقلة حيلتها.

ويعلم الله أنه لو خلصت النوايا لتحول الأمر رأساً على عقب، ففي الأمم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من كافة الوجوه:
إقتصادية ومهنية وإبداعية ... ولكن أين الخطة؟ ومن يقودها بشكل منظم ينتظم في مسارات وآجال تبلغ مداها كي تهدي الناس في شتى مناحي الحياة وترحب بكل تائب صالح أو معارض موضوعي محترم وإن كان من أهل الكفر.

«إنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة».

وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله، ولكني آملُ أن تسطع شمس الحقيقة والإيجابية، وأن ينكشف الدس واللبس، وأن تنقلب عصا السحرة خزياً وذلاً، وأن يصبح الحق أبلجاً وأن يمسي الباطل لجلجاً.

وما ذلك على الله بعزيز.


م.أ/ محمود حسونة


 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 1,220

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً