تعليق عن الاستدامة البيئية

منذ 2013-05-06

كثير من المثقفين المسلمين يرون أن فكرة (الاستدامة البيئية وصداقة المشروع العمراني للبيئة) فكرة جديدة من ابتكارات الثقافة العالمية المعاصرة. والحقيقة أن هذه الفكرة هي فعلاً جديدة في الثقافة العالمية المعاصرة، ولكنها بالنسبة لنظام الإسلام منذ عصوره المبكرة، فكرة ناضجة ومتقدمة ومتطورة من ناحيتي الفكر والممارسة بل هي أساس لقيام الحضارة الإسلامية كلها.


مدخل

عندما كان الفريق الفني المسؤول عن إعداد التصميم العام لمشروع الملك عبد الله لتوسعة المسجد الحرام يقوم بعمله كان يعتبر موجهاً هاماً لعمله في المشروع تحقيق مبدأ الاستدامة البيئية وصداقة المشروع للبيئة. وكان طموحه أن يكون المشروع مثالاً يحتذى في مساجد المنطقة إن لم يكن في المساجد في العالم. يمكن القول إن المبدأ موضوع البحث هو قضية العصر في حوكمة المشاريع العمرانية. ولكن الحداثـة (أو الحداثة وحدها) ليست التي حملت الفريق الفني على هذا التوجه، وإنما كان الحامــل لــه على أن يكون هــذا المبــدأ هماً كبيراً لديه في كل مراحــل العمل هو إدراكه أن هذا المبدأ من متطلبات النظام الإسلامي الأساسية للتعامل مع الموارد، الأمر الذي يجهله كثير من المثقفين المسلمين فضلاً عن غيرهم.

كثير من المثقفين المسلمين يرون أن فكرة (الاستدامة البيئية وصداقة المشروع العمراني للبيئة) فكرة جديدة من ابتكارات الثقافة العالمية المعاصرة. والحقيقة أن هذه الفكرة هي فعلاً جديدة في الثقافة العالمية المعاصرة، فمصطلح "التنمية المستدامة" مثلاً إنما صيغ في أروقة البنك الدولي قبل أقل من أربعة عقود من الزمن. وفي عام 1987 أعلنت الأمم المتحدة تقرير لجنة براندتلاند Commission Brandtland الذي عرف "التنمية المستدامة" بأنها: "التنمية التي تواجه حاجات الحاضر بدون أضرار بقدرة أجيال المستقبل على مواجهة حاجاتهم" وصار هذا التعريف منذ ذلك الوقت أكثر التعريفات "للتنمية المستدامة" شيوعاً. وقد أشارت وثائق مؤتمر القمة العالمي في الأمم المتحدة عام 2005 إلى أركان التنمية المستدامة الثلاثة التي اعتبرت مع تميزها عن بعضها متعاضدة: التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، وحماية البيئة، وجرت محاولات فيما بعد لإضافة ركن رابع وهو التنوع الثقافي الذي اعتبر في أهمية التنوع الحيوي.

فكرة الاستدامة البيئية لا تزال في مرحلة نشأتها في الثقافة المعاصرة، سواء من ناحية الفكر والتطور المعرفي أم من ناحية الممارسة والتطبيق. ولكنها بالنسبة لنظام الإسلام منذ عصوره المبكرة، فكرة ناضجة ومتقدمة ومتطورة من ناحيتي الفكر والممارسة بل هي أساس لقيام الحضارة الإسلامية كلها.

عندما كنت أذكر هذا لبعض الأفاضل المثقفين كانت الدهشة تعتريهم، وكانوا يحملون كلامي على أنه من قبيل ما تعودوه من بعض الأخيار الذين تحملهم العاطفة على أن يغلوا فيتلمسوا أدنى شبه بين الأفكار الحديثة وبعض الأفكار في نظام الإسلام فيدعوا أن الإسلام سبق إلى هذه الفكرة أو تلك حتى ولو كانت الفكرة لا تنسجم مع روح الإسلام وجوهره، وقد تبنى هذه الدعوى على تحكم وتعسف في تفسير النصوص أو الأحداث التاريخية. كنت أدهش لدهشة هؤلاء الأفاضل المثقفين إذ كنت أظن أن الموضوع من الوضوح والجلاء بحيث لا يخفى على من لديه إلمام بنظام الإسلام وتطبيقاته التاريخية، وكان هذا دفعاً قوياً لتحرير هذا المقال:


يختلف نظام الإسلام عن غيره من النظم الثقافية بأن مكوناته ليست فقط منسجمة فيـما بينـها، بـل متكاملة، أو كما وصفه أحــد المفكريـن الأوربيـين، الذي أتيح له من الإطلاع على تراث الإسلام وتاريخه وأحوال مجتمعاته المعاصرة ربما ما لم يتح لغيره بقوله: "الإسلام على ما يبدو لي بناء تام الصنعة، وكل أجزائه قد صيغت ليتمم بعضها بعضاً ويشد بعضها بعضاً ، فليس هناك شيء لا حاجة إليه وليس هناك نقص في شيء ، فنتج من ذلك كله ائتلاف متزن مرصوص" (M. ASAD. Islam at the Crossroads (1983) .P.11.).

من مظاهر ذلك الانسجام والتكامل بين مكونات الإسلام: أنه عند تقريره فكرة ما، ودعوته للأخذ بها، فإنه يُعنى في الوقت نفسه بتهيئة البيئة الصالحة لوجود الفكرة ونموها، وعلى سبيل المثال يُعنى في البداية بنفي بذرة التناقض داخل الفكرة أو بينها وبين أفكار النظام الإسلامي الأخرى.


وسيراً على هذا النهج ففي قضية الاستدامة فإن الإسلام في هدايته وتهيئته لأسباب وجودها حرص في البداية على نفي عوامل هدمها أو تعويقها. ففي استدامة الموارد عنى الإسلام في البداية بمقاومة خطرين مهمين:

الأول: إهدار الموارد، وهو ما يشكل العائق لنموها أو لحمايتها.

الثاني: تدمير الموارد بعد أن تتاح لها فرصة الوجود والنمو.

فأولاً: يطلق القرآن على إهدار الموارد لفظة " الإسراف" وما يرادفها من الألفاظ، وقد وردت لفظة الإسراف وما اشتق منها في مجال التحذير منه في ثلاثة وعشرين موضعاً من القرآن مثل قوله تعالى {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام:141]، {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان:67] أما التحذير في القرآن عن الإسراف وذمه بما يرادف لفظة الإسراف فلا تكاد مواضعه تحصى مثل قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} [الإسراء:29] {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء:26] {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء:27]

ويعرّف العلماء الإسراف بأنه: "إنفاق ما يزيد عن الحاجة".

وفي تحديد الحاجة التي لا تعتبر مواجهتها والإنفاق عليها إسرافاً يشمل المضمون ما يعرف عند الفقهاء بالضروريات والحاجيات والكماليات، والمقصود بالكماليات هنا ما تعارف الناس على طلبه بصفة معقولة مثل التزين والرغبة في الاستمتاع بالجمال.

قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف:31] {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:32] وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} [الأعراف:157] وفي الحديث الصحيح: «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» (الترمذي 2891) «إذا أتاك الله مالاً فلير أثره عليك» (النسائي 5223، والاستمتاع بالجمال حاجة مبررة وفي الحديث الصحيح) «إن الله جميل يحب الجمال») مسلم51) وفي القرآن الامتنان على الناس بالحلية قال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن:22] {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [النحل:14].

والحد المشروع في ذلك أن لا يصل الإنفاق إلى درجة الترف، أو السفه، أو الخيلاء، أو أن يترتب عليه حرمان الأخرين من الوفاء بحاجاتهم المشروعة. ويدخل في هدر الموارد إهمال حفظها وصيانتها وتعريضها للتآكل، والإخفاق في تعظيمها وتنميتها في حدود الإمكانات المتاحة للتنمية والتعظيم. وفي المثل الذي ضربه الله للعبرة في سورة يوسف حينما وقع التنبؤ بدورة الخصب والجدب في مصر كانت الخطة الاقتصادية التي رسمها النبي يوسف عليه السلام:

استغلال فترة الخصب لتعظيم الموارد، وذلك بالعمل على إنتاج أكبر كمية من الحبوب يستطيع بلوغها الإنسان والأرض بحيث تواجه الحاجة الآنية للبشر في فترة الخصب ويبقى فائض يخزن ويحافظ عليه ويحمي من عوامل التلف بأن يبقى في سنبله اتقاء لعوامل الفساد وكل ذلك ليواجه المخزون الحاجات البشرية في المستقبل في فترة الجفاف. قال تعالى: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ} [يوسف:47] {ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ} [يوسف:48].

وقال تعالى إرشاداً للتصرف في أموال اليتامى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا} [النساء:5] يلاحظ التعبير: {أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً} الخطاب موجه للمجتمع المسلم، وقد نسبت الأموال إليه، ونوه بوظيفة المال أن يكون قياماً للناس أي تقوم عليه معيشتهم، في حين أن الواقع أن الأموال المحكى عنها هي أموال السفهاء اليتامى غير الراشدين. فجاءت الآية الكريمة بمنع تعريض مال اليتيم للتصرف غير الرشيد من قبله فمنعت تمكين اليتيم من التصرف في ماله، إلا بعد أن يظهر رشده في تدبير ماله. وفي الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد ولي اليتيم إلى أن يتجر في مال اليتيم لصالح اليتيم وعلل ذلك بقوله: «حتى لا تأكله الصدقة».

بما أن الزكاة تفرض بنسبة 2.5% على رؤوس الأموال حتى أموال القاصرين فلو بقي المال مكتنزاً لا ينمو بالحركة التجارية ، لتآكل أغلبه خلال سنوات فإذا بلغ اليتيم خمس عشرة سنة (سن البلوغ) مثلاً وآن أوان تسليمه ماله تبين حين ذلك أنه قد تآكل مع مرور الزمن، وقد فقد مبلغًا كبيرًا بالنسبة لأصل المال.

وورد الحديث بالأمر بالاقتصاد في استعمال الماء حتى عند الوضوء والغسل، وحتى لو كان الإنسان يتوضأ أو يغتسل من نهر دائم الجريان.

في كل ما سبق أمثلة لمقاومة هدر الموارد أو تضييعها بعدم تنميتها أو التقصير في حفظها.

قبل عدة عقود من الزمن قرأت مقالاً لأحد الكتاب يحصى فيه حجم النفايات في مجموعة بلدان، ليصل إلى نتيجه أن البلدان الصناعية هي الأكثر نفايات بسبب كثرة الاستهلاك، ويستنتج الكاتب من ذلك أن حجم النفايات يشكل معياراً للتقدم، والحقيقة أن صلة كثرة الإستهلاك ومن ثم كثرة النفايات بالغنى أوثق من صلته بالتقدم، والغنى لا يعنى دائماً تقدم الإنسان، وقد قال سبحانه وتعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى . أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6-7] وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم المعروف: «اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى».

إهدار الموارد يحدث في كل بلد، ويحدث في العالم الثالث حتى في البلدان التي تشح فيها الموارد. وفي تاريخ بلادنا الحديث وقع الإهدار في الموارد لا سيما الماء والغاز وصاحبه إفساد البيئة ربما ما قل مثاله في تاريخ البشرية، وكان يمكن أن يكون عزاء عن ذلك لو انتفع بدروسه في سياسة الحاضر والمستقبل.

ومن سلبيات الإسراف، ما يصاحبه في كثير من الأحيان من التقصير في مواجهة الحاجات الحقيقية كما جاء في القول المأثور: "لا ترى إسرافاً إلا وجدت وراءه حقاً مضيعاً".

وفيما يتعلق بالثاني أي تدمير الموارد فإن القرآن الكريم يسميه (الإفساد) وقد ورد ذم الفساد والتحذير منه في خمسين موضعاً من القرآن، مثل قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم:41] ومثل قوله {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64] وكثيراً ما يقرن الفساد في القرآن بسفك الدماء وإرادة العلو في الأرض قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4] وقال: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:77] وفي مدح الأبرار: {لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83] وقال {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}] البقرة:204-205]. وثالوث سفك الدم والفساد وإرادة العلو في الأرض، اعتبر في القرآن رأس الشرور في علاقة الإنسان بالإنسان، واضح أن الأول عدوان على حياة الإنسان والثاني عدوان على ما به قوام حياته والثالث عدوان على حريته.

إن الحروب الحديثة تقدم أمثلة محزنة تمحي بها في سلوك الإنسان الفروق بين الهمجية والتقدم والوحشية والتحضر. يكفي الإنسان أن يستعيد لذاكرته سلوك الجيش الأمريكي في فيتنام في عقد الستينيات من القرن الماضي حينما كان يحرق الغابات الخضراء بالكيماويات، أو سلوكه في أفغانستان في العقد الأول من هذا القرن حين أودع في أرضها في الأيام الأولى من الحرب سبعين مليون كيلو جرام من المتفجرات، أو تفجير صدام آبار البترول في الكويت.

وأفظع من كل ذلك أن تظل إحدى الدول توجه إلى العالم الخارجي من الرؤوس النووية التي يمكن إطلاقها خلال خمس عشرة دقيقة بقرار شخص واحد ما تكفي قوته التدميرية لقتل كل إنسان على ظهر الأرض ثلاث مرات، أو إنفاقها الوقت والمال وجهود العلماء لتصنيع جراثيم الأوبئة حتى ليكفي ملء ملعقة شاي من بكتوريوم الجمرة الخبيثة ليوزع على كل فرد من البشر ألف مكروب من مكروبات الجمرة الخبيثة، أو تصنيع الغازات السامة.

وبالطبع لا يتم تصنيع هذه المواد بغرض أن تكون معروضات في المتاحف، وإنما لاستخدامها وفق الإرادة المطلقة لإنسان بلغ في سلم التقدم الإنساني والأخلاقي والتمييز بين الخير والشر مستوى سمح له بالتفكير في مثل هذه المشاريع وإنجازها .


بعد ذلك يهتم الإسلام ببناء الأنظمة التي تحقق الاستدامة ، ومواجهة حاجة الإنسان في الحاضر والمستقبل. ويمكن إيراد مثالين في هذا المجال لنظامين شاملين ومهمين في الإسلام.

الأول: نظام الوقف الذي قامت على أساسه الحضارة الإسلامية بكاملها:

وقد ابتدأ هذا النظام بإرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عندما استشاره في الصدقة بأرض ذكر أنها أثـمن ما ملك، فأشار عليه بأن يحبس أصلها ويتصدق بغلتها، ومن ذلك الوقت ظل المسلمون يتسابقون في وقف الأصول المنتجة لريع دوري ليواجه حاجات أجيال الحاضر وحاجات الأجيال المقبلة مهما تعاقبت، وتشددوا في حماية الأصل الموقوف بحيث لا يكون مجالاً للتصرف فيه بأي تصرف ناقل للملكية إلا في حالة تعطله تماماً عن إنتاج الريع، وكذلك تشددوا في منع تغيير أي شرط من شروط الوقف التي وصفها الفقهاء بقولهم: "شروط الواقف الصحيحة مثل حكم الشارع". ومن البداية وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسابق أصحابه من بعده في الوقف حتى قيل أن أحداً منهم لم يكن يملك ما يمكن وقفه إلا وقف.

وواجه الوقف حاجات المجتمع المسلم في كل العصور وفي كل الأزمان مثل إقامة المؤسسات التعليمية وإنشاء المكتبات والمستشفيات والطرق والجسور وكري الأنهار، وإقامة الخانات على الطرق، وبالجملة لم يبق حاجة من حاجات المجتمع المسلم إلا ووجهت بالوقف الدار الغلة على الدوام وعلى توالي الأجيال.

ولم يقتصر الأمر على حاجات الإنسان بل تجاوزه إلى تلبية العاطفة الإنسانية تجاه الحيوان فوجدت أوقاف لرعاية الحيوانات التي كبرت وعجزت عن العمل فتخلى عنها أصحابها فتتكفل الأوقاف برعايتها حتى تموت موتها الطبيعي. بل وجد في بعض البلدان وقف على الطيور المهاجرة التي تصاب أثناء طيرانها بكسر في ساقها وتعجز عن مصاحبة فرقها فوجد وقف يتولى علاجها حتى تشفى وتتمكن من الطيران فتلحق بفرقها.

الثاني: نظام الخراج:

في وقت مبكر واجهت المسلمين قضية التصرف في الأرض وهل تبقى على الملك العام أو توزع ملكيات خاصة بين الناس، وأنقسم المسلمون حزبين: عمر بن الخطاب الخليفة ومن معه يرون الحل الأول، وبلال بن رباح ومن تبعه يؤيدون الحل الثاني، واحتدم الجدل ، وكانت حجة الفريق الأول أن بقاء الأرض في الملك العام يضمن مواجهة حاجات الأجيال المتعاقبة على مر العصور.

وقد انتصر رأي الفريق الأول وأضحت غالبية الأرض ذات الريع في الأرض الواقعة تحت سلطان المسلمين، ولا تقل مساحاتها عن 95% من مجموع مساحة الأرض، ملكاً عاماً تكون بيد من يستغلها يتصرف فيها كما لو كان مالكاً لها -عدا التصرف في ملكية رقبة الأرض- وتفرض عليها نسبة من إنتاجها لمواجهة المنافع العامة.

لقد أثبت العمل صلاحية هذا النظام وتحقيقه للهدف الذي تغياه كل ما ضمنت له الإدارة الصالحة، والرعاية العادلة، بل إن هذا النظام بإبقائه على حافز الربح للعمل وفي الوقت نفسه ضمان العدالة الإجتماعية حل معضلة لا تزال البشرية تحاول حلها طوال المئتي سنة الماضية، وأعني التوفيق بين الإتجاه الجماعي والإتجاه الفردي في الإقتصاد.

بالطبع لا يمكن في الوقت الحاضر استنساخ هذا النظام الذي وجد في عصر الإقتصاد الزراعي لا يمكن استنساخه ليكون حلاً ناجحاً في عصر الاقتصاد الصناعي والاقتصاد الخدمي. ولكن لا شك أن إمكانيات الاسلام بعد الوعي بها كفيلة بإيجاد حلول للمشكلة الإقتصادية كافية وملائمة لهذا العصر وللاقتصاد المعاصر.

واضح أن النظامين المذكورين وجدا -حينما وجدا- على أساس من فكرة الإستدامة.


كانت الغاية من النظام الأول (نظام الوقف) كما ذكرنا أن تفي الموارد بحاجات الجيل الحاضر، مع وفائها بحاجات الأجيال في المستقبل، وهذا ما وقع فعلاً فقد ظلت بعض الأوقاف تؤدي هذه الوظيفة عدة قرون، وبالمثل فإن النظام الثاني انتصر بناء على حجة أن تبقى الموارد تلبي حاجات الجيل الحاضر بدون إضرار بقدرة الأجيال في المستقبل على تليبة حاجاتهم.

لقد كان البديل أن تكون الأرض وهي أهم عوامل الإنتاج في الاقتصاد الزراعي مملوكة ملكية خاصة فتتجمع الملكيات الكبيرة في أيد قليلة ، وتحرم الغالبية من الناس وتضار العدالة الاجتماعية أو تكون الأرض مملوكة ملكية عامة تدار بتدخل من الدولة وينتفي حافز الربح فتضار سياسة الاستثمار الأجدى كما هو الحال في النظام الشيوعي.

لقد أثبت التاريخ أن هذا النظام، كلما توفر له شرط الإدارة الصحيحة، مع تحقيقه التنمية الإجتماعية حافظ على التنمية الاقتصادية، على سبيل المثال سجل التاريخ أنه في عهد عمر بن عبد العزيز حقق نمو ربع الأرض على مستوى الدولة زيادة 100% خلال سنتين.


وكما عني الإسلام بالتنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، كما ذكر أعلاه، عني أيضا في بعد ثالث بحماية البيئة، وفي الورقة التي قدمها العالم المشهور الدكتور يوسف القرضاوي في مؤتمر الإسلام والبيئة (مركز شركاء الأرض للحوار) وقد اقتبستها من كتابه المشهور بعنوان (رعاية البيئة في شريعة الإسلام) أوضح أن الركائز الأساسية لرعاية الإسلام للبيئة تتلخص في ثـمان ركائز:

1- تشجيع التشجير والتخضير واعتباره نوعاً من عبادة الله.
2- تشجيع العمارة والتثمير.
3- العناية بالنظافة والتطهير ومنع التلوث.
4- المحافظة على الموارد.
5- الحفاظ على صحة الإنسان.
6- معاملة البيئة بالإحسان سواء فيما يتعلق بالإنسان أو الحيوان أو النبات أو الجماد.
7- حماية البيئة من الإتلاف والتدمير.
8- حفظ التوازن البيئي.

وقد أورد النصوص من القرآن والحديث النبوي واضحة الدلالة على ما ذكر، على سبيل المثال فيما يتعلق يحفظ التوازن ذكر أن الله خلق كل شيء في الكون بحساب ومقدار قال تعالى: {مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} [الملك:3] {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [السجدة:7] {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً} [آل عمران:191].

والآيات القرآنية التي توضح أن كل شيئ في الطبيعة خلق بتوازن دقيق كثيرة منها قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان:2]، {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون:18]، {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ} [الحجر:19]، ويختم القرضاوي بقوله: "المطلوب من الإنسان وفق القرآن والحديث، العدل والاعتدال والتوسط والتوازن في كل شيء في الماديات والمعنويات في أمور البيئة وفي أمور الإنسان وفي الحياة كلها، والذي نهدف إليه من هذا أن الكون كما خلقه الله متوازن في نفسه متكامل بعضه مع بعض ولو طغى فيه شيء وجد في الكون نفسه ما يرد طغيانه ويعيد الأمور إلى التوازن القسط. وإنما يختل التوازن في الكون وفي الحياة بتدخل الإنسان غير المسئول وعمله غير المحسوب وغير المشروع وتغييره لفطرة الله في نفسه وفي الكون من حوله ومجاوزته لحده، في التعامل مع المخلوقات الأخرى" أهـ .

والقرآن مملوء بالتنبيهات إلى مظاهر الطبيعة في توازنها وانسجامها وجمالها، ودعوة الانسان إلى الوعي بذلك في مثل قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج:5]، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الجاثية:3]، {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية:4]، {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الجاثية:5]، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:99].


إن ما يعزز استعداد المسلم للاستجابة لأوامر الله في شأن التعامل مع أخيه الإنسان أو مع الموارد أو مع البيئة هو إدراكه أنه عضو في جوقة التسبيح الكوني لله، قال تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة:1]. {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء:44] وجاء ذكر التسبيح بلفظه في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن وجاء بمعناه في مواضع أخرى من القرآن. وإدراكه أن الكون مسخر له ، كما في قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل:12]، وقد ذكر تسخير الكون للإنسان بلفظ التسخير وما أشتق منه في أكثر من عشرين موضعاً من القرآن ، كما ذكر في مواضع كثيرة بألفاظ مرادفه للتسخير مثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ} [الملك:15].

فالمسلم حينما ينتفع بهداية القرآن فيستشعر رفقته لعناصر الطبيعة في التسبيح لله، ويستشعر أن عناصر الطبيعة مسخرة لانتفاعه فإن من الطبيعي أن تكون علاقته بالطبيعه علاقة ألف وصداقة ، وهذا يفسر أنه لم تكن توجد في لغات المسلمين مثل ألفاظ: الصراع مع الطبيعة، وقهر الطبيعة، وغزو الفضاء، لقد دخلت هذه العبارات أخيرا في لغات المسلمين تقليداً للعبارات الشائعة في الثقافة الأوروأمريكية، وجهل المسلمين المعاصرين بالإسلام وبنصوص مراجعه الأساسية القرآن والحديث الصحيح جعلهم يبتعدون عن التصور الإسلامي لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وعلاقته ببيئته. ولكن إعادة وعي المسلم بالتصور الإسلامي لتلك العلاقات تجعله بلاشك أكثر استعداداً لقبوله فكرة صداقة أفكاره وممارساته ومشاريعه للبيئة حوله.


فيما يتعلق بالبعد الرابع للاستدامة وهو حماية التنوع الثقافي، فإن سجل الإسلام سجل ناصع في كل تاريخه وفي مختلف أقطاره، فمن أول ما سجل المسلمون انتصارهم في حروبهم مع الآخرين حتى انتهى بامتداد سلطتهم السياسية إلى جزء كبير من العالم القديم يمتد من جنوب فرنسا إلى الأرخييل الأندنوسي ومن حدود الصين إلى ساحل الأطلسي، احترم المسلمون المنتصرون في زمن سيادتهم السياسية في كل العصور وفي مختلف الأقطار، ثقافات الشعوب الأخرى فأعطوهم حرية العبادة، وحموا أماكنها وأعطوا الأقليات الثقافية تحت سلطانهم الحق في وضع وتطبيق القوانين الخاصة بهم، والحق في استقلالهم في القضاء في المنازعات بينهم، والحق في الاحتفاظ بلغاتهم وتقاليدهم وتنشئة أطفالهم على ثقافتهم، بل لقد استثنوا من القانون الجنائي العام بمعيار إن كل فعل يعتبر غير مناف للأخلاق في ثقافتهم فإنه لا يعتبر جريمة في حقهم وأن كان يعتبر جريمة في حق المسلم بحكم القانون الجنائي العام، وذلك مثل شرب الخمر، وتصنيعها أو تسويقها، أو التعامل بالربا....إلخ. وفي حالات كثيرة ازدهرت الثقافات الأخرى ونمت وتطورت وحافظت على وجودها أكثر من أربعة عشر قرنًا.


الخلاصة كما رأينا أن قضية الاستدامة قضية أصيلة في نظام الإسلام -جانبه الدنيوي- بوصفه طريقة شاملة لحياة الإنسان مسلماً أو غير مسلم، وإن نظام الإسلام عالج هذه القضية بالمنهج ذاته الذي يعالج به القضايا المماثلة وهو المنهج المتكامل الذي يبدأ بالعناية بنفي العوائق عن البناء السليم للقضية، وتحقيق سبل الوقاية من عوامل هدمها ثم يعمل على بنائها بصورة تحقق فعاليتها وإنتاجها.


كنا حتى هذا الجزء من المقال نتحدث عن الإسلام في جانبه الدنيوي الذي يرسم طريقة لحياة يكون الإنسان فيها مسلماً أو غير مسلم أقدرعلى مواجهة تحديات الحياة أما الجانب الروحي وهو الخاص بمن يؤمن بالإسلام ديناً فلا شك أن أثره على قضية الاستدامة في حياة الإنسان ووعيه وسلوكه أعمق وأشمل، وشرط ذلك أن يكون قادراً على الوعي بالنسخة الأصلية للإسلام التي لا يزال الإطلاع عليها ممكناً لكل أحد، إذ تتجسد في القرآن الميسر للفهم الذي لم يتغير ولم يتبدل منذ حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي السنة الصحيحة التي حفظت بأرقى نظام للتوثيق عرف في التاريخ.

ولا يتسع المجال لأكثر من هذا، وبالله التوفيق.

ملحوظة: لقد عرضت المقالة خلال مراحل إعداد مسوداتها على عدد من المختصن في مجال الاستدامة، واستفادت من ملاحظاتهم.

وعرضت المقالة في نسختها الأخيرة على سعادة د. عادل شراق الدين، المختص في الاستدامة، عضو هيئة التدريس بجامعة (كنت ستيت يونيفرستي) بأمريكا، وكان تعليقه مشكورًا، الآتي:


 

I have read the article with great pleasure. The arguments are well grounded, thoroughly supported, and complete. If I disagree on an issue it would be on a point of view and not on the structure of the article and that would be a platform of debate not review…my congratulations to the author and my best wishes for success in his endeavors


 

Adil


 

Dr. Adil Sharag-Eldin, LEED AP BD+C

Green Energy Ohio, Board member

Associate Professor of Architecture

Research Coordinator

College of Architecture and Environmental Design

Kent State University

المصدر: مدونة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين

صالح بن عبد الرحمن الحصين

الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي (سابقا)، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجلس الرئاسي لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية.

  • 11
  • 1
  • 10,426

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً