سجود المآذن

منذ 2013-05-06

 

الله أكبر كبري يا أمتي *** الله أكبر أعلني التكبيرا
الله أكبر والمآذن سجداً *** خرت بغزة عزة ونفيرا
أهل البطولة أقدموا *** بصدورهم صدوا الرصاص وما رضوا ذل السبات
المسرجون العاديات الصافنات *** الراكبون على جناح الريح أسدا
المشرعون رماحهم في وجه أعداء الحياة *** وسيوفهم بدم اليهود الماجنين مخضبات
لا لا نزايد فوق أفعال الرجال *** الصامدين الداحرين جحافل الكفر الغزاة
المسبلين على الجراح عباءة الصبر الجميل *** وإذا تأوه جرحهم ضحكوا له
فتبسم الجرح النبيل *** من غنت الأحجار في أيديهم
من زغردت لهم غرانيق النخيل *** من حطت الأطيار في عتباتهم
وتنسمت من وحي عزتهم *** جنى الحرية العذب العليل
هم أهل غزة علموا الدنيا الإباء *** وعلموا الأحجار كيف تقول آه
وتعج بالتكبير تنطق *** إن علا صوت الآذان
مع البكور وفي المساء *** أولاء هم أهل الشهامة والصمود
أولاء هم دحروا اليهود *** وذللوا كل الصعاب
ومرغوا بالوحل هامات الكلاب *** وأوجعوا بثباتهم أكباد إخوان القرود

صنعوا ملاحم من بطولات عظيمة
شيباً وشباناً وأطفالاً *** وكل عزيزة شما كريمة
يا أمتي حتام نعشق ذلة النوم القتول *** حتام تخرس السن منا ويعرونا الذهول
وإلام تبقى شمس مجدك في أفول *** قومي فما للحر إلا سيفه
يحمي حماه به يصول به يجول *** أولاء هم شهداء غزة أوقدوا
بدمائهم وجراحهم نور الحياة *** لكنهم بالرغم من كل التصبر والثبات
يتطلعون إلى القلوب المشفقات *** أكوام أتربة غدت تلك البيوت الطيبات
ومآذن التوحيد خرت ساجدات *** ساجدات ليس إلا ساجدات
بالذكر والتهليل غر صادحات *** هدم المساجد حربهم
حرب مع الله الذي يحمي حماه متى أراد *** من أول التاريخ فاقرأ إن أردت
نهاية الأقوام من إرم وعاد *** فهم الذين بنوا أشادوا أبدعوا ما لم يشد كل العباد
لما أراد الله إهلاك العتاة المارقين *** (كن) قال رب العرش فارتدت حضارتهم رماد
أوما قرأتم سورة الفيل التي *** جعلت هلاك الأشرم المشؤوم ذكرى للعباد
النصر آت للذين على الهدى ساروا *** وفي دمهم لهيب المكرمات

ما غرهم بالله تعداد الطغاة
ما ولوا الأدبار يوم الزحف *** ما فقدوا الرجاء بربهم
ما اسمعوا التاريخ إلا زمجرات زمجرات زمجرات *** الله أكبر كيف صار الثكل عرسا في قلوب الأمهات
الصابرات على البلاء مجاهدات مؤمنات *** يا ويح من حرقوا ابتسامات الطفولة
وتجردوا من كل إنسانية الإنسان *** من قيم الرجولة
من ضجت الدنيا وضاقت من مهانتهم *** وصارت من وجودهم خجولة
أما الذين على النفاق مضوا *** وفي أحضانه مردوا
فصار لهم دويلة *** وصارت دوحة الزقوم لاجتماعهم خميلة
أهداهم التاريخ مزبلة *** بها يحيون
ثم أهال فوق رؤوسهم *** من دون إشفاق وحوله
شتان ما بين الثريا والثرى *** شتان ما بين القتاد المر والزهر الجميل
شتان ما بين الميوعة والرجولة *** شتان ما بين التأرجح فوق حبل البهلوان
وبين من قدميه في أرض الرباط *** وسيفه يروي القصائد للغد الآتي
ويسقي نخل أمته دماه *** سلسبيله


 

النصر آت لا نشك به *** فقد وعد الإله به
فسبحان الذي في قوله صدق المقولة *** يا أيها البطل الذي عشق الشهامة والبطولة
أقدم ولا يغررك إرجاف اليهود *** واصبر فإن الصبر هدام السدود
وارفض معاني الذل إرهاق القيود *** حتى ولو كانت قيودا من حرير
فالذل يا أهل العقيدة في القيود *** أياً تكن تلك القيود
والذل أن نحني الجباه *** نسير في ركب اليهود
والذل لا نرضاه مهما كان هول الخطب في الهيجا شديد *** لنقاتلن بني اليهود
حتى يقول الصخر والأحجار يا ?سلم تعال *** فثم من خلفي يهود
أقدم وردد يا فتى الإسلام تكبير الشهيد *** ما فاز في عليائه إلا الشهيد
ما فاز بالجنات أو روضاتها إلا الشهيد
 

رقية القضاة

كاتبة إسلامية وباحثة أردنية

  • 0
  • 0
  • 1,934

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً