موقف أمريكا الجديد في مصر
أوامر أوباما بمراجعة المعونة تأتي لضمان سلامة التيارات "الإسلامُقراطية" التي استثمرت الولايات المتحدة الكثير لبنائها على مدار الأعوام الماضية ، فمنذ 11/9 و الولايات المتحدة اكتشفت أن العداء للإسلام لا يمكن أن يقضي عليه أو يلغي طموحاته ، مما دفعها دفعاً لفتح قنوات تواصل وتلاقح مع الحركات الإسلامية لاختراقها وجذبها إلى نسق ما بعد الحداثة و الممارسة الديمقراطية/العلمانية. هذا معلوم لكل من قرأ الأدبيات الأمريكية عن اختراق التيارات الإسلامية بعد 11/9 و على رأسها دراسة شيريل بينارد الشهيرة التي نشرتها مؤسسة راند.
الآن الإدارة الأمريكية تريد التأكد أن الجيش الغاضب و فلول نظام مبارك لن يدمروا تجربتها الجديدة الناجحة ولن يقتلوا الهجين (الإسلامُقراطي) الوليد !
لذلك أرى أن أمريكا ستقوم بالضغط على العسكر والحكومة الانتقالية لعدم إلحاق الأذى بالتيارات الإسلامية وعلى رأسها حزبي الحرية والعدالة و البناء والتنمية ، وأرى أن العسكر و الحكومة الانتقالية سيستجيبان لذلك. ما سيحدث هو تصفية بعد الحسابات مع بعض القيادات ، لكن البنية التنظيمية لهذين الحزبين ، و تياريهما لن يتم المساس بهما بشكل جذري.
وأعتقد أن هذا سيتواكب مع انتعاش اقتصادي محدود تحدثه أموال الخليج و معونات الاتحاد الأوروبي و (حلاوة البراءة) من الفلول بعد موجة البراءات الجماعية القادمة !
وأرى كذلك أن الانتخابات ستتم في موعدها وانتقال السلطة سيسير وفق جدول لا بأس به ، وأن الجيش لن يتربع على سدة الحكم.
العالم تغير ، وأمريكا نجحت بالفعل في دفع الشريعة إلى مرتبة فلكلورية لدى التيارات الإسلامية في مصر.
والله أعلى وأعلم
خالد صقر
كاتب إسلامي
- التصنيف: