كيف أصبحوا عظماء وناجحين؟!

منذ 2013-09-18

قراءتنا لسير الناجحين والعظماء تنمي فينا الطموح وحب العمل، وترفع رصيد التفاؤل لدينا، وفيها الكثير من الدروس والعبر، وتختصر لنا الكثير من الطرق والتجارب، وتعلمنا أمورًا قد لا نتعلمها من المدرسة أو البيت.

 

"لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب الناجحين، واليقظة لتجارب الحياة" د. مصطفى السباعي.

كثيرًا ما كانت تُلهمني قراءة سير الناجحين والعظماء؛ لما أجد فيها من متعة وتشويق عند الاطّلاع على قصصهم وخلاصة تجاربهم، وكيف عاشوا وكيف كانت ردَّة فعلهم تجاه العقبات والصعاب التي واجهتهم في حياتهم، وليس هناك أجمل من الاطلاع على تجارب الأشخاص الحياتية، خصوصًا هؤلاء الذين امتلأت حياتهم بالمغامرة والكفاح والدروس العجيبة!

وكأنَّهم بتجاربِهِم يُشيرون إلى دروبِ النجاح التي سلكوها، وإلى دروب الفشل التي أداروا لها ظهورهم، أو تلك التي أوصلتهم إلى الفشل مرّة ليرتقوا بمعرفتهم بها درجة في سلم النجاح الطويل.

ورغم قراءتي لكثيرٍ من سيَر الناجحين والعظماء إلا أنني لم أجد أشرف وأعظم من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضي الله عنهم في عزيمتهم وإصرارهم ومواجهتهم للصعاب وتفاؤلهم بالله عز وجل.


وقال ابن القيم رحمه الله عن روح العزيمة: "قد أجمع كل عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا همّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له".

ومما أثار دهشتي في سير وقصص هؤلاء هي المصاعب الجمّة التي واجهتهم والتي كادت أن تخفي ذكرهم وتمحوا آثرهم؛ إلا أنهم عرفوا أن من استسلم إلى الفشل لن يبرح مكانه ولن يحفر اسمه بماء الذهب على صحائف التاريخ الخالدة، لذلك اعتبروا المصاعب فرصًا متنكرة وأحسنوا استغلالها واعتبروا أنَّ الهزيمة في المعركة لا تعني خسارة الحرب، فأعادوا ترتيب أنفسهم وأخذوا زمام الأمر من جديد وكرروا المحاولة حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فأصبحنا نذكرهم بأنهم عظماء!

في كتابه الجميل (كيف أصبحوا عظماء؟) يقول الدكتور سعد الكريباني: "بعيدًا عن الحظ والمحظوظين فإن الدنيا لا تعرف صاحب إنجاز أنجزه، ولا صاحب نجاح حققه، إلا وكان ذلك الإنسان عاملًا مثابرًا جادًا ذا عزيمة. لا ينام ملء جفنيه ولا يضحك ملء شدقيه. يريد أن يكون شيئًا مذكورًا. خطواته ثابتة لا ترى فيها عوجًا أو تباطؤًا. يعرف حق المعرفة أن قطرات الماء المتتابعة تحفر أخدودًا في الصخر الأصم".

ولو تأملنا واطَّلَعنا على كل العلماء والزعماء والمخترعين واللاعبين المشهورين لن نجدهم نجحوا بسبب أنهم أصحاب شهادات عليا أو أغنياء أو عباقرة ولديهم ذكاء خارق، بل سنجد أنَّ "الثقة بالنفس ووضوح الهدف واستغلال الوقت والعزيمة والإصرار" هي من أهم الصفات التي كانوا يتحلون بها وهي سرّ نجاحهم وتحقيق أمانيهم؛ بل هي الأسباب الرئيسية بعد توفيق الله في أننا ما زلنا نذكرهم وظلت مآثرهم خالدة.

ويفسّر الأستاذ عبد الله الجمعة مؤلف كتاب (عظماء بلا مدارس) بأن النجاح هو: "أن تكون سعيدًا في باطن الأرض، بينما يضج الناس فوقها بكاءً لموتك.. وبأن الشدائد هي مصنع العظماء".

قد نجد صعوبة أن نكون مثل (أينشتاين أو نيوتن أو الرازي) أو أي عالم مبدع أو أديب خلاق أو لاعب عالمي يخطر ببالنا؛ ولكن لن نجد صعوبة في أن نكون ناجحين في حياتنا ننجز بمقدار ما يحقق لنا الرضا والقناعة وأن نكون متصالحين مع أنفسنا في أغلب الأوقات. وما من شيء أكثر جمالًا وروعة في الحياة من عيش حياة هادفة مبدعة عظيمة ذات مغزى!

قراءتنا لسير الناجحين والعظماء تنمي فينا الطموح وحب العمل، وترفع رصيد التفاؤل لدينا، وفيها الكثير من الدروس والعبر، وتختصر لنا الكثير من الطرق والتجارب، وتعلمنا أمورًا قد لا نتعلمها من المدرسة أو البيت.

 

 

إبراهيم سعود العويس
 

المصدر: نور الإسلام
  • 7
  • 0
  • 6,741

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً