مقتل البوطي.. عِبر وعظات

منذ 2013-03-31

لا بد أن يخاف المرء من سوء الخاتمة، كيف لا وقد قال البوطي: "ليتني ألقى الله ولو إصبعاً في يد حسن نصر الله"، نسأل الله حسن الخاتمة.


- الله يحيي ويميت، يميت كيف يشاء بالقتل والمرض والهرم، {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد:38].
{فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34].
اللهم أحسن خاتمتنا ويُبعث العبد على ما مات عليه.
- تولي الظالمين إجرام ويصل إلى الكفر: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:51].
- مظاهرة المجرمين حرام.
- وتكون مظاهرتهم بأشكال المعاونة من الانضمام إليهم وتقوية موقفهم والإفتاء لهم وتصحيح مسلكهم والحث على الالتحاق بهم ومن أشنعها القتال معهم.
- من أسوأ الناس من أضله الله على علم: {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175].

- يستعملون ما عندهم من العلم في الشرّ.
- لا شك أن البوطي افترى على الله الكذب، لما قال بعد هلاك باسل الأسد: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء"، {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا} [مريم:78].
- وقد أساء أيما إساءة إلى الفاروق رضي الله عنه عندما شبّه الباطني النصيري الأب الهالك به.
- وقد طعن في إسلام المجاهدين المظلومين الذين هبّوا يدافعون عن دينهم، وقال عن المتظاهرين المسلمين: "تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئاً اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبداً" {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف:19]، ويصف المستضعفين المتظاهرين بأنهم حثالة ملاحدة يتمردون على الله كل جمعة، وأما مواقفه القديمة المضادة لمنهج السلف، وإيذاؤه لعدد من أهل السنة: (كالمحدّث الشيخ محمد ناصر الألباني) فمعروفة ومشهورة.

- لا يجوز التفجير في المساجد وفي عامة المسلمين للتوصل إلى قتل مجرم مهما كان إجرامه.
- مسؤولية نظام الإجرام في التفجير الذي قضى فيها البوطي كبيرة، وعلامات الاستفهام فيما حدث كثيرة: إصابات غريبة لأعداد في الرأس، ولا يوجد أثر حريق للانفجار في المسجد وطلاب مزعومون للبوطي ظهروا يلبسون سلاسل الذهب وعلى جلودهم وشوم صور النساء! وانفجار صديق للبيئة لم يخلّف ما يكون في العادة مع كل هذا العدد من القتلى، فيما حصل مآرب من خلط الأوراق وتشويه سمعة أعدائهم من الكتائب باتهامهم بتفجير المساجد ثم تهديد هؤلاء الظلاميين بالانتقام.

- ليس البوطي معذوراً أبداً في مواقفه، فإذا لم يكن يريد منزلة أعظم الشهداء: «ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (السلسلة الصحيحة:374)، فلا أقلّ من أن يسكت ويعتزل أو يهرب كما هرب غيره، ولا عذر له أبداً في مناصرة المجرمين، فكيف وقد كان معهم قديماً منذ تأييده لمجازر حماة بأنه: "كان لا بد من مواقف صارمة"، مروراً بمحطات مناصرة الظلم، ثم الرجل إلى آخر خطبة، وهو يدعو الناس للجهاد مع جيش بشار، والله أخذ العهد على العلماء {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران:187]، فكيف وقد صارت العامة تطلق لفظ "البوطية" على مذهب تشبيح العلميين في مؤازرة المجرمين وأنها تنتظم سلسلة ممن باع دينه لأجل دنيا المجرمين.

- لا يجوز لنا الحكم على مصير البوطي ولا غيره بعد الموت، فالله أعلم بحاله، وقد زعم بعضهم أنه أخرج أهله وكان سيلحق بهم، وعلم النيات عند الله.
ومن قواعد أهل السنة والجماعة أننا لا نحكم لشخص بجنة ولا نار إلا من حكم له الشرع، والرجل قد أفضى إلى ما قدّم وإنما حسابه عند ربه.
فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر، وقد ظهر من الرجل الشر، فنعامله بما ظهر منه، ولم يُعرف عنه إلى آخر لحظة تراجع عن مواقفه.
- وأما الفرح لخبر موته، فصحيح شرعاً، لأنه هلاك عالم سوء من أعوان المجرمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد» (البخاري: 6512)، ومن الولاء للمؤمنين الفرح بموت من يؤذيهم. قيل للإمام أحمد بن حنبل: "الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد -المبتدع الضال وزير السوء في القول بخلق القرآن- عليه في ذلك إثم؟".
قال: "ومن لا يفرح بهذا؟"! وعن حمَّاد، قال: "بَشَّرْتُ إبراهيم -أي النخعي- بموت الحجَّاج فسجد، ورَأيتُه يبكي منَ الفرَح".
وقال طاووس لما تيقن موت الحجاج: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45]. وسجد الحسن لذلك الخبر وكان مختفيا وكذلك عمر بن عبد العزيز.

- يلاحظ أنه دافع عن البوطي أنواع من الناس منهم من أهل الشرك والبدعة كالجفري، وعلي جمعة، وحسون، وغيرهم، نسأل الله أن يهديهم وإلا يعجل بلحوقهم به.  
{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ. ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ. كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} [المرسلات:16- 18]، ومنهم قوم دون ذلك، قاموا يعتذرون له، ويقولون: "إنه كان مهدداً بأهله ونحو ذلك".

- يحاول نظام الإجرام استغلال الحدث بتشويه سمعة أعدائه المسلمين الذين يقاتلونه كما تقدم هذا من جهة، ومن جهة أخرى استقطاب محبي البوطي إلى صفه، والتلاعب بالعواطف، وفي هذا الشأن يقول الحسون أخزاه الله: "إن دماء البوطي ستكون ناراً تشعل العالم الإسلامي"، وكلّ هذا هراء سخيف وساقط.
- النفاق بغيض والمنافقون لا حدّ لبغيهم وفجورهم في الكلام وخصوصاً تشبيهاتهم السقيمة: الحسون يصف البوطي: "بأنه شهيد المحراب مثل عمر بن الخطاب"!
- لا بد أن يخاف المرء من سوء الخاتمة، كيف لا وقد قال البوطي: "ليتني ألقى الله ولو إصبعاً في يد حسن نصر الله"، نسأل الله حسن الخاتمة.

نسأل الله أن يعيد الشام موئلا للعلماء المخلصين ومنارا للعلم والسنّة في العالمين، وصلى الله على النبي الأمين.
 

محمد صالح المنجد

أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه.

  • 18
  • 7
  • 10,128
  • Mohamad Alkhlif

      منذ
    اتقوا الله ١٠سنوات من ثورة الكرامة اليتيمة مليون قتيل و١٠مليون مهجر اذا لم تكن هذه تهلكة. التي حذرنا الإسلام منها فما هيه التهلكة الشيخ رحمه الله حذر من الثورة لأنها تهلكة. فالسعودية لا تريد الإسلاميين إلى حكم سورية والقطريين والأتراك يريدون الإسلاميين والاسد هو الرابح الاكبر
  • Mohamad Alkhlif

      منذ
    اتقوا الله كيف تتجرؤن على العلماء. ايها الجهلة
  • Nabil Al-Mujalli

      منذ
    صدرت المقالة من خلفية وهابية حاقدة لا تخاف الله؛ بدليل أن صاحبها كال التهم جزافاً دون ذكر المصدر واستشهد بآي القرآن والأحاديث الشريفة ليعزز كلامه وهو عليه حجة يوم القيامة. الحمد لله الذي حرمكم من الموضوعية حتى في تناول الحديث عن العلماء الأموات إذا لم نقل الشهداء!
  • عزيزة أكبر

      منذ
    لا يجوز لنا الحكم على مصيرأحد بعد الموت، فالله أعلم بحاله... تكتفي بهذا الكلام وﻻ نضيف أكثر مما نعلمه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً