العاريات في تونس

منذ 2013-06-08

إنّها دعوة إلى الدّعارة، وإلى الانحراف والانحلال الخلقي، إنّهم يريدون انحراف نساءنا وتفسّخ مجتمعاتنا، وها هم اليوم يحركون بيادقهم للوصول إلى أهدافهم الخبيثة، لكنّ أهمّ الأسئلة الّتي تطرح برأيي: من يقف وراء هذه المجموعة الفاسدة؟ ولماذا اختارت هذه المجموعة تونس بالذّات؟ ولماذا هذا التوقيت؟!

 

استيقظوا... يريدون أن يسلبوا منكم دينكم وأخلاقكم!
ماذا وراء الأحداث الأخيرة الّتي وقعت في ولاية  القيروان بتونس؟
فقد عمدت فتاة تونسية لنشر صورها على (الإنترنت) وهي عارية الصّدر، وقد عثر رجال الأمن بحوزتها عند إيقافها على بخاخ ممنوع في تونس، وكانت عمدت من قبل إلى تدنيس مقبرة، وعلّقت لافتة لمجموعتها (فيمن femen ) على مسجد عقبة بن نافع حيث كان مقرّرًا عقد مؤتمر أنصار الشّريعة الّذي حظرته الحكومة، وهي تواجه عقوبة السجن بتهم منافاة الحياء والإخلال بالأخلاق الحميدة، ويبدو واضحًا أنها غير متوازنة عقليًا، وهذا ما صرّح به والدها للمحكمة.

ويوم المحاكمة قامت ثلاثة فتيات بالتّعرّي أمام المحكمة للمطالبة بالإفراج عنها، وهذه أوّل مرّة تعلن فيها هذه الجماعة عن وجودها في دولة عربيّة مسلمة، وقد صرّحت إحدى النّشطات في باريس أنّهنّ يعتزمن فتح فرع لهن في تونس، وصدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد قال: «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتّى لو دخلوا في جحر ضبّ خرب لدخلتموه» (رواه البخاري، ومسلم).

إنّها دعوة إلى الدّعارة، وإلى الانحراف والانحلال الخلقي، إنّهم يريدون انحراف نساءنا وتفسّخ مجتمعاتنا، وها هم اليوم يحركون بيادقهم للوصول إلى أهدافهم الخبيثة، لكنّ أهمّ الأسئلة الّتي تطرح برأيي: من يقف وراء هذه المجموعة الفاسدة؟ ولماذا اختارت هذه المجموعة تونس بالذّات؟ ولماذا هذا التوقيت؟!

(فيمن femen) هذه جماعة نسائيّة علمانيّة تدافع عن حقوق المرأة الأوكرانية –بزعمهنّ- مقرّها في العاصمة (كييف) تأسّست عام 2008، وقد اشتهرت بتنظيم احتجاجات ضد وكالات الزّواج المنتشرة على الإنترنت أو في غيرها من الوسائل، شعارهن المعلن: "أخرجي تعرّي وانتصري"، وهنّ يدعين لمحاربة كلّ رابط دينيّ أو خلقي، ولا عجب أن تنطلق مثل هذه الجماعة من أوكرانيا؛ فقد انتشرت فيها العنوسة بأرقام رهيبة، وهي واحدة من أفقر البلدان الأوروبيّة، وقد ملأت الفتيات الأوكرانيّات حافات الشّوارع في باريس وفي أغلب العواصم الأوروبيّة، يعملن بالدّعارة، ويبعن أجسادهنّ بأسعار رخيصة، وأكبر دليل على انحرافهنّ التظاهرة التي قمن بها عاريات الصّدر أمام (كاتدرائيّة نوتردام) في باريس احتفالا بخبر إعلان البابا السادس عشر تنحّيه من منصبه، وقد وقع طردهنّ من محيط الكنيسة.

أنا لا أستغرب أن تكون (فيمن) هذه  جيبا خفيّا من جيوب الماسونيّة العالميّة، اختارت تونس لهشاشة أجهزتها الأمنيّة الّتي لم تستردّ بعد كامل عافيتها بعد الأحداث الأخيرة، وهي تمرّ بمخاض عسير ومرحلة صعبة، والصّيف قد هلّ على الأبواب، ولسان حالهم يقول ننعق مع كلّ ناعق لعلّه يكون لنا مكان بين النّاس، وقد غاضهم ما كانوا يستبعدونه من رجوع  التونسيّين لدينهم وتمسّكهم بأخلاقهم وقيمهم، وهم يريدونها دولة علمانيّة لا يبقى من الإسلام فيها إلا بعض المظاهر الزّائلة، وهم يعلمون علمًا يقينًا أنهم لو تجرّؤوا على الإعلان بوجودهم في الجزائر أو في المغرب لهبّ إليهم الأفذاذ يحمون بلادهم المسلمة، ويذبّون عنها من مثل هذه اللّوثات الاجتماعية، ولتصدّت الحكومات لهؤلاء الفسقة الفجرة بكلّ حزم وشدّة دون أن تأخذهم في الله لومة لائم.

ونقول للمتمسحين بهم المبهورين بزيف حضارتهم المأخوذين بجمال الظاهر: اعلموا أنّ المرأة في الإسلام مكرمة محفوظة الجانب، كاملة الحقوق إنّها (الأمّ والأخت، والزّوجة والبنت)، إنّها سليلة (خديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهنّ)، إنّها المربّية الفاضلة والعالمة الجليلة، كان لها  دورًا بارزًا في التّاريخ الإسلاميّ، وقد أعطاها الإسلام حقوقها كاملة منذ أكثر من أربعة عشره قرنًا، وحين كانت المرأة في أوروبا تعامل كالبهيمة لا حقوق لها كان للمرأة المسلمة حقّها في طلب العلم، وفي التعليم، وفي الميراث، وفي حق اختيار الزّوج الصّالح، وكانت تشاور في أمّهات المسائل! ورحم الله الشّاعر قال:
 

الأمّ مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبًا طيّب الأعراق
الأمّ روض إن تعهّده الحيا *** بالريّ أورق أيّما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة اللائى *** شغلت مآثرهم مدى الآفاق
ربّوا البنات على الفضيلة إنّها *** في الموقفين لهنّ خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم نور *** الهدى وعلى الحياء الباقي


وتصرّح هذه المرأة المريضة أمام وسائل الإعلام الفرنسيّة: "جسدي ملك لي وهي حريّة شخصيّة"! يظهر أنّها لا تفهم معنى الحريّة ولا تعي حدودها، وإلّا لصنع كلّ فرد ما بدا له، ولتعدّى النّاس بعضهم على بعض بدعوى الحريّة الشّخصيّة، إنّها حريّة الغاب، وهي التّهوّر والانفلات بعينه، وليست هذه الأفعال المشينة من الحريّة في شيء (ويعلم هؤلاء الصحافيّين الفرنسيّين الدّاعين للفتنة في تونس حقّ العلم أنّه لو كتبت إحداهنّ كلمة على باب مقبرة من المقابر في فرنسا لحوكمت ولسجنت، فهل تريدون أن تجبرونا على أن نحلّ عندنا ما تحرّمون عندكم) فثقافة التّعرّي هذه لا حاجة لنا بها ولا نريدها.

ونحن لا نخشى على الإسلام لأنّنا نعلم يقينا بأنّه ماض في طريقه بإذن الله تعالى، وهل يضرّ السّحاب نبح الكلاب، فالإسلام لا يضرّه تشدّد المتشدّدين ولا انحلال المنحلّين، وقد أعلمنا الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم بذلك حين قال: «إنّ هذا الدّين يسر، ولن يشادّ الدّين أحد إلّا غلبه...» (رواه البخاري، ومسلم) .

ولكن حقّ على أهل الخير وعلى أهل العلم وعلى كلّ تونسي حرّ وكلّ تونسيّة حرّة، وكلّ مسلم غيّور على دينه ووطنه أن يقف لهؤلاء البغاة  المفسدين، وأن يتصدّ لهم ولأمثالهم، وإنّنا نطالب اليوم بإيقاع أشد العقوبات على هاته النّسوة ليكنّ عبرة لكل من سوّلت له نفسه المساس بالحياء وخدش دين المسلمين، كما نطالب بمنع أمثال هذه الجماعات الفاسدة من حريّة النشاط والتحرّك في ربوع وطننا الحبيب، حتّى لا يدنّسوا بلدنا بأفكارهم الملوّثة، ولا ينشروا سمومهم بين شبابنا وفتياتنا، ونساء تونس هنّ ثروتها وهنّ مستقبلها، والحمد لله ربّ العالمين.  

 
أخوكم: (أبو عبد الرحمن) زهير رزق الله التّونسي
  • 33
  • 0
  • 4,569

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً