للإفادة القصوى من رمضان!

منذ 2013-08-03

صم رمضان هذا العام صيام مودع، صمه صوم من يوقن أنه لن يصومه مرةً أخرى، بل وكأنك لن تكمله، أليس هناك أناس كانوا معنا العام الماضي؟ أين هم الآن؟ أليس هناك من يدرك ثلثه أو نصفه، أو أكثر لكنه لا يتمه؟!

 

هذه فكرة بسيطة بين يدي رمضان، لكنها عظيمة في أثرها، وهي تتلخص في أمرين اثنين فقط بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه:

الأول: صم رمضان هذا العام صيام مودع، صمه صوم من يوقن أنه لن يصومه مرةً أخرى، بل وكأنك لن تكمله، أليس هناك أناس كانوا معنا العام الماضي؟ أين هم الآن؟ أليس هناك من يدرك ثلثه أو نصفه، أو أكثر لكنه لا يتمه؟!

أما الأمر الثاني: أن تربي نفسك وأنت تفتح صفحة المصحف، أن تفتح صفحة قلبك أولاً، ثم تسأل نفسك بعد أن تنتهي من حزبك أو جلستك التي تقرأ فيها القرآن -في كل وقت وخصوصاً في أيام وليالي هذا الشهر الكريم- هذه الأسئلة:
ما الآية التي أبكتك أو استوقفتك؟! وما الهداية التي استفدتها من القدر الذي قرأتَه؟ ونحو هذه الأسئلة التي لها أثر عجيب جداً ومجرب في الانتفاع بقراءة القرآن، وأما لماذا هذان السؤالان؟!

فلأن الله تعالى جعل أول مطلوب للعبد في هذا الكتاب هو الهداية، ألسنا نقرأ في سورة الفاتحة كل يوم: {اهْدِنَا الصِّرَ‌اطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]؟
ألسنا نقرأ في ثاني آية من سورة البقرة: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَ‌يْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِين} [البقرة:2]؟ وبعدها بآيات: {فَمَا رَ‌بِحَت تِّجَارَ‌تُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة:16]؟

وأما السؤال عن البكاء أو التأثر بالآيات فإن الله وصف خيار خلقه مع هذا القرآن الذي لو نزل على جبل لتصدع من خشية الله فقال: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا . وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا . وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء: 107 - 109]، ولمّا ذكر ربنا جملة من أنبيائه ورسله في سورة مريم قال: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: 58]، فرحم الله عبداً تشبه بهم.

إنني متأكد أن من طبق هذين الأمرين واستمر عليهما فسيجد لصيامه طعماً آخر، ولتلاوة القرآن أثراً أكبر، وذلك والله هو الفوز العظيم، وهو السبب الأعظم لتحقيق التقوى التي من أجلها فرض الصيام.
والله سبحانه هو المعين والموفق لا إله إلا هو.
 

 

سعد بن مطر العتيبي

 

  • 0
  • 0
  • 2,357

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً