المالكي يعلن الحرب على السوريين والعراقيين!

منذ 2013-03-20

إن المالكي يعلم علم اليقين أن استئصال سرطان عائلة الأسد من دمشق سوف يضعف سيده خامنئي، وبذلك يتعرى المالكي ممن صنعوا منه نمراً على العراقيين فقط، فهم اعترفوا بأن سقوط صبيهم في دمشق يعني نهاية تسلطهم على إيران نفسها! وبخاصة أن بوادر ثورة الشعب العراقي لاحت منذ ثلاثة شهور، فهل يظن المذعور أن هروبه إلى الشام وتحريضه للشيعة سوف يخلصه من مصيره المحتوم بإذن الله؟


المفترض في طاغية بغداد نور المالكي أنه مهموم بثورة العراقيين على استبداده وطائفيته ورعايته للنهب المنظم لثروات البلاد، إلا أن ثرثرته المتكررة عما يجري في سوريا تشير إلى أنه مشغول إلى حد الهوس بمصير بشار الأسد مثيله في الظلم والطائفية والنهب العام والتبعية للولي الفقيه.

في أحدث ثرثراته أكد المالكي أن انتصار الثوار السوريين على عصابات بشار الأسد يعني حرباً طائفية في العراق ولبنان، ويهدد الأردن بالتقسيم -لم يستطع أن يكذب أكثر ليزعم أن الأردن سوف تشمله الحرب الطائفية التي يبشر بها المالكي- لكنه عاش طبيعته بإدمان الكذب عندما اتهم بعض الدول العربية وتركيا وآخرين بتقديم أسلحة إلى الثوار السوريين، مع أن دجله صدر بعد سويعات من تكرم واشنطن بعد سنتين من المشاهدة الخسيسة لمجازر بشار بأنها قد تقدم للمعارضة سيارات إسعاف مصفحة وسترات واقية من الرصاص، فسخر بها السوريون ليطالبوها في مظاهراتهم بسترات تقيهم من صواريخ سكود التي يطلقها نيرون الشام على مدنهم بوقاحة من دون إنكار أو اعتراض من تجار حقوق الإنسان ورعاة الديموقراطية المزعومة!

وهنا يستذكر المرء صفاقة وزير خارجية روسيا (سيرجي لافروف) الذي دعا منذ أكثر من سنة مضت، دعا بوقاحة إلى منع أهل السنة من الوصول إلى حكم سوريا! وها هو لافروف الذي ربما أصبح من أتباع الولي الفقيه فعشق الكذب مثلهم، يقول بوقاحة: "إن قرارات أصدقاء الشعب السوري في روما تشجع المتطرفين على رفض الحوار مع قاتل الأطفال ومنتهك الأعراض بشار!". وقبل أسبوعين تغزل المالكي بشجاعة العلويين، فكيف يبدو اليوم مرعوباً ويتعامل بذعر جلي مع سقوط شريكه في التبعية والإجرام الطائفي في الشام؟

لم يقل جزار العراق لماذا تشعل الثورة السورية حريقاً طائفياً إذا انتصرت، ولا كيف ستفعل ذلك؟ مع أن الجميع يدركون السر وراء هياجه، فهو يعرف أنه طائفي بصورة غير مسبوقة، وأنه وريث الاحتلالين الصليبي شبه المغادر والصفوي شبه المعلن، ولو كان المالكي رئيس حكومة في بلد ديموقراطي حقاً لما تجرأ على الانقلاب من اتهام بشار بتصدير السيارات المفخخة إلى العراق قبل سنوات قليلة، ثم يستقتل اليوم لإنقاذه من ثورة شعبه عليه معتبراً أن زواله يعني فتنة طائفية في العراق ولبنان!

فهذه التقلبات الجذرية لا تقع إلا في النظم المستبدة مثلما كان يفعل طاغية ليبيا الهالك معمر القذافي، الذي كان يعلن وحدة اندماجية مع مصر بدون استشارة حاكمها ولا شعبها، وبعد شهرين يحشد جيشه على حدودها ليحاربها بلا سبب!

إن المالكي يعلم علم اليقين أن استئصال سرطان عائلة الأسد من دمشق سوف يضعف سيده خامنئي، وبذلك يتعرى المالكي ممن صنعوا منه نمراً على العراقيين فقط، فهم اعترفوا بأن سقوط صبيهم في دمشق يعني نهاية تسلطهم على إيران نفسها! وبخاصة أن بوادر ثورة الشعب العراقي لاحت منذ ثلاثة شهور، فهل يظن المذعور أن هروبه إلى الشام وتحريضه للشيعة سوف يخلصه من مصيره المحتوم بإذن الله؟

وعلى اللبيب أن يلاحظ أن المالكي في تصريحاته الرعناء لم يكترث بالجامعة العربية؛ لأنه يعرف أنها ميتة منذ زمن طويل وأبأس منها منظمة التعاون الإسلامي، ولم يعلق على صفاقته أي بلد عربي، بينما لم يئنِ لنا أن ننسى عواء أبواق المالكي وسعارهم عندما دعت السعودية الساسة العراقيين قبل شهور إلى أن المَخْرَج الوحيد لمأزق العراق اليوم يكمن في التخلص من المحاصصة الطائفية البغيضة! فقد انتشرت لطميات القوم زاعمين أن الرياض تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية!

وأما الأمم المتحدة فلا تخيف المالكي؛ لأنها هي الراعية الرسمية -في الواجهة- لتنفيذ المخطط الصفوي بالتنسيق مع الصهاينة والصليبيين، وليس مصادفةً أن يتزامن تحريض المالكي على الشعب السوري مع واقعتين لهما دلالات بليغة، هما: سقوط صاروخ سكود أطلقته عصابات بشار في منطقة تل عفر بمحافظة نينوى.
والأخرى: سيطرة الجيش السوري الحر على منفذ اليعربية على حدود سوريا مع العراق باستثناء حفنة من شبيحة بشار حاصرها الثوار، ثم فوجئوا بعصابات المالكي المسماة (الجيش العراقي) تتدخل وتقدم مؤازرة عسكرية مباشرة إلى أذناب الأسد المحاصَرين!

إن الشعب السوري الثائر خرج للتخلص من طاغية مجرم وليس لمحاربة طائفة معينة بالرغم من يقينه بهوية الصراع من جانب الرافضة والنصيرية ضده، فلماذا يريد المالكي محاربة أهل السنة في العراق إذا انتصرت الثورة السورية؟
 

  • 0
  • 0
  • 1,910

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً