احذروا النزاع يوم 25 يناير

منذ 2013-01-28

من غير المقبول من أي قوىً ثورية أو أحزابٍ سياسية معارضة تدمير الوطن أثناء محاولتهم إقصاء من وصلوا إلى الحكم عن طريق صندوق الانتخاب، لمجرد الاختلاف معهم فيما يعتقدون أو ينحازون إليه من خيارات في حل مشاكل الوطن، الجميع مُطالَبٌ بجعل ذكرى ثورة 25 يناير أُولى خطوات الحفاظ على الوطن.


الاختلاف بين البشر فيما يعتقدون ويفكرون ويفهمون سنة من سنن الله التي لا تبديل لها ولا تحويل لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود 118-119].

الإيمان بسنة الله في الاختلاف بين الناس يجب أن تجعلنا ننظر إلى الاختلافات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية نظرة تنوّع تفضي إلى التعاون والتكامل للحفاظ على الوطن والرباط الإنساني الذي يجمعنا لننتصر على أنفسنا ونتقدم بنا ولنا، وألا ننظر إليها على أنها تناقضات تؤدي إلى التصارع والاقتتال فندمر الوطن ونهزم أنفسنا ونتأخر بنا وعلينا.

مما يؤسف له أن مصر الوطن والناس والتاريخ غفل الكثير من أبنائها عن قدرها ومكانتها كما غفلوا عن سنة الله في الاختلاف، فمصر أكبر من أن تكون مُلكاً لفرد أو مجموعة أو فصيل أو جماعة أو حزب أو جبهة أو تيار أو مؤسسة أو هيئة أو أي كيانٍ مهما عظم شأنه، وحل مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مسئولية الجميع، وعلى القوى والأحزاب السياسية مراجعة مواقفها وإدراك أن مصلحة الوطن تعلو فوق كل مصلحة.

من غير المقبول من أي قوىً ثورية أو أحزابٍ سياسية معارضة تدمير الوطن أثناء محاولتهم إقصاء من وصلوا إلى الحكم عن طريق صندوق الانتخاب، لمجرد الاختلاف معهم فيما يعتقدون أو ينحازون إليه من خيارات في حل مشاكل الوطن، الجميع مُطالَبٌ بجعل ذكرى ثورة 25 يناير أُولى خطوات الحفاظ على الوطن والتفاهم والتعاون للمساهمة في تقدم مصر للأمام، وليس خطوة في النزاع والانقسام والمشاركة في رجوع مصر للخلف، وفي ذلك امتثال لقوله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].


عبد الفتاح صلاح
 

  • 7
  • 0
  • 1,190

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً