دعوة.. إلى السحر
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم)، وقوله عن جابر رضي الله عنه قال: "لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت»" (رواه مسلم)، وعن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم» (الترمذي).
حيث السكون يخيم، والناس يرقدون، فاللاهون في لهوهم والعابثون في عبثهم، يخترق السكون صوت خرير الماء الطهور، ينسكب على جوارح الرجل الصالح فيغسل النفس ويكتسح الذنوب التي في طريقه، وصوت الصالح مع نهاية وضوئه: "اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين".
تناديه آثاره الثابتة في موضع صلاته كل ليلة، وتتشوق إليه قطع الأثاث بالمنزل المتواضع، حيث تستمع إليه كل يوم وهو يردد آيات الله في صلاته، إنها استجابة فورية لحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم)، وقوله عن جابر رضي الله عنه قال: "لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت»" (رواه مسلم)، وعن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم» (الترمذي).
وتطبيق تنفيذي لتعاليم أول لحظة وطئت فيها قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يحكي عنه عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قال: "أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما تأملت وجهه واستبنته، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: فكان أول ما سمعت من كلامه أنه قال: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»" (أخرجه الترمذي).
إنها لحظات بحث عن رحمة من الرحمن الرحيم، لعلها أن تتنزل في تلك اللحظات فيكون الفوز اللانهائي السرمدي الخالد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلًا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء» (أخرجه مسلم).
فدعاء صادق ورجاء مخلص، فتتنزل الخيرات، وتسبغ النعم، عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة» (رواه مسلم)، كيف لا، وأقرب ما يكون العبد من ربه في تلك الساعات، وأقرب ما تكون حالته في حالة السجود، فقرب على قرب، مع نية منيبة متجردة من الدنيا، فكيف يظن بمثل هذا إذًا؟ فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن» (الترمذي).
إنه قد أمن فتنة الغفلة، وأمن أن يكتب من الغافلين، وصار مع صحبة نورانية كريمة، حيث النبيين والصديقين والشهداء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقَنْطرين» (أخرجه ابو داود).
فهل يظن له ولأمثاله مثوى إلا الجنة؟ ولا مستقرا إلا نعيم وخلود؟! عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام» (ابن حبان).
خالد رُوشه
- التصنيف:
- المصدر: